عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
بكيت .. نعم بكيت ، وبكيت كثيرا ، فالبكاء في لحظةالحزن الكثيف هو مايشعرنا بالتحسن، وإلا متنا قهرا ، البكاء يجعلنا نحتمل فقد الأحباب .. كان الأسبوع الأول من يونيو 2024 من أصعب ايام حياتي ، إذ فقدت فيها بعض اعزالأعزاء من الأسرة ، والأصدقاء ، والزملاء ، فزادني الحزن إنهاكا فوق ماكنت مريضا طوال الشهرين الأخيرين .. أن تفقد كل هؤلاء الأحبة دفعة واحدة وفي أوقات متقاربة ،امر فوق الإحتمال ، ان تتلاحق المصائب فتنقل لك في كل يوم موت عزيز عليك لخطب ...
-
كانت الزيارة قصيرة، لكن عدت منها بانطباعات جميلة ، احتاج إلى زمن آخر حتى استطيع الإلمام ولوبنزر من حياة هذا المشقاص الشاسع المدهش الذي انتمي إليه .. قصيعر مدينة بحرية ، وهذا سبب كاف لعودتي إليها، واستعادة ذكريات الزيارة الوحيدة، وايضا كانت إلى البحر،وتحديدا إلى ميناء الإصطياد ، ربما لتؤكد لي هويتها وهواهاوالبحر الذي فتحت عينيها عليه . توجد دائما لحظات سعادة ، ولو كانت قصيرة تبقى من ذكريات ومرويات العمر. قصيعر .. منها بالتأكيد .طوال كت ...
-
منذ زمن بعيد لم نلتق ... فقط، عرفت الآن مالم يكن لي ان ادركه في عمري ذاك قبل أربع وستين سنة .انت ظللتِ صبية ، وانا صرت هذا الشيخ الذي كبر في العمر عتيا ولايزال يعتقد نفسه ذلك الطفل...! كلما تذكرتك عدت إلى الزيارة الأولى مع ابي ، الانطباع الأول ، النظرة الأولى، اللقاء الأول، التفاصيل الصغيرة التي لم تتغير. تذكرتك بحرا رائعا،شاطئا جميلا، قبةلولي ،، وحُمسة ( سلحفاة) وديعة تخرج من المحيط ليلا وتعود إليه بعد ان تضع بيوضها في رماله البيضاء الن ...
-
شتاء آخر في القاهرة ..كان المقهى في وسط البلد ، جميلاً وبسيطاوحميميا، ودافئا رغم ان الوقت مساء والليل في أوله، وليل القاهرة طويل طويل . وصلت في التوقيت المتفق عليه مع الصديق منصور الحاج. أشعر براحةكبيرة كلما قعدت في " مقهى ريش " ، يغمرني هذا الإحساس، وبأن المقهى لم يندثركما انطفأت عدة مقاه كان يرتادها عبقري الرواية العربية نجيب محفوظ واستمد من اجوائها بعض رواياته وكتب اولى مسوداتها،، ورصد منها عالم الحارة الحقيقي، عندما كانت المقاهي في مصر ت ...
-
اسم شرمة وحده يُثير فيّ مشاعر مفرطة لاتنتهي..بعض الأماكن لاتستطيع الفكاك منها مهما مرمن عمر وعدى من زمن . اتساءل دائماً لماذا يختفي ذلك الحب لبعض الأماكن ثم يبرز فجأة ..؟ اشكر الله انني عرفت شرمة في وقت مُبكر من حياتي، ويبدو انني وقعت في حبها منذ ذلك الحين . ابي اول من اخذني إليها ،اعتقد كنت في العاشرة من عمري ..آه لو كان يدري ماذا فعلت بي تلك الزيارة القصيرة،،،، لشرمة؟ وماذا تفعل حتى الآن بعد مرور كل هذه السنين ؟ ستون سنة وأكثر قليلاً..لولاو ...
