شوقي شفيق ...مازال في الشعر بقية من إبداع...!
عندما ارتكب شوقي شفيق قصيدته الأولى كان في الثالثة عشرة من عمره، ويبدو أن الرقم 13فال حسن للشعراء في عدن، لأن أديب قاسم أيضاً كتب الشعر وهو في الثالثة عشرة،وكذلك الشاعر محمد سعيد جرادة . الأوربيون يتشاءمون من الرقم 13 مثلما تتشاءم بعض القبائل في دثينةمن يوم الأربعاء او"الربوع" ، وبعض الشعوب تتشاءم من البُوم ، والعرب من رؤية الغراب الذي يعتبرونه نذير شؤم مع انه مشهود له بالحكمة. ولولا أن بعثه الله لكي يُري القاتل كيف يواري سوأة أخيه القتيل لظل مُتعفناً إلى يوم الدين هذا...
2
الطفل الذي ولدفي حي شعب العيدروس
،في واحد من أقدم أحياء مدينة كريتر العتيقة سنة1955م ، في مدينة عدن التي ترى فيها وجه الله اينما اتجهت . المسجد والكنيسة والكنيس والمعبد ، جنباً إلى جنب حين كانت عدن لاتزال مدينة متسامحةتقبل بالآخر وبالتعايش الديني والثقافي ..حين كانت متيقنة
من الآخر ولاتخاف كانت دار أمن وسلام..
ذلك الطفل وجد في نفسه موهبةغريبة
،لايدري كيف جاءت،لكنها ومضت. احس بإرهاصاتها من قبل، لكن الذي فجرها شِعراً،كان حرق الصهاينةللمسجدالأقصى في2أغسطس1969في القدس الشريف على يد استرالي يُدعى مايكل دنيس روهن..
وكنت هناك في قصر الشكر في الخليج الأمامي في كريتر ضمن مسيرةحاشدة خرجت احتجاجاً على الجريمة، لحظة أعلن رئيس مجلس الرئاسة سالم ربيع علي قطع علاقات اليمن الديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية إحتجاجاً على حرق الأقصى ونصرة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ..وكانت الدولة العربية والاسلاميةالوحيدة التي تتخذ مثل هذا الموقف !
3
ذهب شوقي بأداة الجريمة على حد تعبيره إلى ابيه فرحاً بماارتكب..ووقف ينتظر الحُكم مثل أي مُذنب !
القصيدة الأولى التي كانت بيتية، لم تثر حماس الأب الذي كان مثقفاً وقارئاً للشعر بامتياز،خاف على ابنه من هكذااستعجال.
أمسك برأسه، ولم يعطه الإجازة التي كان يتوقعها منه، لكنه أجل الحكم إلى حين .
قال له :
- أقرأ..
- وبعدين ؟
- أقرأ ،
- وبعدين ..
- اقرأ...
وأضاف :
- انسى ..
طبعاً لم يقل له انسى الشعر ،أو انسى أن تكون شاعراً ، بل وفر له مايجعله أن يكون شاعراً : دواوين ابي نواس ، وابي تمام ، وابي العلاء ، وبشاربن برد،والمعري
وغيرهم من شُعراء العربية ذات زمن . وفي مرحلة لاحقة دواوين الأخطل الصغير - بشارالخوري ،وسعيد عقل ،ونزار
قباني وغيرهم في زمن عربي آخر .
فنهل من الزمنين ، ومن فحول الشعراء فيهما ..
4
في مدينة تتنفس شعراً ، وفيها شعراء كبار أمثال محمد عبده غانم ومحمد سعيد جرادة ولطفي جعفر امان وادريس حنبلة وعبدالله فاضل فارع وعبدالرحمن فخري والأخوين زكي وفريد بركات ..في مدينة هي الأولى تقريباً في كل شيء،
في القصة القصيرة والرواية والمسرح والسينما ، والتجارة الحرة ، والكهرباء،
والتلفون ، والراديو والتلفيزون والغناء والصحافة ...كان لابد أن يكون لشوقي الشاعر مكان فيها يكون بين الأوائل..
