عن صالح بحرق
صالح سعيد بحرق الميلاد: 1963: الديس الشرقية/ محافظة حضرموت المؤهل: بكلاريوس لغة عربية الاصدارات : البيت القديم "مجموعة قصصية" " مسافات وجه "مجموعة قصصية" ظلال في القلب/"رواية/مخطوطة
-
من كل مكان توافد الناس على سوق الجمعة.. حتى أولئك الفقراء ذوي الدخل المحدود. كان همهم الوحيد التقاط اللقياء التي تسقط.. لاينظرون إلا الى الأسفل.. بحثا عنها .ولم يكن أمام شعبان الا أن يخرج من منزله الطيني.. في نهاية تقاطع الشارع.. إلى سوق الجمعة. شعبان كان حمالا .. لكنه في السنوات الاخيرة من حياته.. لم يعد يقو على حمل البضائع الثقيلة.. فقد هرم و شاخ.. ووهن عظمه. وفي يوم الجمعةتوسط السوق.. ونظر إلى الخضروات وبالاخص الى الفاكهة . وكم تمنى أن تكون ب ...
-
ليس يدري أين يتجه، فبعد أن توسطه الشارع العام، وهو يشعر بخيبة أمل كبيرة، فقد فقد اهم صفة كان بسببها يمضي إلى اشيائه التي يحبها، شعور عميق، صاخب قوي، كان يجري في دمه، وبعد مكائدات، فقد هذا الإحساس، فقد هذه القيمة التي تجعل للاشياء معنى وصيرورة، ولاشيء يجعلك حائرا، لاتدري أين تتجه، مثل فقدان ذلك الشعور، ولهذا عندما توسطه الشارع الذي تزينه سراجات النيون، غدا كنقطة بعيدة في ليل ندي، يبحث عن ذلك الاحساس، فلايجد الا مزيدا من الحيرة والارباك.تحرك الان ...
-
يقتلني الحنين ،يكاد يغطس بي الى لجة سحيقة من الهموم، تنداح دوائره داخلي، لتدفنني. كانت الشمس لما تشرق بعد، وكانت الحجرة التي تحتويني، تنز في خلدي بنيران مشتعلة، تأتي على الأخضر واليابس من امنياتي، فارفس الأرض الندية بقدمي، واتلو تعاويذ الياس، علني اظفر بيقين جديد، يكنس تلك المسافة، بين حزني وفرحي. اتصلب على المقعد، ابتلع حشرات الصمت، التي تخرج من جحور الخوف، أنزف، اتمايل، اغفو على لوح اللامبالاة، فيسلمني إلى مزيد من النسيان، فأنسى ذاتي، ومن اكون.
-
قريبا من شتاء القلب يقف فاتحا ذراعيه لييسابق الموج والريحوالدهشة يدعوني لاغامرفاحجم عن المغامرة واقف هناك وحيدااتامل سحرهوبراءتهايا نجما دغدغ احلاميوسافر بيإلى امنيتيوالطريق..خذ اشجان العمر معك وابق لي صخبكوالحنين
-
اشرقت الشمس على الانحاء، وانطلق سرب من الحمام باتجاه الحدائق التي غادرها اصحابها في الليل، وبدا الشارع العام نظيفا قد رفعت منه جميع المخلفات، ومرتمن جهة الشرق حافلة طالبات المدارس، وبدأت رائحة الشواء تزكم الانوف من المطاعم القريبة، وهناك في وسط الشارع، وقف رجل المرور بمهابة، ينظم حركة السير، ليوم جديد اشرقت عليه الشمس.لم يكن الطريق سهلا_ كما يبدو_ امام العم ياسين، المتقاعد في الجيش، ليخطو إلى مكتب البريد ويودع رسالة مر عليها عشرين عاما الى اسر ...
-
بدت ساحة الالعاب المجانية خالية هذا اليوم من الأطفال والعائلات، وظلت بوابة دخول السيارات مغلقة، يرى صدأ حديدها بوضوح تحت وهج الشمس،وقدتناثرت على جوانبها أحذية الأطفال ولعبهم المعطبة ،وشوهدت بعض الحفر العميقة في الارض،وعلى بعد مترين انتصبت الالعاب لكن لم يكن هناك بالداخل ثمة أحد.بعد قليل وصل البواب،ألقى نظرة على المكان قال في نفسه هل اتيت باكرا اين الاطفال هذا اليوم عجبا أين ذهبوا؟ جلس البواب على مقعد خشبي متهالك، وفكر:هل يكون ذلك بفعل المشادة ال ...
