عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
توطدت العلاقة بيني وبين (امين رضوان) ، وبعد فترة صرنا صديقين . لم تكن له صفةرسمية في الجريدة لكن كان بمثابة الأستاذ لي والصديق للجميع ، تعلمتُ منه الكثير ، ومن خبرته بدون حدود !! جاء من القاهرة حيث كان يناصر ثورة الجنوب إلى عدن عشية إستقلالهاالمجيد ، وظلَ يناصر قضايا اليمن بدون حدود أيضا . استقرَ به الحال في جريدة (14 اكتوبر) دون مُسمىًّ وظيفي ، وفي شقة صغيرة في ساحل ابين كانتْ لاتخلومن هجوم أصدقائه الصحفيين عليها في كل وقت!! (عمر الجاوي وف ...
-
أصل حافة القاضي ، تغمرني مشاعر جمة بأنني اعرف هذا الدكان ،الواقع في الركن .له بابان يفتحان على شارعين ، يتكون من دور واحد . تشغل البقالة الغرفة الأمامية ، وفي الخلف المستودع (البخًار ) كما يسمى في عدن ، والمطبخ ، الحمام. و"دارة" باللهجةالعدنية تصله بالسماءوالشمس . رأيته من قبل ، في زمن ما.. الإنجليز جاءوا بمهندس هندي لتخطيط المدينة ، فبناها على غرار بيوت الفقراء الهنود ،ربما كان إبن بحار حضرمي غرقت سفينته على شاطيء هندي ، ولم تكن الميز ...
-
وجوهُ الناس، االشوارع، الزغاطيط البيوت ، رائحة الأمكنة، الزقاق الذي تمشي فيه ، حتى طَعم القهوة،الشاي المهيل الملبن الذي تشربه..كل شيء ..كأنك كنت هنا قبل ذلك. عشت هذه الحياة..او انها تعيش في روحك اوستعيشها ! احيانا، تستدعيك الصدفة،إلى مكان ما، دون ان تعرف السبب ..تحس بجاذبية تستقطبك بقوة آلية وتلقي بك في ذلك المكان..ربما هوقَدَرُك المكتوب دون ان تدري!! إلهية صغيرة تتلقاها من مكان ما،وعليك ان تلتقطها في الوقت المناسب:****************** ابن عمتي ...
-
وجدت عملا في حي الرشيد ، بين المطار العسكري ، ومطار عدن الدولي ، في خورمكسر . كانتين اخر ..رست مناقصته على نفس القائد الذي يدير أبي كانتينه في معسكر عبد القوي بالشيخ عثمان . يبدو ان عمل الشحاري لايريد ان يفارقني ، حتى لو ارتدىثوبا انجليزيا !جدنا الحضرمي الأكبر عبد الرحمن بن خلدون هومن قال إذا تعاطى الحاكم التجارة فسد الحكم وفسدت التجارة ! ويبدو ان واضع علم الاجتماع لايزال يصدق بعد كل هذه القرون .. خلف صرامةالقائدالعسكريةكانت صفات إنسانية . ...
-
بحرا ، سافر ..وبحراعاد بأمي واخوتي الصغار .لايغير ابي عاداته في السفر ،حتى لوكان معه زوجه واطفاله .وأمي اسم على مسمى . تحب ابي..تحتويه..ولاترفض له طلبا .. شديد التعلق بأمي ، اول مرة سافرت فيها بدوني اصبت بحساسية شديدة ، وبحكة في كل جسمي .ابي بدل ان يأخذني إلىطبيب امراض جلدية ، اعطاني قطعة نقدية من النحاس وقال لي : - بللها بلعابك ، وافرك بها جسمك ! بت الليل كله ابلل القطعة وافرك بها جسمي ، دون جدوى إلىان نشف ريقي ، واصاب يدي الخدر ، ...
