عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
اهديت مجموعتي القصصية الاولى ( مثل عيون العصافير على طرف النهر ) الصادرة في عدن سنة1978 ، الى امي الوحيدة التي لن تقرأ هذه القصص ! لكن قبل ان اكتب تلك القصص ، وغيرها فيما قبل ، وفيما بعد كانت امي ، ومن قبلها جدتي ، قد حكيا لي مئات الحكايات ، وانا طفل صغير ، مما استقر في الذاكرة والوجدان ، ومن ذلك السرد التاريخي ، والاسطوري ، والخيالي الشفاهي المتوارث عبر اجيال واجيال ، وقرون متعاقبة . وكل حكاية من تلك ، تحمل في جوهرها عبرة ، او درس ، او ...
-
كأن عدن ، كانت تنتظر هذه اللحظة . لا ، بل هي من صنعت هذه اللحظة .. لايمكن فصل ميلاد الأغنية العدنية على يد الرائدين الشاعر محمد عبده غانم ، والفنان الملحن والمطرب خليل محمد خليل عن ظرفها التاريخي الزمكاني الذي تخلقت فيه .فهي إبنة لمدينة عدن من حيث المكان ..وإبنة لها من حيث الزمان ..إبنة نهايات النصف الأول من القرن العشرين وبدايات نصفه الثاني .. بتطوراته السريعة ، التجديدية على كافة الأصعدة . في العلوم ، والشعر ، والموسيقى ،والفنون في العالم ...
-
عيوننا على " التورتة " وعيناها على الباب .. بين حين وآخر تهرع إليه .. لاتجد سوى الريح تطرقه .. هل تنتظرين احدا ؟ هذا الباب على كثرة الداخلين يضيق به .. لعله يأتي عندما يكتمل الحشد مع انه كان اول الحاضرين في سنوات خلت .. بعد إلحاح أخواتها وطول إنتظار، وضعت ( التورتة ) على الطاولة ، اشعلت الشموع ، تحلقناحولها ككل سنة ، وكالعادة غنينا اغنية عيد الميلاد .".هابي بارتي تو يو ..هبي بارتي تو عبير ، سنة حلوة ياجميل ، سنة حلوة ياعبير " ، اطفأت الشم ...
-
بعد ان ملأ سماعدن ضحكا وابتساما وفكاهة طوال ستين سنة تقريبا ، رحل ملك المنلوجست فؤاد الشريف من هذه الدنيا الفانية مريضا باكيا حزينا على الجحود وقلة الوفاء والنكران ، مات فقيرا بدون وظيفة او دخل يليق بتلك الهامة الفنية السامقة!!! الطيبون لامكان لهم سيدي في هذا الزمن .. والذين يحاولون رسم الإبتسامة في وجوه الناس الغلابة لامكان لهم ايضا سيدي .. والذين يحاولون نقد الظواهر السلبية سياسية كانت او اجتماعية في مجتمعهم ، لايثيرون سوى الضحك المؤقت ...
-
هذا الصباح فقدنا واحدا من اسرتنا العزيزة ، حزنا عليه جميعا ، وبكينا لفقده ، لكن عبيري كانت اكثررررنا حزنا وبكاءا عليه ، كيف لا وليانا واحد منا منذ احدعشر سنة خلت ، مذ دخل بيتناوعمره شهران تقريبا . فصرنا نعامله ونهتم به حتى صار طفل البيت المدلل. عبيري هي من أطلقت عليه اسمه ( ليانا ) إعتقادا منها انها أنثى، وحتى بعد ان أكد لها الطبيب انه ذكر لم تغير إسمه ، وكان قد اعتاد عليه فلم يكن يستجيب لأي إسم آخر رغم أننا اطلقنا عليه عدة مسميات ذكورية!!! لي ...