-
انزلتها الحافلة على قارعة الطريق، قالت: اين أتجه يارب! أمعنت النظر في الشارع جيدا، هناك امرأة عجوز تبحث في حاوية القمامة، وهناك سيارة إسعاف تمر مسرعة،و هناك بائع اسكريم يلاحقه الاطفال، وعلى البعيد يمر قطار السكة الحديدواردفت تقول:_ أوحقا أنا هنا؟ كم لي جالسة في تلك الغرفة لا اغادرها إلا إلى مكتب البريد لا تقاضى راتبي ..كم تبدو الحياة جميلة عندما تكون بمفردك، تنظر إلى الاشياء وكأنك تراها لاول مرة.وراحت تنتقل من مكان إلى مكان، وتكتشف أن هذه ازهار، ...
-
تتوسط حجرة السيد مازن شماعة ملابس عتيقة، وفي الزاوية الامامية وضع دولاب رواياته التي التهمها، وبدأ يطلب المزيد، أما ثرياء السقف فلم تعد تشتغل، ظلت ساكنة تحاكي ذلك الهدوء في داخله، وأمام باب الحجرة هناك نعلان قديمان، كان السيد مازن يلبسهما في المناسبات، وعلى غير بعيد يمكنك أن ترى منفضة السجائر، والجاكيت الجيشي الذي يرتديه السيد مازن في الاماسي التي تقرأ فيها القصائد، واذا وصلت إلى طرف الحجرة الخلفي، فستجد اكياس الطعام التي اكلها السيد مازن، وكوب ا ...
-
انطلق بسيارته من منطقة دار سعد متوجهاالى وسط شارع مدرم.. ثمة غاية تدفعه الى هناك ..كان يخرج يده من زجاج النافذة ويلوح بها لكائنات تعبر وعيه.. والى وجوه اسحقتها سنوات الغياب.. وفي الطريق الطويلة الممتدة من الشيخ عثمان الى عدن كان يسر في نفسه بامنيته الوحيدة. تبدو النظارة الطبية الكبيرة تحجب نصف وجهه ويخيل للناظر اليه انه شخص مسن.. مع انه في العقد الرابع فقط.. لكن الوجع والحزن والضغوطات تركت على ملامحه آثار سيئة.. فبدأ ظهره المحدودب القصير مثل ت ...
-
جهزت المعلمة شميم وسائل درس اليوم، وقد اتيت مبكرا لاستمتع بخطواتها وهي تمسح السبورة، وتقوم بتلك الالتفاتات الجميلة التي تعجبني، قبل أن يصل عمر فتدنو منه.كانت صالة شقة شميم هي الفصل بعينه، وكان عمر يسكن مع اسرته في الشقة العلوية، ينزل في الصباح، ليتلقى الدرس معنا، وكانت انتصار اصغرنا، تجلس في الصف الأول، سمراء تتكلم مع امها صافيناز بالهندية ..اخيرا اكتمل العدد، وكنت اجلس قبالة شميم تماما، اتابعها وهي تشرح الدرس، الذي سيعطى لنا في المدرسة في العام ...
-
هل أفد إلى عدن وألقاكفي تلك العمارة التي ضيعت عنوانها؟؟قلت لي عد سبع عماراتوستلقاني في الثامنةعددت وطرقت البابلكن جاءتني وجوه غريبةلاتشبه نعيمولا انتصار السمراء ولا عمر جاركمولامصطفىولا الجدةام مصطفىولا الطفل نيازياين رحلتمتركتني ابحث في وجوه كل عمارةولا ألقاكياشميموعدن تتناسل داخلي وروداواسماءواغاني!!
-
لأشياء أخرى، كان يمرق من الذاكرة، حلمها فيه..يتماهى مع سويعات القلق،ويهمي شغبا يكنس الروح، ويستظل تحت شجيرات اليأس العالقة أغصانها في القلب. بدأ الليل يلف بغلالته الاشياء، ويعتلي همسها ظنون الانتظار، والهدية التي صممتها اليوم، ترتجف في يدها، وخاتم الخطوبة تنزعه وتلقيه من اصبعها، على نحو متكرر، وطيفه لم يبد لها في الأفق بعد.تشاغلت بابتياع الاسكريم، جلست في ركن منزو، تقلب ساعتها الكورية، وتعيد احكام الشورت على جسمها الضئيل. وبدأ حي هائل سعيد موحشا ...
-
جاء خطاب الوكيل جمال سالم عبدون، في الحفل الخطابي والفني والتكريمي، يوم الاثنين المنصرم التاسع والعشرين من مارس آذار،من العام الجاري، مختزلا عددا من المكاسب والانجازات، التي تحققت في القطاع التربوي، بدءا من حوسبة الحصة وانتهاء بالمعامل المختبرية الحديثة، وربط النظرية بالتطبيق، في واحدة اخالها من افضل اللفتات الايجابية والمدروسة، في خطاب الوكيل، التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم المعلم، أمام سيادة معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق العكبري، ...
