عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
ولد عبدالرحمن محمد بارببد العمودي في قيدون سنة 1956م. تقع قيدون في وادي دوعن الشهير بالعسل الدوعني ،بعد التقاء وادي ليمن ووداي ليسر ، وتعتبر بلاد ( آل عمودي ) واساسهم ، فجدهم الشيخ سعيد بن عيسي العمودي ولد وعاش هنا .كان داعية من دعاة الصوفية، عايش الفقيه "المقدم" الذي ينتمي للسادة آل البيت ، ويعتبرون من مؤسسي الصوفية بحضرموت ، الذين كانوا على نقيض الأباضية، المذهب السائد والمنتشر في ذلك الوقت في كل حضرموت بين القرنين الرابع والحادي عشر للهجرة ...
-
هذه المدينة ، غيل باوزير ليست غريبة عني،سمعت عنها من قبل ،جئتهامرات عديدة مع أبي، ومرة وحيدة مع أمي،وفوق هذاوذاك فهي بلدجدي سالم سعيدالحار ، وأخوالي من آل باشطح.كانت ولاتزال تأسرني دائما مدينةالعلم والنور هذه،وقدصار لي فيهابعدأن التحقت بالمعهدالديني،زملاء دراسة،ورفقةعمر،أحدهم صديقي الحميم علوي سالم عمرباعلوي الذي سرعان ماتآلفت معه وصرنا لازملاء دراسة فحسب،بل رفقة عمر وتوأم روح..بعض القلوب تتآلف بسرعة،ولانسأل عن السبب . ولد علوي في حارة من ح ...
-
مر على وفاته حتى الآن اكثر من ستين سنة لكن لازال حاضرا في الذاكرة والوجدان ، وسيظل كذلك لأمد طويل قادم، مثله مثل الرواد الذين يجترحون مآثرهم العظيمة دون ان يدرك الناس قيمة ماقاموا به إلا بعد رحيلهم ! سعيد عبدالله بحاح ، هل كان يطارد قدره ، ويعرف ان العمر قصير،وان عليه خلال هذاالعمرالقصيرأن يقوم بإنجاز أشياءكثيرةفي أقل زمن تتيحه له اقداره؟ أم ان الأقدار هي التي اختارته لهذاالدور ، وان الرجل او المرء لايختار قدره اودوره الذي عليه اداؤه ،إنم ...
-
مسجد المحضار من اقدم مساجد الديس الشرقية ، ومقبرته ،اكبر المقابر فيها. ،هناك ملاصقا لجدار المسجد العتيق ، قبر جدي الشيخ القاضي حاج بن سعيد بحاح ، احد اشهر الشخصيات الذي تركت أعماله بصمة لاتمحى في تاريخ هذه المنطقة من شرق حضرموت . كثيرون من الاجيال الحالية لايعرفون الرجل ومآثره العديدة ، وان الفضل في تعليمهم ، وتعليم أجيال قبلهم من آبائهم ، ومن بعدهم ابناؤهم ، يعود إلى هذا الرجل بالذات. هناك وقفت أقرأ له الفاتحة بعد ان دلني على قبره احد الم ...
-
اما عن كرم امي فحدث ولاحرج .كانت سيدة سخية ، مادخل احدبيتها وخرج ويده فارغة . وكانتقريباتها الريفيات يزرنها فرادی ، مرةعلى الاقل في الشهر ، ومنهن منتمكث يوما ، ومنهن من تمكث اكثروفوق واجب الضيافة ، كن يخرجنبزوادة من السكر والشاي والارز ،وببعض النقود . وبدورهن فان هؤلاءالريفيات كريمات ، فيأتين عند كلمنزيارة بقناني السمن ، وحباتالبيض ، وببعض الخضراوات .. وكانت امي تجزل لهن العطايا ولاتبخل عليهن ببعض قطع ملابسهافلا تسعهن الفرحة ، ويدخل ذلكالسرور ال ...