-
تخرج من حميمية البيوت المسكونة بالروح اللحجية الرافضة للموت..بالروحية القادرة على إنتاج المعرفة وانت ممتليء بالزهو والتفاؤل ان ينابيع الحوطة اللحجية لم تنضب وماتزال قادرة على تقديم الجديد مستعينة بهويتها الثقافية ومتسلحة بالعلم والمعرفة، وان كل مظاهر الاهمال ومحاولات التهميش والمحو لم تنجح في إزالة الألق اللحجي المتدفق. مايزال اللحجيون محتفظين في اعماقهم بجذوة روحهم، وبلسانهم الساخراللاذع،بأغانيهم،ورقصاتهم،وفنونهم وبقمندانهم الذي فتح امامهم ...
-
تتوغل اكثر في الحوطة، فتعطيك بيوتها المتلاصقة بحميمية، إحساسا بمدى قسوة الزمن، بلادة اللحظة، وقوتهما الغاشمة! وانطباعا بانها مجرد أطلال..بقايا ألق يقاوم الانطفاء قبل ان تفاجئك بخطأ ذلك الانطباع، فخلف الجدران المتهالكة، الساكنة تسكن الروح التي لاتموت ..شرط اية حياة.. القادرة على الإبداع وعلى البعث. تدخل إلى واحد من تلك البيوت، فتجدها على عكس ماتوحي به من الخارج، تنبض بالحياة، تتمسك بها، بحقها في الحلم والارادة، وتتوهج بالنقاش فتملؤك يقينا بان ...
-
تدهشني لحج في كل مرة اذهب إليها ..وعاصمتها الحوطة، متناهية الصغر والبؤس ..تنام على إرث من التاريخ والعراقة، فتنة الطبيعة وسحر الأغاني على الرغم من محدودية المكان . تحس بإنك في حضرة السياق التاريخي الثقافي للعبقرية التي انتجت ذلك الإبداع الشعري الغنائي لفن الغناء في لحج فتزداد إعجابا بالمكان ..فتنة بهما.،لكنك لاتملك اليقين إذا ماكان هيامك هذا مصدره ذاكرة المكان المختزنة في وعيك الداخلي عبر زمن مضى ، ام اللحظة الراهنة التي لاتستقيم معها جسامة ال ...
-
مازلت لااستوعب انك رحلت عنا ، وانك لن تعود كما كنت تفعل بعد كل غياب ، ولن نراك مرة أخرى !!هذه المرة كنت وحدك على يقين دونا عنا جميعا ، بانك لن تعود إلى بيتك ، اسرتك، اصدقائك، وان الذئب الذي يتربص بك على بعد خطوة لن يفلتك هذه المرة !كثيرا ماافلت من بين براثنه ..كثيرا ماكنت بين مخالبه ، لكنك كنت تنجو كل مرة ، رغم ماكان يتركه من جروح ..ندوب على جسدك ، لكنه ابدا لم يستطع ان يهزم روحك .كنت تغلب المرض ، الالم ، الوجع بالإبتسامة ، الضحك ، المرح ، ال ...
-
اهداني صديقي الشاعر د. عبد الله عوبل نسخة من ديوانه الجديد الموسوم ( ظل امي ) . لايعادل فرحي من ان يهديني صديق بعض ماجادت به قريحته خلال سنوات بعد ان ضمها بين دفتي ديوان ، سوى فرح الشاعر نفسه بصدور باكورة إنتاجه .. شيء اشبه بفرح الأب بميلاد طفله البكر .. اعرف الصعوبات التي تكتنف المبدع في بلادي لكي يستطيع طبع عمل من اعماله . فدور النشر قليلة ، إن لم تكن نادرة خاصة تلك التي تهتم بنشر الادب ،الشعروالقصة والرواية والنقد ، وإن وجدت على قلتها ...