-
في البدءعندما أردت أن اكتب عن بلدتي الديس الشرقية ضمن مدن البحر حاولت إستعادةذكريات قدتكون نقاط إرتكاز في مجرى الزمن تشكل هيكلاً اساسياً للديس المستعاد..ثم عمدت إلى الإستعانة بماكتبه وقاله غيري هناوهناك في اوقات ومناسبات مختلفة.وفي غضون ذلك وجدت نفسي أذعن للكتابة بين هذا وذاك دون ترتيب زمني،فروعة الكتابة أن تكون مفعما بروعة ماتكتب ... فمبجرد أن تبدأ حتى تتداعى الأحرف ، الكلمات،الجمل دفعةواحدة . (1) بدءً،قديكون من ...
-
وهل يمكن الكتابة عن مدن البحر دون ان تكون الحامي واحدة منها ...؟ثم اماكن نحبها لذاتها..الحامي واحدة منها. ولدت في البحر لهذا لم تستطع ان تهرب منه.على حافة البحر مشت ،وعلى شفرة المحيط ابحرت وكتبت تاريخها البحري ولم تكن تسأل عن المخاطر كثيرا ...تصنف الحامي،الواقعةعلى ساحل بحر العرب شرقي مدينة الشحرب30كيلومترا كواحدة من أهم الموانىء البحرية في بحر العرب ، ولعبت ادورا تاريخية مهمة في الملاحة البحرية في المحيط الهندي إذ كانت المهنة الرئيسة لأه ...
-
كان الجو هادئا ،والبحر زاخرا بالمراكب الراحلة ككل الأزمان تقريبا.. ثمة بحارة يشدون الحبال ، ويرفعون المراسي ، و "صواري التعب" ، ورجال يرمقون البر الذي ربما لن يروه إلا بعد سنين طوال ، يشدهم الحنين إلى حضرموتهم حتى قبل ان يبحروا ..جموعا ودعت ، جموعا استقبلت ، شبابا ودعتهم ، كهولا استقبلتهم، كهولا ودعتهم ، اطفالااستقبلتهم..وهذا الطائرالمهاجر لايكف عن الرحيل ، ولا عن العودة ... والرحيل ! على ساحل الشحر استعدت منظرهم ... موجات الهجرةالحضرمية ا ...
-
احيانا تقودنا الصدفة إلى أماكن لانعطيها أهمية، او نمرعليها عابرين ،.لاندرك اهميتهاإلابعد زمن قد يمتد .. لكنها تظل في ذاكرتنا ، تلح علينا بين وقت و آخر ،نستعيدها ، نشتاق لهاوكأنها تقول لنا : "أناهنا ! " . كنت محظوظا إذ سكنت في القرية كلما جئت الشحر ، في بيت من اللبن لايختلف عن بيوت الطين الأخرى غير بعيد من البحر .. كيف انسى القرية....كيف انسى اني صليت في الجامع الكبير ..أيامها لم أكن اعرف ان التجمع السكاني في بداية الإسلام تركز هنا في ...
-
الشحر مدينة من مدن البحر التي سرعان ماوقعت فيعشقها ، مدينة تاريخ عريق في الواقع لافي الحلم ، كانت يوما مملكة عظيمة وعاصمة لعدد من الدول والسلطنات .. مدينة حين تمشي في شوارعها لاتذكرك إلابماض عريق ، تدل عليه بعض القصور التي تظهر هنا وهناك ، والاسوار والأبواب، لكن المدينة وجدت هنا منذ آلاف السنين .. كان نداء الشحر لي ملحا فاستدعتني مرات كثيرة واخذت تعرفني بنفسها على مهل وتحكي لي عن حاضرها ولاتقول إلا القليل عن ماضيها العظيم فلم اجد من هو أكثر ...
