كم نحبك ياأنور...حتى في موتك !
أنور خان ..
هل كان من الضروري أن تموت حتى نكتشف اننا نحبك كل هذا الحب ؟ وانني لست وحدي في هذا الحزن، بل يشاركني كثيرون فيه،وينافسوني في هذاالحب.. وفي الحزن أيضاً.
مْنذ أن نشرت الإعلامية ضياء سروري مرثيتي في صديقي المغفور له انور خان في ( صوت عدن ) يوم وفاته الأحد الماضي 6 إبريل وأنا غارق وسط موجة من الحزن العميق على فراقه، لكن تدفق سيل من الرسائل التي يغلب عليها العزاء في الفقيد ، أشعرني بأن الوفاء،، مازال موجوداً في الناس ، حتى وإن كان يلفه الحزن الذي استدعته المْناسبة، وجلال الموت ! وكنت أظن أن أحداً لن يهتم لموت (مواطن) اسمه أنور خان !
عاش مهضوم الحقوق ، ومات بصمت . لكنه أيضا مات إنساناً بكامل إنسانيته، من نبل وأخلاق وطيبة، ووفاء،ومرض ،إنساناً في كبريائه، ولطفه وتسامحه، وتعايشه مع الظروف،وبعضها كان في منتهى القسوة والتراجيديا..كان أنموذجاً للمواطن في صبره وتحمله، وخوفه على وطنه وعشقه لعدن الذي لايوازيه أي حب.
كنتُ بين خيارين ، وانا غارقٌ في الحزن وفي قراءة رسائل العزاء التي تدفقت عبر "الواتس " من كل مكان: هل أعتبرها (خاصة) فأحتفظ بها لنفسي،أعود إليها كلما جرفني الحنين وغلبني الحزن والشوق إلى انور خان ؟أوأعدها( عامة) فأنشرها ؟
كنت متردداً بين هذا وذاك .لكن في أعماقي كان ميل كبير نحو النشر، لإعتبار وحيد ، وهو انني لوأحجمت عن النشر أكون أساهم في ظلم صديقي انور خان في موته وغيابه الأبدي وأحرمه من كلمات وداع أخيرة يستحقها عن جدارة . لن يقرأها، لكنه حتماً كان سيسعد بها لو قيلت بحقه في حياته،كما تقول لي دائماً الزميلة ضياء سروري كلما رثيت صديقاً..
سأنشر رسائلكم، دون أن أستأذنكم ، فالأحق أن يقرأها الناس ليعرفوا كم كان أنور خان محبوباً في حياته لسجاياه النبيلة، وكم تحبونه بعد رحيله إلى خالقه في دار الأبدية لنفس السجايا والأخلاق .
ولتعذروني جميعاً..
● يقول صديقي وصديقه خالد قائد صالح:
"تعازينا لكم بوفاة صديقنا و صديقكم المغفور له بإذن الله تعالى انور خان.
موضوعكم الذي نعيتموه فيه كان رائعاً، وقد أظهرت مزاياه الجميلة جداً التي لم تكن تتوفر في أحد غيره ممن جالسناهم .
آلمني رحيله ولم أكن أعلم بمرضه ولم أره من سنوات" .
● وتختصر زميلتي الصحافية نادرة عبدالقدوس عزاءها بعد الترحم عليه في جملة واحدة: " كان من كوادر ذلك الزمن الجميل" وفي نفس الوقت تنقل لي خبر وفاةالمناضلة الأستاذة التربوية وديعة عزعزي قبل ذلك بيوم ، وهي زميلة ودبلوماسية زاملتها في العمل بوزارة الخارجية وشغلت عدة مناصب في سفاراتنا في دول عربية واجنبية، ومن مناضلي حرب التحرير منذ كانت في ريعان الشباب، رحمها الله واحسن مثواها ..
● ومن شمال الكرة الأرضية ( السويد)حيث يقيم كتب لي الصديق فارس السلامي: أولاً عظم الله أجركم في صديقك الطيب انور خان رحمه الله برحمته واسكنه الجنة. اللهم آمين. ويضيف:كلماتك كانت حزينه وأنت تستعيد الذكريات في مرثيتك لذاك الرجل الطيب.
أنت لا تتكلم كثيراً في حزنك أو معاناتك. تبقى صامتاً وتذهب بين أوراقك، وقلمك هو من يحكي لنا ما يؤلمك وهو صديقك الوفي الذي يرافقك في كل مراحل حياتك، ولا يسعفني إلاّ أن أقول حفظك الله وأطال لنا في عمرك وإنتاجك الإبداعي، وحفظك لأولادك وذويك".
