عن صالح بحرق
صالح سعيد بحرق الميلاد: 1963: الديس الشرقية/ محافظة حضرموت المؤهل: بكلاريوس لغة عربية الاصدارات : البيت القديم "مجموعة قصصية" " مسافات وجه "مجموعة قصصية" ظلال في القلب/"رواية/مخطوطة
-
وجد الصبي (سعيد) نفسه ذاات يوم من ايام الصيف، على رصيف الميناء الطويل الممتد على البحر، برفقة أخيه ، وهو يحمل حقيبته، ويقوده إلى السفينة و يلقنه كلمات قليلة: اسمع ياسعيد، إنك ستركب البحر الان مسافرا الى (عدن) لدى اخيك التاجر ( عوض ) الذي طلب قدومك للدراسة هناك اتسمع؟قال الصبي:نعم.. اعرف ذلك . وجيء به إلى الميناء، كان يرتدي ثيابا ريفية، وكوفية،ولم يكن ينتعل اي حذاء،كانت عيناه مزججتين بالكحل، وشعره مصبوغ بالدهن، وجيبه مليء بالشلنجات المعدنية، ...
-
بدأ ذلك اليوم منعشا ،على غير عادته، فالسحب المتراكبة في السماء والضباب الكثيف،وتلك الزخات اليسيرة المتقطعة من المطر، وذلك الهواء البارد، جعل السيدة نوال تكتري سيارة أجرة مع اطفالها وتذهب إلى البحر، وليس في هذا التصرف مايقلق، ولكنها استجابت للطبيعة في فرحها، خاصة بعد عامين من الطلاق، وحصولها على الأعالة من جمعية الايتام، كان الاطفال أشد فرحا منها بهذه الفسحة، فقد راحلوا يهرولون إلى البحر بملابسهم، وظلت السيدة نوال على الشاطيء وحيدة، لم يلامس البح ...
-
بات الحزن يخرج من جدران منزله، يتمشى في الردهات،يعتلي الاشياء،يتمدد على السجاجيد، يختبيء في الكتب، يمتص اضواء القناديل، ويجثم على الملابس والاواني، يشتم روائح العطور، يعربد في الزوايا، ويكبح جماح الصمت، يتوسد الأغطية والملاءات، يحتشد في نبرات الاصوات، ويختلس النظر إلى محطات الفرح، وحين يداهمه تصرخ الاشياء فيه، تتكدس أمام مقلتيه صرعى كأنها حطام أمنية باهته.هاهو الان يستقبل أول زخاته، إذ تستطيل فيه زمجرته العنيفة، فتحيله إلى ذات كابحة لاتتحرك، إلى ...
-
جلسنا على الساحل، حتى الامواج تلامس قدمينا، سألتها: هدى فيم تفكرين الان ؟إجابت دون ان ترفع نظرها عن موجة صغيرة تجاهد لمعانقة قدمينا:_في إبريق الشايومن فوري ناديت على الجرسون ليحضر لنا إبريق الشاي، و سألتها :أتحبين الشاي في الابريق؟ قالت: له مذاق خاص، واردفت: لا استصيغ الاشياء خارج إطارها الخاص بها، ممكن اشرب العديد من فناجين الشاي، لكنها لاتروي عطشي مثل الابريق.وضحكت، فاسكنتني ضحكتها تلك الشهباء. كنت أراقب عينيها مليا وهي تتحدث، فقلت لها: تحتفين ...
-
وضعت (بهية) لزوجها تحت الوسادة رسالة سرية، وافتتحتها بقولها: ((زوجي الحبيب زكريا:تعلم أني اندفعت إلى حبك بشكل جنوني، وتركت كل شيء خلفي، حتى حلمي الوحيد أن أصبح فنانة تشكيلية، وتفرغت لك، ورفضت الذهاب مع أسرتي إلى ألمانيا، حيث يعمل والدي في السلك الدبلوماسي، وهجرت كل شيء جميل كنت أحبه، وكلما ابعتدت عن ذلكم الحلم كلما اقتربت منه، واليوم جاءتني فرصة للمشاركة في معرض تشكيلي في ألمانيا، فهل أتركها؟ إنها فرصة تحقق لي حلمي.)) كانت بهية تصوغ هذه الك ...
-
هبت نزهة إلي متذمرة وهي تقول،_هذا الجار اللي سكن جنبنا اتعبنا_كيف مافهمت_ومن متى أنت تفهم أو تحس أصلا_بلاش وجع رأس من الصبح يانزهة_كل يوم وهو فاتح أغاني_ هذه حريته_يقول المثل أنت حر مالم تضر_ لأول مرة تجيبي عبارة صحيحة_ معي دبلوم أنت ناسي_ لا. فاكر_ الآن رح كلمه_أنت عارفة فين يشتغل_لا ياسمير_عاطل عن العمل_الله يحمينا منه ومرت الليلة الأولى على أصوات أغان حضرمية والليلة الثانية على أصوات أغان غربية ديسكو، وقالت نزهة:_ يظهر أنه يسكر ويفتح الأغاني_ ...