كان الشعر دهشته الجميلة، فلم يتأخر كثيراً حتى يصبح شوقي شفيق أحد شعراء الحداثة في مطلع السبعينيات من القرن العشرين الماضي . وكان عليه أن يشكر أباه على نصيحته وعلى رعايته لموهبته،، وسيعفيه ذلك من نصيحة الشاعر الكبير محمدسعيدجرادة الذي لطالما كان ينصح الشعراء الشباب بأن يقرأوا كثيراً،ويحفظوا كثيراً قبل ان يرتكبوا الشعر !
وماانفك ينقد محاولاتهم تلك :
-كيف يريد أن يسحب من البنك من لم يودع رصيداً فيه ؟!!
لكن موقف الجرادة ذاك كان من الشعر الحديث عموماً،ولم يكن من الشعراء الشباب بحد ذاتهم، وقد كان من كبار شعراءالعمود ، وقد دخل في مُناظرات ساخنة مع الشاعرين الكبيرين عبدالرحمن
فخري ،وفريد بركات، كانت صحيفة 14 اكتوبر ساحتها ، وكان موضوعها الشعر بين الأصالة والمعاصرة. كماجرت تجاذبات قبل ذلك بين الشاعرين الكبيرين الجرادة ولطفي جعفر امان في نفس الجريدة، في نطاق المعركة بين القديم والجديد والتي يحاول فيها كل طرف استخدام كل اسلحته لاثبات وجاهته بما في ذلك ان يسخر من فكرة سوس المشاعر!! ، في إشارة من لطفي إلى قصيدة الجرادة ( ذات الخال ) التي غناها الفنان محمد مرشد ناجي في منتصف ستينيات القرن الماضي .وماكان يظنه الجرادة بلاغة شعرية بقوله ( سلوها كيف ساست عواطفي) وجده لطفي فرصة لملاحظة قاسية: الناس تسوس الجمال والبغال والحميروالأحصنة
ولا تسوس العواطف !
الا ان كل شيء هدأ كما بدأ...
لتبدأ عاصفةأخرى بين الشاعرعبدالرحمن
فخري بعد صدور كتابه ( الكلمة والكلمة الأخرى) والشاعرزكي بركات حول
الحداثة.
.لكن تلك التجاذبات انعشت المشهد الثقافي في عدن في وقت كانت المعركة فيه لم تحسم بعد في اليمن بين الشعر القديم والشعر المعاصر كما حُسم في بلدان عربية أخرى.
5
والده كان ممتلئاً بالشعر ، وقارئاً بامتياز ويأخذ كل شيء بجدية، وكتب قصائد عمودية كثيرة لكنه لم ينشر منها شيئاً..
ويقرأ أشعار عمربن الفارض،وعمر الخيام كل يوم تقريباًكأنه ورد من الأوراد في حلقات الصوفيين، وقد ورث لشوقي حب القراءة ، وحب الشعر ، ووالده من سرب إلى ذاكرته حب اللغتين العربية والانجليزية، وإليه يعود الفضل في امتلاء وعيه باشتراطات غزيرة للغتين عاليتين في الثقافة والشعر.شوقي الذي قرأ كثيراً من الشعر قديمه وحديثه برعاية من ابيه،لم يكن في حاجة إلى مثل تلك النصيحة الجرادية ،خاصة انه حظي منذ المرحلة الإعدادية برعاية الشاعر والمعلم الوطني الكبير إدريس حنبلة الذي أخذ بيده هو وعدداً من أترابه ،وارشده إلى الموسيقى والكلمات والأوزان المختلة، قبل أن ينشر له قصائد في مجلة ( أخبار المصافي ) التي تصدرها مصافي الزيت البريطانية B.p لأن شوقي بدأ كتابة الشعربالقصيدة البيتية، او العمودية قبل أن يولي وجهه شطر قصيدة التفعيلة والمدورة واخيراً قصيدة النثر ..
