ليل وأحزان قصة قصيرة
نزلت من شقتي التي استأجرتها قبل ثلاثة أيام، قاصدا موقف سيارات التاكسي ،فأنا أنوي الذهاب إلى عيادتي في وسط المدينة، وعلي الوصول مبكرا، فهذا أول يوم لي بالعيادة .
أوقفت تاكسي أحمر اللون، وانا كثيرا ماأخاف من اللون الاحمر ،وصعدت صامتا، ثم قلت للسائق: طريق المطار لو سمحت ثاني شارع على اليمين. وانطلق الاس السائق ،وكنت من خلال مرآة السيارة اشاهد ملامحه، رجل متوسط العمر..ذو انف روماني
و ملامح صارمة، ويبدو أنه عصبي بعض الشيء، عرفت ذلك من تأففه وتبرمه الشديد، فقد خالف الطريق ،واتجه يسارا فقلت له منبها :هذا ليس طريق المطار فقال لي: اعرف ذلك، ولكني أريد أن ازور اختي، انها تقطن هذا الحي، فقلت له: ولكني أريد أن أصل مبكرا ،فقال لي وهو يواصل تبرمه :لن أفعل الا هذا ,وخرج من سيارته وتركني ،ونظرت إلى ساعتي الرڨمية ،فرن جوالي:
_دكتور بسام أين أنت. . العيادة مزدحمة جدا
_انا بالسيارة
_اي سيارة
سيارة الأجرة، لقد تركني السائق فيها ليزور أخته أنه شخص غريب الأطوار
وبعد فترة
وصل مسرورا، وانطلق بي، اتجه إلى طريق المطار اولا وفجأة مر من أمام سوق السمك فقال لي:
_ لا عليك، ساشتري سمكا
_العيادة مزدحمة
_لا يهمني ليس هذا شرطنا
_اوصلني إلى العيادة اولا ثم اشتر السمك
_اخرج من السيارة ارجوك
لن اتحرك من هذا المكان انك زبون نحس
_لن اخرج من السيارة سنذهب إلى المخفر
_المخفر
_نعم
_هيا بنا سيكون يوما ثقيلا عليك
_انت الغلطان
_بل انت الغلطان
وانطلق بي الى مركز الشرطة ولما رآني الضابط قال لي: تفضل استاذ، أما السائق فظل واقفا.
واستمع الضابط إلى اقول السائق ودونها في سجل كبير ثم استمع الى اقوالي وقال للسائق انت الغلطان لن تستحق اي مقابل، بسبب تأخيرك لهذا الرجل، وستبقى عندنا في السجن إلى الصباح.
فقلت للضابط: ومن سيوصلني إلى العيادة قال لي: ستوصلك سيارة الشرطة هذه، وأشار إليها، وانطلقت بي تلك السيارة في سرعة جنونية إلى العيادة، ونزلت برفقة ضابط التحقيق وقادني إلى غرفة الكشف والمرضى ينظرون إلي في استغراب وقد غادر الضابط وتركني وحيدا فقلت للمسجل: ادخلهم واحدا واحدا فقال لي: عفوا دكتور لم يبق أحد منهم لقد انصرفوا في أثر ذلك الضابط!