-
ينظر إلى وجهي المسترخي ، لم يجد فيه غير تعبير بارد ، وجهي نفسه هاديء الملامح ، برغم مافي صوتي من غضب ،إنفعال . استحضرته من حيث كان . وضعته على كرسي امامي ، وصببت عليه جام غضبي . تعلووجهه الدهشة ، يتطلع إلي في استغراب ، لايجرؤعلى الصراخ ، مثلما كان يفعل عندما كنت من تلاميذه ذات زمن بعيد ..- كان الواجب ان تحترمني ..تقف لي بادب .. الم اعلمك " قم للمعلم ... لا ادعه يكمل . ليس عندي وقت ليسمعني حكمه البالية ، يكفي انني في صباي كنت اصدق كل ماكان يقو ...
-
(4) - ويش اسمك ؟ تقول له :- ربما من الأفضل لك الاتعرف ! وحين يصر تقول له: - سهيل ..إسمي سهيل .. كأن صاعقا ضربه في الرأس علىغيرتوقع.السين ..السين..السين مجددا .. اينما يذهب يلاحقه ..يطارده ، يجده امامه ! اي امرأة يتعلق بها تكون مصابةبالسين . كأنه وباء يتعمد إفسادحياته،كأن الأبجدية تخلو من بقيةالحروف ..كأن الآباء لم يجدوا اسماء لبناتهم بغير حرف السين؟ تجتاحه ذكريات حب قديم من تاريخ السينيات..عيشة يوسف.. لم يعر ...
-
ذات هبيش ، يهبط حلفون .القمر في ربعه الأول ..حلقات الشرح معقودة . المزامير تنزف ..المشترحون والمشترحات يفجرون الليل بالهبيش .. الرصاص في الفضاء ، تردد صداه الجبال كعواء ذئاب جائعة في الليالي المقمرة .. وعشرات الخيم منصوبة في الهواء الطلق ، اكثر من مرات المرات ومن كل الأعوام .. الليل ، وانين الناي ، ورنين الحجول ، احزمة الفضةعلى الخصورالضامرات ..اقدام المشترحات المعفرة بأتربة المدارات.. الرمانات المتمردة ..اثواب وصدورالنيل ، المفتوحة لهواء ال ...
-
اطفات السبعين . احسست ان روحي تنسل مني ، تنطفيء مع رائحة الشموع . صعدتني ابتسامات ، قبلات اولادي واحفادي ، فلم تترك لي الخيار لأفسد عليهم هذه اللحظة المجبولة بفرحهم . لكن ابتسامتي كانت بدون معنى ..وجه سبعيني اتلف الزمن بذور شبابه منذ سنوات بعيدة ، ويندفع بقوة إلى حيث الأجساد المندثرة : هل اطفأت الشموع ، ام اطفأت عمري ؟! قبلات الأولاد ، والأحفاد اشعر بها لهيبا في وجنتي ، اول مرة اكتشف ان لافرق بين القبلة والصفعة ، سوى الألم الذي تسببه الاخيرة ...
-
الاسمنت .. لاشيء سوى الاسمنت ، والتحديق الجنوني للخرسانة الحديد . لايصدق ماتراه عيناه . يطلق آهة طويلة من صدره ، آهة عميقة مليئة بالحسرة : " حتى جبل ربي ! حتى جبل ربي ! " تكاد رقبته تنقصف ، والكتل البلهاء تحدق فيه . لايكف عن الاندهاش وعيناه . يردد الجملة بذهول مدة طويلة . لم يعد الجبل هو الجبل ..ولاالاخضرار الدائم ، ولا الاشجار التي كانت تكسوه هي الاشجار . انكمشت ، زحف عليها الاسمنت . حيثما يصعد بنظره الى اعلى ، القمة الاسمنتية ، تتقافزعليه ...