-
آخر ما كان ابي يتصوره ان يعمل في معسكر للجيش .. لم يكن إلا دكانا لكنه كان يحمل مسمى إنجليزيا لطيفا ""كانتين " وقد رسا على سعيد احمد قائد اللواء 14 ، ارادني ابي ان ادير الكانتين خلال سفره ، لإحضار امي واخوتي من حضرموت ، معتمداعلى ثقته بي .. سبب كاف ليستدعيني من جعار .. كنت اعرف زبائن ابي ، خاصة اعضاء الفرقة الموسيقية قبل ذهابي للعمل في جعار . مع الوقت صار العديد منهم اصدقاء لي رغم فارق السن ، يدعوني لتناول الغذاء معهم ، ويسمحون لي بمرافق ...
-
فشلت في الحصول على عمل في عدن ، فوجد لي ابي عملا في جعار .. على مضض قبلت ، إذ كانت خياراتي محدودة .. ركبت الشاحنة . وهي تغادر عدن كنت احس ان روحي تنتزع مني ..ماكدت اعود إليها مدفوعا بالأشواق والأمل ، حتى دفعتني بعيدا . بين عدن وابين المسافة ليست بعيدة ، كالمسافة بين الجسد والروح .. تنطلق بي الشاحنة إلى جعار ..تسمى خنفر ايضا نسبة إلى جبل خنفر ، إلى الشرق من عدن ، وتشتهر مع بقية اراضي دلتا ابين الخصبة بزراعة انواع الفواكه و الخضراوات وا ...
-
( لا احد يستطيع التنبؤ بما سيحدث لكن شيئا اكيدا .....) العودة إلى عدن عودة إلى الروح .. هانذا اعود إليها بعد غياب نحو سبع سنوات ..لم اعد ذلك الطفل المسحور حين جئتها اول مرة نهاية 1960..ولا المدينة هي نفسها .. ان العودة الى عدن ، لاادري هل هي حنين إلى الماضي ام ابحار إلى المستقبل .. الماضي لن يعود ، والمستقبل في حكم المجهول ! واعادة الماضي إلى الحاضر محال ، على راي شاعرنا المحضار .. يتنوع ايقاع عدن من بعض سنوات طفولتي فيها .. درست في ك ...
-
تقع قيدون في وادي دوعن الشهير بعد إلتقاءوادي ليمن ووادي ليسر بحضرموت . هناولد عبدالرحمن محمد باربيد العمودي عام 1956م ، ومن هنا ابتدأ رحلة حياته. ..اورحلة تحقيق احلامه . قيدون تعتبر بلاد آل العمودي واساسهم ، فجدهم الأكبر الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ولد وعاش بها ، وكان داعية من دعاة الصوفية ..عايش الفقيه المقدم الذي ينتمي للسادة ، ويعتبرون من مؤسسي الصوفية بحضرموت الذين كانوا بنقيض الأباضية التي كانت منتشره في ذلك الوقت ..فترة مجهولة من تاريخ حض ...
-
ماابعد الطريق إلى النجاح ، وكم يحتاج من سعي وصبر وسنوات كفاح ..ومن جهد وعرق حتى نصعد اول السلم ناهيك الوصول إلى قمتة ؟! لو كان النجاح سهلا ، لخص به الله رسله وانبياءه وجعل الدرب امامهم ممهدا لتحقيق رسالاته السماوية في الإيمان بوحدانيته وترك الشرك به بأقل جهد ، وهو قادر على ذلك ولايعجزه شيء ، إنماإن اراد شيئا يقول له كن فيكون . ولكنه لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى اراد ان يعلم البشرية من خلالها بان طريق النجاح دونه المهالك ، حمل رسالاته لأولى ا ...