-
لايمكنني تصور المكلا بدون البحر ..مامن مكان ساحر يمكن أن يسحر المرء مثلما يسحره بحر المكلا ..فهو الذي يجعلها عروس بحر العرب .. ولازال بحر حبي فيها غزيرا ولااريده ان ينضب، فذاك مهر عروستي لما تحتويه من فتنة واسرار ... ولايمكنني تذكر المكلا بدون أصدقاء ..أنظر إليهم عبر مسافة تمتد آلاف الكيلومترات ..لطالما كنت اقول ان المدن ليست الحجارة والطوب..المدن هي الناس الذين يعطون للمدن والبيوت الحياة والألق والدفء والمشاعر الإنسانية ..فكيف إذا كانوا أصدقا ...
-
هناك داع لمزيد من الكتابة عن المكلا ، لقد أحببت هذه المدينة وأشعر بنوع من التقصير نحوها ، فهذه من المرات النادرة التي اكتب عنها ، ليس عن تجاهل بل ان بعض المدن تظل في الذاكرة، تعيش معك في أي مكان تكون فيه..ويؤجج الشوق للوطن البعيد هذا الإحساس ... لم تمنحني "المكلا " رغم حبي الجم لها منذ أول لقاء أدنى فرصة لسبر اغوارها بسرعة ، محتجبة خلف ذكائها الوقاد، وحيائها الذي يشبه حياء الأنثى ، وايضا خلف تواضعها الجم ، ووميض عينيها الذكيتين.. في اللحظة ا ...
-
الزيارة الثانية ليست كالأولى ،،، تكون قد كبرت قليلا في العمر ، إنها سنوات التكوين وكل يوم تزدادمعرفةلاباس بها في الحياة والناس .. المدينة نفسها حين تأتيها تكون في طور التغير في بعض الأشياء هنا وهناك .. لكن انطباع الزيارة الأولى ،، يظل ملازما لك ،عالقا في الذاكرة ... زرت المكلا بعد ذلك مرات في اوقات متباعدة ،وكلها كانت قصيرة ، وإحداها تفصل بينها وبين آخر زيارة نحو ثلاثين سنة تقريبا .. وفي كل مرة كنت اكتشف أشياء جديدة ، واكسب اصدقاء خلال مراح ...
-
المكلا ،،،،واحدة من المدن التي سحرتني من المرة الأولى وتعلقت بها ،وعلقت بذاكرتي منذ ذلك اللقاء ولاتزال ..الزيارة الأولى دائما لها وقع خاص،حينها كنت طفلا لم يتعد العاشرة برفقة ابي . والطفولة لها ذاكرة حديدية لاتنسى الأشياء، الأحداث، الأشخاص مهما مر من سنين ، وفات من عمر ... المكلا ،مدينة بحرية على بحر العرب ، ولعل هذا من أسباب حبي لها من أول نظرة ، أوأول زيارة ،فأنا اعشق البحر ، وكل ما يتعلق بأشياء البحر ، من مدن،سفن ، مراكب ،اصد ...
-
ولد عبدالرحمن محمد بارببد العمودي في قيدون سنة 1956م. تقع قيدون في وادي دوعن الشهير بالعسل الدوعني ،بعد التقاء وادي ليمن ووداي ليسر ، وتعتبر بلاد ( آل عمودي ) واساسهم ، فجدهم الشيخ سعيد بن عيسي العمودي ولد وعاش هنا .كان داعية من دعاة الصوفية، عايش الفقيه "المقدم" الذي ينتمي للسادة آل البيت ، ويعتبرون من مؤسسي الصوفية بحضرموت ، الذين كانوا على نقيض الأباضية، المذهب السائد والمنتشر في ذلك الوقت في كل حضرموت بين القرنين الرابع والحادي عشر للهجرة ...
