إلى منصور الحاج ..في حُزنه النبيل
ليس هناك ماهو أصعب من فقد إنسان ، لكن عندما يكون ذلك الذي تفقده اختاً فكأنما فقدتَ جزءً منك لايمكن أن يعوض أبداً ..
صديقي وعزيزي منصور الحاج أشعر كم هو مصابك عظيم،أكبر من أن يتحمله قلب شاعررقيق مثلك،فكيف إذا كان هذا القلب قلباً اجتمعت فيه كل صفات الإنسان من نبل، ووفاء،وحب، واحساس، ..كيف لايكون حُزنه عظيماً لفقد شقيقته الأثيرة ؟ .كيف ؟
أشعر بالحزن في عينيك حتى لو لم تنطق به ..
أشعر بالألم في قلبك ، حتى لو حاولت أن تكبته ليكون ألمك وحدك ،، لكنه شيءٌ لايخفى حتى لو حاولنا ،، إنها مشاعر اكبر منا، لاطاقة لنا بتحملها لوحدنا ..
أدرك الاَّ أحد يستطيع أن يحمل الحزن على موت أختك سواك. كل كلماتنا في مُواساتك،وتعزيتك في مصابك.كل كلماتنا مهما متحنا من قاموس اللغةالثري سنجده بخيلاًفي إسعافنا بالكلمات اللائقة التي تسمو إلى ولو قليل من حزنك النبيل .
لن يشعر بالألم ِسواك ، لن يحس بالحزن غيرك ، ببساطة طفل ستذكر كل صباح كم كانت أختك حنونة عليك مثل أُم ..
أيها الطفل الذي لم يكبر بعد ، كم تحتاج من الوقت لكي تتذكر أن الأخت التي فقدتهالم تكن مثل أي أخت ،، لم تكن أختاً فقط ، كانت أماً، وكانت مُناضلة ورفيقة درب ..
كم ستشتاق لها ، مثلها يصعب نسيانها،
كم اختاً تخاطر بحياتها من أجل أخيها، ومن أجل الوطن ؟!!
هل علينا أن نفقدها، لندرك إنها تحملت من الأعباء في وقت كانت المُخاطرة فيه صعبة، والقتل قاب قوسين وأدنى، والقتلة يحصدون الثوار، ويدكون البيوت بمن فيها ...
لقد انسحبت من الدُنيا وتركت إرثا للأجيال ، ربما لم يسمع بها أحد، او بتضحياتها ككل النساء في بلادنا اللاتي يهضم حقهن ، بما في ذلك حقهن في الحياة ! لكنها فعلت ماكانت تؤمن به من أجل الوطن الذي تحبه .
انت لم تقل لي سوى كلمات قليلة عن شقيقتك التي فقدتها،ولكن أشعر بها من عينيك ، كم كنت ملتصقاً بها..لن تحتاج لوقت كثير ، لتدرك أن موت الأخت يشبه اليُتم ،، أشعر بك وانت تعيش المزيد من الحزن والألم ،،
الايكفينا هذا الموت الذي يطحن كل حياتنا ..الا يكفي ؟!
و"إذا كان الموت الحالة الإستثنائية الوحيدة التي نمارسها وحيدين ونعبر دهاليزها بدون رفقة" بتعبير واسيني الأعرج ، فدعني أرافقك في حزنك النبيل
على الأقل عزيزي منصور الحاج .