-
أنجزت تسجيل حلقاتي الإذاعية باكرا، وتوجهت إلى محطة الحافلات. وصلت هناك والعم علي كعادته يمارس التسول، ونعيمة كذلك تجلس على الرصيف تبيع المساويك، والطفلة راندا توزع ابتساماتها الصفراء، والمستنقعات ماتزال تنفح روائحها الكريهة، وأكثر الاشكال تكرارا النازحات من إقليم الحرب ، فقد كانت مناظرهن تثير في نفسي الشفقة ، وكنت أدفن رأسي في الجريدة، واختبيء من ضجيج أبواق السيارات.ورن جوالي، فأجبت مهندسة الصوت بمبنى الاذاعة المستشارة رانيا، كانت تتحدث معي عن حل ...
-
بدأ درج مسكنه مظلما وبارداً ، وخطواته على الالواح الخشبية مرتبكة، تتلمس طريقا أخرى للنجاة والهروب، من مداهمات صاحب الشقة المتكررة، وشكاويه المتعددة، وتهديداته بالطرد والحبس. كانت يده ترتجف وهو يقبض رسالة البريد الوحيدة ،التي كتبها لشخص غير معروف، واودع فيها مشكلته من الالف الى الياء. في أحايين كثيرة يفطن إلى أنه يعرف ذلك الشخص تماما، و يشعر أنه يخلع عليه نفس الصفات التي يتمتع بها هو، فكل ما لديه من أنانية كان يذكرها، وكل مافيه من طبيعة كدرةكان ...
-
تهل علينا الذكرى ال 21 السنوية للفقيد الشاعرالكبير حسين المحضار, ونجد أن القصيدة الشعبية والغنائية بعده لم تتطور, ذلك التطور المرجو منها, وظل النسق المحضاري, شائعا عند كثير من شعراء العامية في حضرموت. ويوما عن يوم تتناسل صورة المحضار الشعرية في نماذج غنائية مختلفة، تفيد من تجربته الإبداعية، على مستوى الكلمة واللحن.وسنظل إلى أمد بعيد نكرر المحضار، ولن نستطع أن نتجاوزه، وسيظل بتجربته المميزة أحد العقبات أمام الشعراء الشباب، إذا لم يمتلك هؤلاء ناصي ...
-
صالح بحرق: تقدمت زهور إلى محطة الحافلات بحقيبتها الجلدية ..ويبدو من خلال ملابسها وجاكيتها انها راحلة إلى جهة بعيدة..حيث ظهرت على خديها بقايا طرق دموع ملتوية..وعلى سحنتها يبدو أن ثمة حزن غاف من أمد.كان النهار في أوله..والحوانيت الصغيرة قد فتحت أبوابها ..وعلى مقربة منها.. جلست بائعة الفطير..الصباح يسرق الخطى والعربات تمرق مسرعة إلى مبتغاها..والشمس قد اشرقت بلونها العسجدي على الانحاء. ..وزهور تتململ في وقفتها.. تراقب توافد الباصات.. وتفكر في عودتها ...
-
هبطت وادي الثعالب مستعجلا.. فقد نسيت حقيبتي في المقهى الذي احتسي فيه الشاي. وبما أن نسيان حقيبة بكاملها أمر ملفت فأنا إلى الآن لا ادري كيف نسيتها.. فقد ظللت لفترة طويلة اراقب الجرسون كيف يلتقط المواعين.. ثم يقف في ذلك الركن ساهما. ومع أن هناك أشياء شغلت تفكيري مثل اسم المقهى (مستودع بور سعيد) والراديو العتيقة إلا أن أهم شيء كانت صورة هندام صاحب المقهى.. فقد كان ذو كرش واسعة ويمضغ (التانبول) بنهم.. ولم يكن ينتعل حذاء بل كان يجلس في طرف المقهى.. ...
- 1
- 2
-
- صالح بحرق
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 06:42 م
-
- علي منصور مقراط
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 12:57 م
-
- محمد عمر بحاح
- الثلاثاء, 19 نوفمبر 2024 - 10:16 ص
-
- فؤاد قائد علي
- الإثنين, 18 نوفمبر 2024 - 09:25 م
-
- علي منصور مقراط
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 10:38 م
-
- الصحافي : نصر صالح بن صالح
- الأحد, 17 نوفمبر 2024 - 01:58 م