-
هذه المدينة ، غيل باوزير ليست غريبة عني،سمعت عنها من قبل ،جئتهامرات عديدة مع أبي، ومرة وحيدة مع أمي،وفوق هذاوذاك فهي بلدجدي سالم سعيدالحار ، وأخوالي من آل باشطح.كانت ولاتزال تأسرني دائما مدينةالعلم والنور هذه،وقدصار لي فيهابعدأن التحقت بالمعهدالديني،زملاء دراسة،ورفقةعمر،أحدهم صديقي الحميم علوي سالم عمرباعلوي الذي سرعان ماتآلفت معه وصرنا لازملاء دراسة فحسب،بل رفقة عمر وتوأم روح..بعض القلوب تتآلف بسرعة،ولانسأل عن السبب . ولد علوي في حارة من ح ...
-
مر على وفاته حتى الآن اكثر من ستين سنة لكن لازال حاضرا في الذاكرة والوجدان ، وسيظل كذلك لأمد طويل قادم، مثله مثل الرواد الذين يجترحون مآثرهم العظيمة دون ان يدرك الناس قيمة ماقاموا به إلا بعد رحيلهم ! سعيد عبدالله بحاح ، هل كان يطارد قدره ، ويعرف ان العمر قصير،وان عليه خلال هذاالعمرالقصيرأن يقوم بإنجاز أشياءكثيرةفي أقل زمن تتيحه له اقداره؟ أم ان الأقدار هي التي اختارته لهذاالدور ، وان الرجل او المرء لايختار قدره اودوره الذي عليه اداؤه ،إنم ...
-
مسجد المحضار من اقدم مساجد الديس الشرقية ، ومقبرته ،اكبر المقابر فيها. ،هناك ملاصقا لجدار المسجد العتيق ، قبر جدي الشيخ القاضي حاج بن سعيد بحاح ، احد اشهر الشخصيات الذي تركت أعماله بصمة لاتمحى في تاريخ هذه المنطقة من شرق حضرموت . كثيرون من الاجيال الحالية لايعرفون الرجل ومآثره العديدة ، وان الفضل في تعليمهم ، وتعليم أجيال قبلهم من آبائهم ، ومن بعدهم ابناؤهم ، يعود إلى هذا الرجل بالذات. هناك وقفت أقرأ له الفاتحة بعد ان دلني على قبره احد الم ...
-
اما عن كرم امي فحدث ولاحرج .كانت سيدة سخية ، مادخل احدبيتها وخرج ويده فارغة . وكانتقريباتها الريفيات يزرنها فرادی ، مرةعلى الاقل في الشهر ، ومنهن منتمكث يوما ، ومنهن من تمكث اكثروفوق واجب الضيافة ، كن يخرجنبزوادة من السكر والشاي والارز ،وببعض النقود . وبدورهن فان هؤلاءالريفيات كريمات ، فيأتين عند كلمنزيارة بقناني السمن ، وحباتالبيض ، وببعض الخضراوات .. وكانت امي تجزل لهن العطايا ولاتبخل عليهن ببعض قطع ملابسهافلا تسعهن الفرحة ، ويدخل ذلكالسرور ال ...
-
كنت اظن ان امي لاتمرض .. لم ارهاابدا تشکومن مرض، اوتبكي من ألم ،اوتزور الطبيب ، او تذهبالى المستشفى الا مرات نادرة تعودفيها احدا ... هل لم تكن تمرض ؟!! لااظن .! فهي بشر ، والبشر يمرضون .لكن أمي كانت طينة خاصة منالنساء . انجبتنا جميعا في البيت ،على يد امها .. جدتي .. هي الاخرىكانت سيدة عظيمة .. طرازا منالنساء لا يتكرر .. كانت تلد مواليدهاوهي ترعى الغنم والبقر ، وتعودبهم الى بيتها ، وفي الصباح تخرجلرعي ماشيتها ومولودها فيحضنها .. هي الاخرى لم تر ف ...
-
- صالح بحرق
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 06:42 م
-
- علي منصور مقراط
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 12:57 م
-
- محمد عمر بحاح
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 10:16 ص
-
- فؤاد قائد علي
- الإثنين, 18 نوفمبر 2024 - 09:25 م
-
- علي منصور مقراط
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 10:38 م
-
- الصحافي : نصر صالح بن صالح
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 01:58 م