6
معرفتي بشوقي شفيق تعود إلى بدايات عقد السبعينيات من القرن العشرين الماضي، حين بدأ يبرز في الساحة جيل الشباب من شعراء الحداثة الشعرية الذين كان يقف على رأسهم في عدن بالإضافة إليه: محمد حسين هيثم ، وجنيد محمد الجنيد، وسعيد البطاطي ، وعبدالرحمن ابراهيم ، وعبدالرحمن السقاف،ومحمد ناصر شراء، ومحمد حسين الجحوشي، وخالد حريري والذين بدأوا كباراً بتعريف الشاعرعبدالعزيز المقالح في كتابه : ( البدايات الجنوبية ).وربما نشرتُ له في الصفحة الثقافية في صحيفة14اكتوبر بعض شعره هو وهيثم وعبدالرحمن ابراهيم والسقاف، وشراء ،والجحوشي، ونجيب مقبل، وعوض الشقاع وآخرين حين كنت مدير تحريرها
□
تريث شوقي شفيق كثيراً حتى أصدر
ديوانه الأول (تحولات الضوء والمطر) سنة1983.واعقبه في السنوات اللاحقة بست مجموعات هي : "أناشيد النزيف" ، "مُكاشفات"،"شرك شاهق"، "الأرض في بهارات هاويتي" ، "حين أنفق الكائن بصيرته...وفي رواية اخرى" 2010 ، وآخر ماصدرله : "مُحتشدا .. برايات ويقطين وغياب ". 2024. كما اصدر (خرائب الأنا...صلصال الملك) ، بالإشتراك مع الشاعر نجيب مُقبل .وله ترجمات من الإنجليزية، ويكتب القصة القصيرة والمقالة الثقافية .
7
المشوار ،كان طويلاً ،،استغرق سنوات من الإشتغال على قصيدة النثر والحداثة الشعرية، وتطويرتجربته الشعريةباستمرار
.وفي كل قصيدة ، وكل مجموعة جديدة تشعر بذلك حتى لايترك اي تفصيلة للصدفة. وبجهده ومتابعته الدؤوبة نقش لنفسه وشعره مكانة واسماً في عالم الشعر والقصيدة الحديثة.
□
لاادري لماذا يأخذني الشعر المعاصر إلى ناصية الغموض في كثير من الأحيان، ولم يسلم منه الشعر اليمني المعاصر ..
ويقف البعض ازاؤه حائرين، أويحتاجون إلى كثير من الوقت لكي يفهموا منه شيئاً.
ويقسم آخرون أنهم ليسوا متأكدين ان كانوا يستطيعون إكمال قراءته..
لايُسأل الشاعر عن معنى شعره حتى اكثره غموضاً، ولاتقال عبارة "المعنى في بطن الشاعر"عن اعتباط ،عندما يستعصي علينا فهم ماذا يقصد بقصيدته، او فهم معناها، فالغموض موجود في الشعر على العموم ، ويعرف الغموض عند العرب على انه الايهام والإخفاء. وإصطلاحاً على انه عبارة عن إخفاء الحقيقة فيما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس الداخلية تجاه الآخرين ، لكنه في الشعر المعاصر تخطاه من الغموض في الإيهام ، او التعقيد اللغوي الذي لاطائل من ورائه إلى غموض الألفاظ والتراكيب والمعنى وحتى الصور والموسيقى .
يقول ادونيس الذي هو من رواد هذا الاتجاه : أن الغموض هو قوام الرغبة، بالمعرفة، ولذلك هو قوام الشعر. بمعنى ليس من الضروري لكي نستمتع بالشعر أن ندرك معناه إدراكاًشاملاً، بل لعل مثل هذا الإدراك يفقدنا هذه المتعة.