-
محمدعمربحاح / عصام خليدي وإذا ماعرضنا على شاعرآخر هو احمدالجابري المعروف عنه إشتغاله الشعري على اللهجات المحلية اليمنية - العديدة منها - من عدنية وصنعانية وبدوية ولحجية ولهجات المنطقة الوسطى من اليمن ، فانناسنجد هذا الشاعرالغنائي من اكثرشعراء الأغنية اليمنية إخلاصافي إشتغاله على اللهجة ، وعلى تنوعها، والإشتغال على التشكيل الفني، وعلى المضمون، وعلى الغنائية، وعلى الصورالشعرية .وفي كل اغنية من اغنياتة ، وكل لهجة يكتب بها اغانيه ، يكشف لنا عن م ...
-
لايترك لنا هذا الموت فرصة ولو صغيرة لالتقاط الأنفاس ، فما ان ودعنا بالأمس الثلاثاء الإعلامي الكبير صاحب اشهر برنامج إذاعي ( العلم والانسان ) الاستاذ احمد عمر بن سلمان ،حتى اختطف منااحمد خضر زعبل يوم الاربعاء 5 يناير . وبين الأحمدين اقل من 24 ساعة هو كل الوقت الذي احتاجه ، لينتقل الإثنان من دنيا التعب والكبد ،إلى رحاب الله ورحمته الواسعة ، ويوقعنا في عوالم الأسى ، وبحور الحزن والألم . عرفت احمد خضر زعبل ، عندما كان المدير العام للمؤسسة العامة ل ...
-
مثل نخل حضرموت كان طولا، وكبرياء وعطاء، وشموخا ، يشمخ ولايشيخ ولكنه مثل الأشجار مات كماتموت واقفة ..ومثل نبع الفرات كان يجري، ليسقي كل العطاشى من ماء المعرفة ، وبحر العلوم ، يعلم الانسان من علم الله مالم يعلم .. كنخيل غيل باوزير ، كان طولا وعطاء ََ، واسمرا كطمي الفرات ، وغزيرا كبحر العرب وشواطيء الشحر وشحير وبندر يعقوب وشرمة والمشقاص ، وخليج عدن . إذا تكلم فهو العلم والإنسان في غزارته وبساطته .. واذا نطق ، فهو العالم المثابرالذي يقدم برنامجه ( ...
-
✍️. محمد عمر بحاح / عصام خليدي في اغنية " مش مصدق " للراحل الكبير الشاعر لطفي امان يتجلى مدىإهتمامه، وعنايته الفائقة بنصه البياني ، والجمالي ، والتقني كماسبقت الإشارة . يوزع الشاعر نصه الغنائي هذا بين اللهجة العدنية وبين السهل الممتنع من اللغة الفصحى مماصار جزءََ من المتداول اليومي الذي يتكلمه عامة الناس ، بحيث لايحتاجون عندما تورد في نص إبداعي إلى قاموس للإستدلال على معانيها . يبدأ الشاعر نصه بالعبارة التالية الاستهلالية الاستغرابية المثيرة ...
-
محمدعمربحاح / عصام خليدي يعتبر المرحوم الشاعر لطفي جعفر امان ، خير مثال للإشتغال الشعري على اللهجة والمفردة معا ، من خلال حرصه على جمال الكلمة ، وعنايته بها ، لفظا ، ومعنى ، ومبنى ممايمكن تشبيهه بالصناعة الدقيقة ، المبنية على عذوبة النطق ، ومراعاة النسب اللفظي بين الحروف . في اغنية "في جفونك " من الحان وغناء الفنان احمد قاسم ، نجد مثالا على هذا الإشتغال الفني على اللهجة والمفردة معا : ( في جفونك مرود السحر استوى يامكحل بالهوى .. شو ...
-
- صالح بحرق
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 06:42 م
-
- علي منصور مقراط
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 12:57 م
-
- محمد عمر بحاح
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 10:16 ص
-
- فؤاد قائد علي
- الإثنين, 18 نوفمبر 2024 - 09:25 م
-
- علي منصور مقراط
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 10:38 م
-
- الصحافي : نصر صالح بن صالح
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 01:58 م