-
كل واقعة حب ، عشتها ، على مدى العمر ، استمديتها من جنوني بهذه المرأة .. عيشة يوفف ! تشتاق نفسي إلى عيشة يوفف .. حبلي السري ، وكل حبل يمتد بين عواطفي ، وبين الحب في زمن الطفولة : احبك .. تندهش .. انت مجرد طفل ! ابكي . اهرع لأمي .. تضحك : انت مجرد طفل .... ! أبكي واهرع لأبي : انت مجرد ..... ! قبل ان يكمل ابكي .. لجدتي : انت مجرد .... ! لصديقات امي ، الكل يتهمني بالطفولة .. وانا مجنون بعيشة يوفف .. ليس وحدي كل شباب والر ...
-
" إهداء.. إلى : ارواح فرج بن حسينون ، فرج النوبي ، فرج باحويرث ، سعيد باطويح ، عمر محمد عبد ، محمد بن عبدات الكثيري ، وثابت سالم لرضي .. وإلى كل زملاء المعهد الديني بغيل باوزير .. " عندماأضافني زميلي العزيز عبدالله بن احمد بن طاهرباوزير إلى جروب " واحة زملاءالمعهدالديني " هاجت بي الذكريات بسرعة، وتوالت الصور ،الأحداث ، و الوقائع ..ذكريات الزمان والمكان ..وجوه زملاءالمعهد..المشاعر والأحاسيس .. مجريات وتفاصيل كثيرة مرت سريعا في ذاكرتي ك ...
-
مااوجع وقع الخبر على قلبي وقلوب كل من عرف هذا الرجل النبيل .. لاكثر من ستين عاما صنع اسمه كصانع للخبر ، حتى استحق ان يتوج بلقب ملك الخبر .. فصار اليوم هو الخبر ! مات محمد عبد الله مخشف .. لولا ان الموت حق لماصدقت ان من كان يصنع وينقل لنا الاخبار كل يوم تقريبا صار هو الخبر نفسه .. وان هذا الخبر هو الخبر الوحيد الذي لم يكتبه ، ولن يقرأه ! مات المخشف .. الموت وحده هو الخبر الحقيقي ..وبقية الاخبار تحتمل الخطأ والصواب .. لستين عاما واكثر كان ...
-
تغص الغرفة باصدقاء اخي محفوظ من العرب والأجانب من الشرق والغرب .. فرنسيين وبريطانيين وروس ويونان وطليان وامريكان وهنود ولاتينيين وقوميات أخرى ..وكل فترة ينضم اليهم وافدون جدد ، حتى انك لاتجد فيها موطيء قدم ، بعضهم كان يمتطي الشعر في اجنحة الفلسفة ، لكن رغم اختلاف قومياتهم ولغاتهم وافكارهم كانوا اصدقاء الكلمة والحرية ! في تلك الغرفة الغريبة كما سماها ابن عمتي عبد الله عمر المضي ، كنت ترى البحر والصحراء يلتقيان دون ان تفصل بينهما مسافة ...
-
في عدن ذهب بي اخي محفوظ إلى سوق الشيخ عثمان ، ومن بين كل بضائع العالم التي يزخر بها والتي تزغلل عيني طفل مثلي لم يشتر لي إلاكتابين ، وكنت امني النفس ان يشتري لي لعبة اوربطة عنق تتدلى منها رقبتي . وفي الديس ..صعد بي إلى غرفته وقال لي : تعال اريك أصدقائي ! كانت الغرفة صغيرة ، لكن غاصة برجال غرباء من جنسيات مختلفة لا اعرف احدا منهم ، وكان " قنديل ام هاشم " يضيء الغرفة ، و " معطف " جوجول معلقا برفقة على الجدار .. وعصا الحكيم مركونة في زاوي ...