8
اعتبر شوقي شفيق صديقي منذ عقود،
وأهم مايميزه التواضع الجم، وهذا من صفات الكبار ، لكن شوقي لايشعرك ابداً بأنه شاعركبير، فقد حاز الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العربي الثالث في بغداد للشعراء الشباب عن قصيدته : "بيروت والدم والنخلة النائمة" عام 1977م وهو في بداية العشرينات من عمره ، وذهبت إليه الجائزة الأولى في مهرجان الشعرالمعاصر في اليمن في دورتيه 1998- 1999، ووضُع اسمه ضمن انتولوجيا الشعر العربي منذ 1948 إلى عام2000 مع كبار شعراء العربية مثل أنسي الحاج وعباس بيضون ووديع سعادة وأدونيس ومحمود درويش وبدر شاكر السياب وسعدي يوسف وأمجد ناصر وغسان زقطان وزكريا محمدوسيف الرحبي وآخرين كثيرين. وتُرجم بعض شعره إلى عدة لغات عالميةمنهاالإنجليزية
والفرنسية والألمانية والروسيةوالايطالية
والاسبانية والبلغارية والرومانية. وهو من قلة من الشعراء اليمنيين حظيوا بهذه المكانة إلى جانب عبدالله البردوني وعبدالعزيزالمقالح ومحمد حسين هيثم وهدى ابلان ، ومحمد عبدالوهاب الشيباني وعلي المقري وعبدالودود سيف ونبيلة الزبير وابتسام المتوكل. لكن ظل شوقي هو شوقي شفيق لم يغير فيه كل ذلك شيئاً بقدر ما زاده شعوراً بالمسؤولية ليجترح مزيداً من الابداع والاشتغال على قصيدته ليكون جديراً بالمكانة الرفيعة التي وصل إليها ..
9
عندما عدتُ إلى عدن بعد سنوات طوال من الغياب الذي كان بعضه إختيارياً واغلبه إجبارياً، احتفى بي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بدعوة من رئيسه في عدن المبدع الخلوق عبدالرحمن عبد
الخالق في أمسية تحدثت فيها عن تجربتي الإبداعية في كتابة القصة القصيرة بعنوان: (كيف أصبحتُ كاتباً ..؟) امام نخبة من مثقفي عدن في مقر الاتحاد بخور مكسر وفي المقدمة شوقي شفيق ومُبارك سالمين الذي أدار الندوة، والشاعر اديب قاسم الذي كان المتحدث الرئيس فيها وتحدث عن بعض ملامح تجربتي من واقع معايشته لها، كماتحدث فيها الاعلامي والشاعرناصرمحفوظ بحاح ، والدكتور مسعود عمشوش. وكان من حضورها القاص ميفع عبدالرحمن ،والقاص ياسر عبدالباقي.والشعراء
الدكتور علي عبدالكريم ،ومحمد ناصر شراء ، والدكتور ابوبكر محسن الحامد ، وجمال الرموش ، وعمرو الارياني، ومازن توفيق. وعدداً من الشعراء وكتاب السرد الذين نشأوا خلال غيابي الطويل عن عدن وتطور المشهد الأدبي فيه . وبالطبع كان بين الحضور أسرتي الكريمة.زوجتي اسماء وبناتي اسيلةوسالي وعبير .
بعدها التقيت شوقي في الاحتفائية بعودتي التي أقامها الشاعر محمد سالم باهيصمي في منزله في المنصورة قرأت فيها نماذج من قصصي ، ومنحني شهادة فخرية. وكان شوقي شفيق على رأس الحضور أيضاًهووصديقي الشاعر عبد
الرحمن ابراهيم رحمه الله،وكان الاثنان يجلسان عن يميني ويساري. وقد عرضا علي كل على حدة ان اكون ضيفه في برنامجه الذي يقدمه في تليفزيون عدن ،ولكن شوقي سبق عبدالرحمن بدقائق لهذا اعتذرت لعبدالرحمن ابراهيم :
- شوقي سبقك واعطيته موافقتي
فقال بكل تواضع :
- انا وشوقي واحد ..
والحقيقة لا ادري كيف "زاد علي" شوقي وجعلني أوافق على إجراء اللقاء معه في التيلفزيون ، ففي العادة اتجنب الكاميرا، وأشعر أمامها بأني كائن بليد ، اتصبب عرقاً واذوب خجلاً ولا أستطيع أن أقول جملة مفيدة.لكن شوقي بأسلوبه المرن ودبلوماسيته جعل اللقاء يمر بسلاسة حتى انه قال لي بعد انتهاء التسجيل :
-كيف قلت انك ماتعرفش تتكلم أمام الكاميرا ..؟وربما قال ذلك مُجاملةلي..