-
كنت اظن ان امي لاتمرض .. لم ارهاابدا تشکومن مرض، اوتبكي من ألم ،اوتزور الطبيب ، او تذهبالى المستشفى الا مرات نادرة تعودفيها احدا ... هل لم تكن تمرض ؟!! لااظن .! فهي بشر ، والبشر يمرضون .لكن أمي كانت طينة خاصة منالنساء . انجبتنا جميعا في البيت ،على يد امها .. جدتي .. هي الاخرىكانت سيدة عظيمة .. طرازا منالنساء لا يتكرر .. كانت تلد مواليدهاوهي ترعى الغنم والبقر ، وتعودبهم الى بيتها ، وفي الصباح تخرجلرعي ماشيتها ومولودها فيحضنها .. هي الاخرى لم تر ف ...
-
اهديت مجموعتي القصصية الاولى ( مثل عيون العصافير على طرف النهر ) الصادرة في عدن سنة1978 ، الى امي الوحيدة التي لن تقرأ هذه القصص ! لكن قبل ان اكتب تلك القصص ، وغيرها فيما قبل ، وفيما بعد كانت امي ، ومن قبلها جدتي ، قد حكيا لي مئات الحكايات ، وانا طفل صغير ، مما استقر في الذاكرة والوجدان ، ومن ذلك السرد التاريخي ، والاسطوري ، والخيالي الشفاهي المتوارث عبر اجيال واجيال ، وقرون متعاقبة . وكل حكاية من تلك ، تحمل في جوهرها عبرة ، او درس ، او ...
-
كأن عدن ، كانت تنتظر هذه اللحظة . لا ، بل هي من صنعت هذه اللحظة .. لايمكن فصل ميلاد الأغنية العدنية على يد الرائدين الشاعر محمد عبده غانم ، والفنان الملحن والمطرب خليل محمد خليل عن ظرفها التاريخي الزمكاني الذي تخلقت فيه .فهي إبنة لمدينة عدن من حيث المكان ..وإبنة لها من حيث الزمان ..إبنة نهايات النصف الأول من القرن العشرين وبدايات نصفه الثاني .. بتطوراته السريعة ، التجديدية على كافة الأصعدة . في العلوم ، والشعر ، والموسيقى ،والفنون في العالم ...
-
عيوننا على " التورتة " وعيناها على الباب .. بين حين وآخر تهرع إليه .. لاتجد سوى الريح تطرقه .. هل تنتظرين احدا ؟ هذا الباب على كثرة الداخلين يضيق به .. لعله يأتي عندما يكتمل الحشد مع انه كان اول الحاضرين في سنوات خلت .. بعد إلحاح أخواتها وطول إنتظار، وضعت ( التورتة ) على الطاولة ، اشعلت الشموع ، تحلقناحولها ككل سنة ، وكالعادة غنينا اغنية عيد الميلاد .".هابي بارتي تو يو ..هبي بارتي تو عبير ، سنة حلوة ياجميل ، سنة حلوة ياعبير " ، اطفأت الشم ...
-
بعد ان ملأ سماعدن ضحكا وابتساما وفكاهة طوال ستين سنة تقريبا ، رحل ملك المنلوجست فؤاد الشريف من هذه الدنيا الفانية مريضا باكيا حزينا على الجحود وقلة الوفاء والنكران ، مات فقيرا بدون وظيفة او دخل يليق بتلك الهامة الفنية السامقة!!! الطيبون لامكان لهم سيدي في هذا الزمن .. والذين يحاولون رسم الإبتسامة في وجوه الناس الغلابة لامكان لهم ايضا سيدي .. والذين يحاولون نقد الظواهر السلبية سياسية كانت او اجتماعية في مجتمعهم ، لايثيرون سوى الضحك المؤقت ...