-
بخفة وجد نفسه وسط القارب،أدار المحرك فانطلق به يجوب الانحاء القريبة، بدأ يصفر تصفيرا مسموعا، كان يعتقد أن التصفير يجذب الأسماك، يقترب قاربه الآن من العمق، والرياح قد اشتدت، وضع ساعده على لوح القارب الأمامي، وراح يتذكر يوم أن كان صبيا، قذف به أبوه وسط المركب الصغير، وقال له/ ابحر لاتخشى شيئا، تذكر العلامات، والنجوم، اتسمع ماأقوله لك، هيا امض. كان صوت والده يأتيه قويا من خلل الموج، وتتبدى صورته في الأفق، وكان البحر يمتد أمامه واسعا، يحكي إصراره على ...
-
بدأ الصباح هذا اليوم، على لعلعة الرصاص، في تلك الثكنة البعيدة من المعسكر، وبدأ تقاطر الجنود مع أسلحتهم، واشتد أوار القتال على الجبهة،كانت ساحةالمعسكر مليئة بخودات الجنود المحطمة، وعلى مقربة من البوابة الرئيسة تكدست المتاريس، ولم يتوقف إطلاق النار بعد، وكانت الحرب قد خلفت دمارا واسعا، وشوهدت مدرجات ملعب كرة القدم محطمة، وماتزال النيران مشتعلة في أماكن عدة من الجبهات. وماهي الا لحظات حتى انهارت لائحة المعسكر على الأرض، وهب نفر من المسلحين على سحبه ...
-
من كل مكان توافد الناس على سوق الجمعة.. حتى أولئك الفقراء ذوي الدخل المحدود. كان همهم الوحيد التقاط اللقياء التي تسقط.. لاينظرون إلا الى الأسفل.. بحثا عنها .ولم يكن أمام شعبان الا أن يخرج من منزله الطيني.. في نهاية تقاطع الشارع.. إلى سوق الجمعة. شعبان كان حمالا .. لكنه في السنوات الاخيرة من حياته.. لم يعد يقو على حمل البضائع الثقيلة.. فقد هرم و شاخ.. ووهن عظمه. وفي يوم الجمعةتوسط السوق.. ونظر إلى الخضروات وبالاخص الى الفاكهة . وكم تمنى أن تكون ب ...
-
ليس يدري أين يتجه، فبعد أن توسطه الشارع العام، وهو يشعر بخيبة أمل كبيرة، فقد فقد اهم صفة كان بسببها يمضي إلى اشيائه التي يحبها، شعور عميق، صاخب قوي، كان يجري في دمه، وبعد مكائدات، فقد هذا الإحساس، فقد هذه القيمة التي تجعل للاشياء معنى وصيرورة، ولاشيء يجعلك حائرا، لاتدري أين تتجه، مثل فقدان ذلك الشعور، ولهذا عندما توسطه الشارع الذي تزينه سراجات النيون، غدا كنقطة بعيدة في ليل ندي، يبحث عن ذلك الاحساس، فلايجد الا مزيدا من الحيرة والارباك.تحرك الان ...
-
يقتلني الحنين ،يكاد يغطس بي الى لجة سحيقة من الهموم، تنداح دوائره داخلي، لتدفنني. كانت الشمس لما تشرق بعد، وكانت الحجرة التي تحتويني، تنز في خلدي بنيران مشتعلة، تأتي على الأخضر واليابس من امنياتي، فارفس الأرض الندية بقدمي، واتلو تعاويذ الياس، علني اظفر بيقين جديد، يكنس تلك المسافة، بين حزني وفرحي. اتصلب على المقعد، ابتلع حشرات الصمت، التي تخرج من جحور الخوف، أنزف، اتمايل، اغفو على لوح اللامبالاة، فيسلمني إلى مزيد من النسيان، فأنسى ذاتي، ومن اكون.
-
قريبا من شتاء القلب يقف فاتحا ذراعيه لييسابق الموج والريحوالدهشة يدعوني لاغامرفاحجم عن المغامرة واقف هناك وحيدااتامل سحرهوبراءتهايا نجما دغدغ احلاميوسافر بيإلى امنيتيوالطريق..خذ اشجان العمر معك وابق لي صخبكوالحنين
-
اشرقت الشمس على الانحاء، وانطلق سرب من الحمام باتجاه الحدائق التي غادرها اصحابها في الليل، وبدا الشارع العام نظيفا قد رفعت منه جميع المخلفات، ومرتمن جهة الشرق حافلة طالبات المدارس، وبدأت رائحة الشواء تزكم الانوف من المطاعم القريبة، وهناك في وسط الشارع، وقف رجل المرور بمهابة، ينظم حركة السير، ليوم جديد اشرقت عليه الشمس.لم يكن الطريق سهلا_ كما يبدو_ امام العم ياسين، المتقاعد في الجيش، ليخطو إلى مكتب البريد ويودع رسالة مر عليها عشرين عاما الى اسر ...
