ليلة حب على أضواء الشموع قصة قصيرة
هبت نزهة إلي متذمرة وهي تقول،
_هذا الجار اللي سكن جنبنا اتعبنا
_كيف مافهمت
_ومن متى أنت تفهم أو تحس أصلا
_بلاش وجع رأس من الصبح يانزهة
_كل يوم وهو فاتح أغاني
_ هذه حريته
_يقول المثل أنت حر مالم تضر
_ لأول مرة تجيبي عبارة صحيحة
_ معي دبلوم أنت ناسي
_ لا. فاكر
_ الآن رح كلمه
_أنت عارفة فين يشتغل
_لا ياسمير
_عاطل عن العمل
_الله يحمينا منه
ومرت الليلة الأولى على أصوات أغان حضرمية والليلة الثانية على أصوات أغان غربية ديسكو، وقالت نزهة:
_ يظهر أنه يسكر ويفتح الأغاني
_ كل شيء جائز
وتحول منزل ذلك الجار إلى استوديو فيه جميع أصناف الاغاني.
وذات ليلة شتوية افتقداه ،ولم يعد يغني، فحمدا الله وناما ليلة مريحة خالية من الضوضاء، وتبعتها ليلة أخرى ،والجار لم يفتح أي أغنية، فقال سمير:
_لعله أهل الحي قدموا عليه بلاغات
فقالت نزهة:
_يمكن
وأردف سمير وهو يرفع البطانية عن وجهه:
_ ظروف الناس صعبة يانزهة
_ايوى.. بس محد قاله يزعج الناس بسيل الأغاني
_انا سأزوره في السجن
_تزور فاسق
_هو جارنا على كل حال
_بكيفك
ونزل سمير من الشقة ليزور جاره في السجن، ولما مثل أمام ضابط التحقيق قال له:
_اريد أن ازور جاري اللي جبتوه البارح
_تقصد مبروك
أيوى هو
_ربع ساعة بس
_حاضر
ووقف سمير أمام القضبان يحدث جاره، وهو يصغي إليه، والدموع تترقرق في عينيه، وير ى في ملامحه رجلا صالحا لولا الخمرة، فشد على يديه، وهو يودعه.
وفي اليوم التالي أفرچ عنه، وبات تلك الليلة في منزله هادئا، ولم تعد نزهة تسمع اي ضوضاء. وقالت لسمير وهما في غرفة النوم:
_ زيارتك أثرت فيه
_ تأثر يوم شافنا..ياريتك شفتي وجهه كيف صار وكان مرعوب وهو يرى نفسه وسط السجن
_عملت شيء طيب
_الله يعافيك
وتجهزا للعشاء في الصالة، قدمت نزهة لزوجها سمير أصنافا لذيذة، لأن مزاجها كان رائقا،
وناما تلك الليلة على أضواء الشموع كاجمل ماتكون ليالي الصفاء الحب والهيام.