-
هذا الصباح فقدنا واحدا من اسرتنا العزيزة ، حزنا عليه جميعا ، وبكينا لفقده ، لكن عبيري كانت اكثررررنا حزنا وبكاءا عليه ، كيف لا وليانا واحد منا منذ احدعشر سنة خلت ، مذ دخل بيتناوعمره شهران تقريبا . فصرنا نعامله ونهتم به حتى صار طفل البيت المدلل. عبيري هي من أطلقت عليه اسمه ( ليانا ) إعتقادا منها انها أنثى، وحتى بعد ان أكد لها الطبيب انه ذكر لم تغير إسمه ، وكان قد اعتاد عليه فلم يكن يستجيب لأي إسم آخر رغم أننا اطلقنا عليه عدة مسميات ذكورية!!! لي ...
-
تخرج من حميمية البيوت المسكونة بالروح اللحجية الرافضة للموت..بالروحية القادرة على إنتاج المعرفة وانت ممتليء بالزهو والتفاؤل ان ينابيع الحوطة اللحجية لم تنضب وماتزال قادرة على تقديم الجديد مستعينة بهويتها الثقافية ومتسلحة بالعلم والمعرفة، وان كل مظاهر الاهمال ومحاولات التهميش والمحو لم تنجح في إزالة الألق اللحجي المتدفق. مايزال اللحجيون محتفظين في اعماقهم بجذوة روحهم، وبلسانهم الساخراللاذع،بأغانيهم،ورقصاتهم،وفنونهم وبقمندانهم الذي فتح امامهم ...
-
تتوغل اكثر في الحوطة، فتعطيك بيوتها المتلاصقة بحميمية، إحساسا بمدى قسوة الزمن، بلادة اللحظة، وقوتهما الغاشمة! وانطباعا بانها مجرد أطلال..بقايا ألق يقاوم الانطفاء قبل ان تفاجئك بخطأ ذلك الانطباع، فخلف الجدران المتهالكة، الساكنة تسكن الروح التي لاتموت ..شرط اية حياة.. القادرة على الإبداع وعلى البعث. تدخل إلى واحد من تلك البيوت، فتجدها على عكس ماتوحي به من الخارج، تنبض بالحياة، تتمسك بها، بحقها في الحلم والارادة، وتتوهج بالنقاش فتملؤك يقينا بان ...
-
تدهشني لحج في كل مرة اذهب إليها ..وعاصمتها الحوطة، متناهية الصغر والبؤس ..تنام على إرث من التاريخ والعراقة، فتنة الطبيعة وسحر الأغاني على الرغم من محدودية المكان . تحس بإنك في حضرة السياق التاريخي الثقافي للعبقرية التي انتجت ذلك الإبداع الشعري الغنائي لفن الغناء في لحج فتزداد إعجابا بالمكان ..فتنة بهما.،لكنك لاتملك اليقين إذا ماكان هيامك هذا مصدره ذاكرة المكان المختزنة في وعيك الداخلي عبر زمن مضى ، ام اللحظة الراهنة التي لاتستقيم معها جسامة ال ...
-
مازلت لااستوعب انك رحلت عنا ، وانك لن تعود كما كنت تفعل بعد كل غياب ، ولن نراك مرة أخرى !!هذه المرة كنت وحدك على يقين دونا عنا جميعا ، بانك لن تعود إلى بيتك ، اسرتك، اصدقائك، وان الذئب الذي يتربص بك على بعد خطوة لن يفلتك هذه المرة !كثيرا ماافلت من بين براثنه ..كثيرا ماكنت بين مخالبه ، لكنك كنت تنجو كل مرة ، رغم ماكان يتركه من جروح ..ندوب على جسدك ، لكنه ابدا لم يستطع ان يهزم روحك .كنت تغلب المرض ، الالم ، الوجع بالإبتسامة ، الضحك ، المرح ، ال ...
-
اهداني صديقي الشاعر د. عبد الله عوبل نسخة من ديوانه الجديد الموسوم ( ظل امي ) . لايعادل فرحي من ان يهديني صديق بعض ماجادت به قريحته خلال سنوات بعد ان ضمها بين دفتي ديوان ، سوى فرح الشاعر نفسه بصدور باكورة إنتاجه .. شيء اشبه بفرح الأب بميلاد طفله البكر .. اعرف الصعوبات التي تكتنف المبدع في بلادي لكي يستطيع طبع عمل من اعماله . فدور النشر قليلة ، إن لم تكن نادرة خاصة تلك التي تهتم بنشر الادب ،الشعروالقصة والرواية والنقد ، وإن وجدت على قلتها ...