-
بدت ساحة الالعاب المجانية خالية هذا اليوم من الأطفال والعائلات، وظلت بوابة دخول السيارات مغلقة، يرى صدأ حديدها بوضوح تحت وهج الشمس،وقدتناثرت على جوانبها أحذية الأطفال ولعبهم المعطبة ،وشوهدت بعض الحفر العميقة في الارض،وعلى بعد مترين انتصبت الالعاب لكن لم يكن هناك بالداخل ثمة أحد.بعد قليل وصل البواب،ألقى نظرة على المكان قال في نفسه هل اتيت باكرا اين الاطفال هذا اليوم عجبا أين ذهبوا؟ جلس البواب على مقعد خشبي متهالك، وفكر:هل يكون ذلك بفعل المشادة ال ...
-
انزلتها الحافلة على قارعة الطريق، قالت: اين أتجه يارب! أمعنت النظر في الشارع جيدا، هناك امرأة عجوز تبحث في حاوية القمامة، وهناك سيارة إسعاف تمر مسرعة،و هناك بائع اسكريم يلاحقه الاطفال، وعلى البعيد يمر قطار السكة الحديدواردفت تقول:_ أوحقا أنا هنا؟ كم لي جالسة في تلك الغرفة لا اغادرها إلا إلى مكتب البريد لا تقاضى راتبي ..كم تبدو الحياة جميلة عندما تكون بمفردك، تنظر إلى الاشياء وكأنك تراها لاول مرة.وراحت تنتقل من مكان إلى مكان، وتكتشف أن هذه ازهار، ...
-
تتوسط حجرة السيد مازن شماعة ملابس عتيقة، وفي الزاوية الامامية وضع دولاب رواياته التي التهمها، وبدأ يطلب المزيد، أما ثرياء السقف فلم تعد تشتغل، ظلت ساكنة تحاكي ذلك الهدوء في داخله، وأمام باب الحجرة هناك نعلان قديمان، كان السيد مازن يلبسهما في المناسبات، وعلى غير بعيد يمكنك أن ترى منفضة السجائر، والجاكيت الجيشي الذي يرتديه السيد مازن في الاماسي التي تقرأ فيها القصائد، واذا وصلت إلى طرف الحجرة الخلفي، فستجد اكياس الطعام التي اكلها السيد مازن، وكوب ا ...
-
انطلق بسيارته من منطقة دار سعد متوجهاالى وسط شارع مدرم.. ثمة غاية تدفعه الى هناك ..كان يخرج يده من زجاج النافذة ويلوح بها لكائنات تعبر وعيه.. والى وجوه اسحقتها سنوات الغياب.. وفي الطريق الطويلة الممتدة من الشيخ عثمان الى عدن كان يسر في نفسه بامنيته الوحيدة. تبدو النظارة الطبية الكبيرة تحجب نصف وجهه ويخيل للناظر اليه انه شخص مسن.. مع انه في العقد الرابع فقط.. لكن الوجع والحزن والضغوطات تركت على ملامحه آثار سيئة.. فبدأ ظهره المحدودب القصير مثل ت ...
-
جهزت المعلمة شميم وسائل درس اليوم، وقد اتيت مبكرا لاستمتع بخطواتها وهي تمسح السبورة، وتقوم بتلك الالتفاتات الجميلة التي تعجبني، قبل أن يصل عمر فتدنو منه.كانت صالة شقة شميم هي الفصل بعينه، وكان عمر يسكن مع اسرته في الشقة العلوية، ينزل في الصباح، ليتلقى الدرس معنا، وكانت انتصار اصغرنا، تجلس في الصف الأول، سمراء تتكلم مع امها صافيناز بالهندية ..اخيرا اكتمل العدد، وكنت اجلس قبالة شميم تماما، اتابعها وهي تشرح الدرس، الذي سيعطى لنا في المدرسة في العام ...
-
هل أفد إلى عدن وألقاكفي تلك العمارة التي ضيعت عنوانها؟؟قلت لي عد سبع عماراتوستلقاني في الثامنةعددت وطرقت البابلكن جاءتني وجوه غريبةلاتشبه نعيمولا انتصار السمراء ولا عمر جاركمولامصطفىولا الجدةام مصطفىولا الطفل نيازياين رحلتمتركتني ابحث في وجوه كل عمارةولا ألقاكياشميموعدن تتناسل داخلي وروداواسماءواغاني!!
- 1
- 2
-
- نجلاء البوادي
- اليوم - الساعة 12:59 ص
-
- محمد عمر بحاح
- الأمس - الساعة 02:29 م
-
- الاديب : اديب قاسم علي
- الأمس - الساعة 02:27 م
-
- المستشار : شكيب حبيشي
- الجمعة, 28 مارس 2025 - 01:00 ص
-
- عصام خليدي
- الخميس, 27 مارس 2025 - 08:45 م
-
- علي منصور مقراط
- الخميس, 27 مارس 2025 - 04:13 ص