-
عندما اراد الله ان يشد عضدنبيه موسى اختار له اخاه من بين كل اقاربه" سنشد عضدك بأخيك هارون " اخي فرج ، لم يكن بمثابة الأخ الأكبر فقط ، بل الأب ايضا حتى مع وجود ابي . دور تحمله الحياة للأخ البكر او الأكبر . منهم من يتحمله بجدارة ، ومنهم من يتحمله على مضض ، ومنهم من يتخلى عنه ! اخي فرج كان من النوع الأول ، تحمل المسؤولية بكل جدارة وسعادة ونكران ذات ..ليس نحوي فقط بل إتجاه كل الأسرة ، لاأقصد المادية ، فهذه يمكن ان يقوم بها اي شخص مقت ...
-
لم يبق في المآقي دموع لنذرفها ياميفع .. ولم يبق في الصدر حسرات ، ولافي القلب حزن ياميفع .. لم يعد للدموع طعم الملح .. ولم يعد للحزن اسى .. ولا للكلمات قدرة التعبير عن قدر مااشعرنا موتك بالألم والحزن الذي لم تعد تكفي كل الكلمات ان تعبر عنه كما نريد اوكماينبغي .. منذ سنوات والموت يطاردنا في رحلة الحياة التي لاتكتمل إلا بالموت . كثر الموت في ديارنا .. بلادنا إلى حد فاجع .. إلى حد لم نعد نقدر إحصاء من مات او نحزن علىمن مات منا ..أو كيف نرثي ...
-
نخرج من مسلف دارنا فندلف إلى سدة بيت عمي سالمين،اوإلى سدة بيت عمتي خديجة. وكل بيوت الديس القديمة لها سدة هي المدخل إلى البيت،ومسلف في آخره في نهاية " الدرع " هو باب صغير للخروج او الدخول منه لأهل الدار فقط . عمي سالمين بحاح ،كان يشغل غرفة صغيرة تعود ملكيتها لجدي عوض سالم بحاح يمارس فيها مهنته في نهاية الممر الذي يفصل بين مسلف بيتنا وسدة بيته وبيت عمتي خديجة ، وبيت الجد عوض سالم .. للغرفة سدة منفصلة في نهاية هذا الممر تؤدي إلى الشارع اوالمطر ...
-
من"حجورة "انطلقت في آخرالنهار تقريبا،عرفنا ان جدي عوض سالم عاد من عدن،تبعتهاعدةزغاريدمن عدةبيوت بما فيهامن بيتنا ... يلاصق بيت جدي عوض بيتنافي القويرة،ويقع في الركن،يميزه لونه الأبيض الناصع،المطلي بالنورة،ويواجه حصن الدولة،مخفرالشرطة،والساحةالكبيرة ، حيث يجتمع الأهالي في المناسبات والأعياد ويرقصون العدة ، الخابة ، الشبواني ، المرفع .. بيوت آل بحاح كلهامتلاصقة تقريبا ، الجدار بالجدار ،اوالسترةبالسترةكمانسمي الحائط في حضرموت،تبدوكتلةواحدة ت ...
-
في الصيف ، نذهب إلىالبحر ، عند خالي سعيد ، في ميناء " ميط " .. المحيط يتسع إلى مالانهاية ،ويلتقي الأزرقان ، فلاتتبين الأزرق من الأزرق !.. البحر يأتي بالسفن ، الخشب ، السمك ، القناني الفارغة ، البضائع ، والركاب من " عدن وين "..حلم كل من يريد السفر ، وبالبحارة من المكلا ، الشحر ، الحامي . القرن ، وصور . للسيف رائحة نفاذة..اعشاب ذات الوان يقذف بها البحر تستلقي فوق الرمال الفضية الناعمة ..قواقع باحجام واشكال والوان مختلفة..سرطانات صغيرة ...
-
- صالح بحرق
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 06:42 م
-
- علي منصور مقراط
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 12:57 م
-
- محمد عمر بحاح
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 10:16 ص
-
- فؤاد قائد علي
- الإثنين, 18 نوفمبر 2024 - 09:25 م
-
- علي منصور مقراط
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 10:38 م
-
- الصحافي : نصر صالح بن صالح
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 01:58 م