-
ينظر إلى وجهي المسترخي ، لم يجد فيه غير تعبير بارد ، وجهي نفسه هاديء الملامح ، برغم مافي صوتي من غضب ،إنفعال . استحضرته من حيث كان . وضعته على كرسي امامي ، وصببت عليه جام غضبي . تعلووجهه الدهشة ، يتطلع إلي في استغراب ، لايجرؤعلى الصراخ ، مثلما كان يفعل عندما كنت من تلاميذه ذات زمن بعيد ..- كان الواجب ان تحترمني ..تقف لي بادب .. الم اعلمك " قم للمعلم ... لا ادعه يكمل . ليس عندي وقت ليسمعني حكمه البالية ، يكفي انني في صباي كنت اصدق كل ماكان يقو ...
-
(4) - ويش اسمك ؟ تقول له :- ربما من الأفضل لك الاتعرف ! وحين يصر تقول له: - سهيل ..إسمي سهيل .. كأن صاعقا ضربه في الرأس علىغيرتوقع.السين ..السين..السين مجددا .. اينما يذهب يلاحقه ..يطارده ، يجده امامه ! اي امرأة يتعلق بها تكون مصابةبالسين . كأنه وباء يتعمد إفسادحياته،كأن الأبجدية تخلو من بقيةالحروف ..كأن الآباء لم يجدوا اسماء لبناتهم بغير حرف السين؟ تجتاحه ذكريات حب قديم من تاريخ السينيات..عيشة يوسف.. لم يعر ...
-
ذات هبيش ، يهبط حلفون .القمر في ربعه الأول ..حلقات الشرح معقودة . المزامير تنزف ..المشترحون والمشترحات يفجرون الليل بالهبيش .. الرصاص في الفضاء ، تردد صداه الجبال كعواء ذئاب جائعة في الليالي المقمرة .. وعشرات الخيم منصوبة في الهواء الطلق ، اكثر من مرات المرات ومن كل الأعوام .. الليل ، وانين الناي ، ورنين الحجول ، احزمة الفضةعلى الخصورالضامرات ..اقدام المشترحات المعفرة بأتربة المدارات.. الرمانات المتمردة ..اثواب وصدورالنيل ، المفتوحة لهواء ال ...
-
اطفات السبعين . احسست ان روحي تنسل مني ، تنطفيء مع رائحة الشموع . صعدتني ابتسامات ، قبلات اولادي واحفادي ، فلم تترك لي الخيار لأفسد عليهم هذه اللحظة المجبولة بفرحهم . لكن ابتسامتي كانت بدون معنى ..وجه سبعيني اتلف الزمن بذور شبابه منذ سنوات بعيدة ، ويندفع بقوة إلى حيث الأجساد المندثرة : هل اطفأت الشموع ، ام اطفأت عمري ؟! قبلات الأولاد ، والأحفاد اشعر بها لهيبا في وجنتي ، اول مرة اكتشف ان لافرق بين القبلة والصفعة ، سوى الألم الذي تسببه الاخيرة ...
-
- نجلاء البوادي
- الاثنين, 31 مارس 2025 - 12:59 ص
-
- محمد عمر بحاح
- الأحد, 30 مارس 2025 - 02:29 م
-
- الاديب : اديب قاسم علي
- الأحد, 30 مارس 2025 - 02:27 م
-
- المستشار : شكيب حبيشي
- الجمعة, 28 مارس 2025 - 01:00 ص
-
- عصام خليدي
- الخميس, 27 مارس 2025 - 08:45 م
-
- علي منصور مقراط
- الخميس, 27 مارس 2025 - 04:13 ص