أُذيعت المقابلة،وطبعاً لم أشاهدهاولا أدري كيف كانت حتى احكم على نفسي ..وكانت آخر عهدي بلقاءات من هذا النوع ،واعتذر عنها حتى أنني رفضت بشدة طلباً مُلحاً من ابنتي الحبيبة عبير الشهر الماضي بإجراء لقاء تليفزيوني معي يعتمد عليه نيلها شهادة التخرج في دورة تلفزيونية في إعداد البرامج ، وطبعاًقاطعتني لعدة ايام ..!! وقبل ذلك اعتذرت عن طلب من الأستاذة الإعلامية ضياء سروري ، وعن طلبات من آخرين ...
10
يُقال إذّا أردت أن تعرف المرء على حقيقته فسافر معه، أو عامله في تجارة!! ولما كنا لا أناولاشوقي من أرباب المال ، فقد كان السفر أقرب لكلينا لكي يعرف الآخر عن قرب. سافرت مع شوقي مرتين دون تخطيط ،احداها كانت رحلة ثقافية ترفيهية نظمها اتحاد ادباء عدن لأعضائه إلى إب وتعز وذمار، والثانية إلى المملكة العربية السعودية في أسبوع الثقافة اليمنية الأول في الرياض سنة 2007 ضم كوكبة من الشعراء والقاصين والفنانين وفرق الرقص الشعبي ،كنت وشوقي من بينهم. وفي المرتين اكتشفت شوقي الإنسان في رقي تعامله وبساطته وظرفه وحبه لكل من معه دون تمييز ، وحسن معشره، وحبه لروح النكتة،ومزايا كثيرة لم أكن اعرفها عنه وكنت سعيداً بصحبته.
اتدرون؟ على مدى الأيام التي عشناها معاً لم ار شوقي ولامرة واحدة يتحدث عن نفسه ولاعن شعره ولا المكانة المرموقة التي يحتلها بين شعراءالحداثة .. ولاحتى اسمعني قصيدة من شعره بعكس شُعراء آخرين ما أن تجلس إلى أحد منهم في مجلس،او بمفرده حتى يصدعك بفيض من شعره كأنه لم يصدق أنه وجد أحداً يستمع إليه ولو مجاملة!
كما أن شوقي شفيق لم يحاول ان يكون شاعراً غنائياً مثلما فعل زملاء له مثل عبدالرحمن ابراهيم و عبدالرحمن السقاف والقرشي عبدالرحيم سلام وفريد بركات ، وقبلهم محمد عبده غانم، ولطفي جعفر امان ومحمد سعيدجرادة
،واحمد شريف الرفاعي، ومحمود الحاج ،حتى عبدالعزيز المقالح جرب هذا النوع من الشعر وغنى له الفنان أحمد فتحي "ظبي اليمن" ربما لشعورهم ان الأغنية أسرع وصولاً إلى جمهور يعتمد اغلبه في تلقيه الشعر على الراديو والتليفزيون، ونادراً ما يقرأ الشعر مكتوباً ..
10
ومثلما التقينا افترقنا دون وداع..سافرت إلى دمشق واستقريت في القاهرة ، ووجدتُ شوقي أمامي صدفة ذات يوم يشتري كتباً من مكتبةعلى الرصيف في قصر النيل ، وكما ُيقال رُب صدفة خير من ألف ميعاد. تعانقنا بفرح ، تحدثنا عن عدن وعن أحزان وآلام وطن،عن أصدقاء فقدناهم ، وعن عمر مر بسرعة، وتساءلنا ماذا يجري لمدينتنا ووطننا الجميل ... ولماذا ؟
كان لقاءاً سريعاً عاد منه إلى عدن وبقيت في المحروسة،وتواصلنا عبر الواتس الوسيلة الوحيدة التي نجيد استخدامها من وسائل الاتصال الحديثة ولانزال ، فلا انا ولا شوقي نعرف في الفيسبوك ، ولا انستجرام، ولا تويتر ..
11
"لم ينته المشوار ياشوقي ..مازال في الإبداع بقية ..."