● الفنان عصام خليدي أصابني بمزيد من الألم والحزن العميقين وهو ينقل لي معاناة صديقي انور في أيامه الأخيرة:
" آه ياأبا أسامة كنت أزوره ولم يكن يعرفني من أكون! أنزل من بيته باكياً منتحباً يعصرني الألم والحزن وقلة الحيلة ..
أحسنت النشر أستاذي.."
وعصام خليدي كان أكثر الناس قرباً من الراحل وعن طريقه تعرفت عليه،والوحيد
، الذي كان يعرف بمرضه من خارج دائرة أسرة الفقيد، ويعوده باستمرار.
● عبدالله احمد بن طاهرباوزير، زميل دراستي في مدينة العلم غيل باوزير
وزميل عمل الراحل في الإتصالات كتب راثياً :
"رحم الله الفقيد أنور خان رحمة واسعة وغفر له ولجميع المسلمين وأسكنه الجنة وصبر أهله ومحبيه فهو زميل عمل بالاتصالات . نعاه اليوم ياسين عايش زميل العمل مع الفقيد.ولقد إلتقيته ذات مرة في مقيل الفنان عصام خليدي بالمعلا، وهو كذلك زميل الشاعر الخلوق الزميل علي حيمد في الإتصالات .
تعازي الحارة لك في صديقك وزميلنا ،
وعظم الله أجر الجميع .إنا لله وإنا إليه راجعون".
● صديقي سعيد صالح ابوحربة كتب معزياً ، وفي كلماته تحس بشحنة غضب :"لاحول ولاقوة إلّا بالله..
غفر الله له واسكنه الجنة والأمر والخيرة لله.خالص تعازينا أخي الحبيب.
وإذ أقرأ هذه الأسطر فان حزني يزداد وعيني تدمع وقلبي يقهر ويألم.وياأسفاه! وياعاراه! كما قال صالح الجبواني اليوم أيضاً عن غزة". وكل ماهناك يعبر عن العنجهية الإسرائيلية والخذلان العربي والتواطؤ الأمريكي الذي سمح بكل هذا
العدوان بقتل الأطفال والنساء والرجال
وحرب الإبادة للشعب الفلسطيني لا حتى يتمكن من العيش على أرضه كبقية الشعوب ويكون له وطن ودولة .
● والصديق شكيب حبيشي يضيف في رسالته معان مؤثرة عن موت انور خان :
"هكذا يرحل الطيبون، بصمت وعزة وكبرياء، مثل هؤلاء يضيفون رونقاً لوجودهم في حياتنا، وذِكراً عبقاً عند مغادرتهم لها.
مثل هؤلاء نطمح أن نكون، لاتنال منا الدنيا في عبثيتها، وتفسد مابقي لنا من أعمارنا عليها.
رحم الله الحبيب الفقيد انور خان وغفر له واسكنه جواره في جنة الخالدين، وألهم أهله السلوان.. وعصم قلبكم وكل محبيه بالصبر.إنا لله وانا اليه راجعون".
● وصديقي المستشار أحمد الدياني:
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبروالسلوان…واسأل الله العظيم أن يمد بعمرك أيها الوفي مع أصدقائه وأحبابه أحياءًا و أموات."
● وابن العم محمدعبدالقادر سالم بحاح يكتفي بهذا العزاء الذي يقال في لحظات الموت ،، الرحمة للفقيد، والصبر والسلوان للأهل والذوي ، ويقول:
"هكذا الدنيا فراق ولقاء،ونسأل الله أن يجمعنا على خير يارب العالمين،عظم الله أجرك وأحسن عزاك ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم وأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون".
● ومثله الإعلامي المذيع صلاح العمودي
"تعازينا الصادقة بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى انور خان ،، إنا لله وإنا اليه راجعون.
● وصديقي العزيز د. محمد مثنى ( واشنطن ) تحامل على مرضه وآلام جسده :"ألف رحمة ونور عليه. الله يرحمه ويحسن إليه ويغفر له ويسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون!!.
ولا دائم إلا وجه الله سبحانه وتعالى أستاذنا الفاضل محمد بحاح، كلنا لها !!!!؟؟؟…".
نعم ياصديقي محمد ؛ "كل نفس ذائقة الموت " وكلنا ننتظر ساعة الرحيل تلك إلى دار الخلود ، والفائز منا من آمن بالله وحسن عمله في هذه الدنيا الفانية، متيقناً لقاء ربه، راجياً عفوه ورحمته ،وأن
يدخله جنات النعيم خالدين فيها ابداً.
جعلنا وإياكم ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.( اللهم آمين) ...
نحبك ياانور وحزينون على فراقك.. الموت قد يكون نهاية الحياة في هذه الدنيا لكنه بداية الأبدية في حياة آخرى عند كريم قدير .