هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:
ارتبط التقويم القمري منذ فترة طويلة بالدورة الشهرية للنساء، لكن دراسة جديدة لم تجد سوى علاقة ضعيفة بين دورة الحيض والدورة القمرية، خلافا للاعتقاد السائد.
وقام باحثون من فرنسا والولايات المتحدة بتحليل بيانات الدورة الشهرية من 3296 امرأة أوروبية و721 امرأة من أمريكا الشمالية، لمعرفة ما إذا كانت التواريخ تقع في دورات قمرية محددة.
ووجد الفريق أن النساء في أمريكا الشمالية يبدأن دوراتهن الشهرية في كثير من الأحيان عندما يكون هناك اكتمال القمر، بينما تبدأ الأوروبيات دوراتهن الشهرية عندما يكون الهلال في نمو.
وعلى الرغم من عدم وجود تفسير واضح لهذا الاختلاف، إلا أن الباحثين يقترحون أنه قد يكون بسبب اختلافات في نمط الحياة (مثل دورات النوم والاستيقاظ) بين الأشخاص من هذه القارات.
ويعتقد الباحثون أن الدورات الشهرية، على الأرجح، لا تتبع دورات القمر التي تبلغ 29.5 يوما، ولكنها بدلا من ذلك تحكمها الساعات الداخلية للجسم، والتي يمكن أن تتأثر بالدورة القمرية. وعلاوة على ذلك، فقد وجدوا أن أي رابط قمري موجود يختلف باختلاف القارة.
وتتحكم الساعة الداخلية في إيقاع أجسامنا اليومي في دورة مدتها 24 ساعة، وهي المسؤولة عن إيقاظ أجسادنا في الصباح وضمان حصولها على راحة جيدة أثناء الليل.
ومع ذلك، فقد وجدوا علاقة ضعيفة ولكن ذات دلالة إحصائية بين الدورة الشهرية والدورة القمرية، والتي تختلف باختلاف الجغرافيا.
ولوحظ أن ساعاتنا الداخلية يمكن أن تتأثر بالدورة القمرية التي يمكن أن تتسبب في فقدان الناس للنوم، ويرتبط اضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية باضطرابات في وظيفة الدورة الشهرية.
وقال عالم الأعصاب كلود جرونفييه، من جامعة ليون في فرنسا، لشبكة "بي بي سي"، إن هذا يغير كيفية معايرة ساعتنا الداخلية، لذلك "إذا طالت الدورة، لأي سبب من الأسباب، فإن هذه العملية القائمة على الساعة تتكيف لتقصيرها بسرعة".
ووجد الباحثون أنه عندما يحدث هذا، فإنه يخلق شيئا يسمى "طور القفزات"، عندما تصبح الساعة البيولوجية غير متزامنة بسبب القمر المتنامي وتحاول التصحيح الذاتي من خلال المضي قدما إلى الحالة المستقرة التالية للجسم، بمعنى أن مراحل الحيض "تقفز" للأمام لتتوافق مع ساعة الجسم.
ويُعرف "طور القفزات" أيضا باسم "التنسيق النسبي" الذي يحدث في الساعات البيولوجية مثل الشعور بالإرهاق وعدم التزامن الذي يشعر به الفرد عند السفر عبر المناطق الزمنية.
وأشار الفريق إلى أن الأبحاث السابقة أظهرت أن دورات الحيض للنساء التي تزيد مدتها عن 27 يوما كانت متزامنة بشكل متقطع مع الدورة القمرية.
وتقول الدراسة: "خلال ملايين السنين من تطور الإنسان، ربما كان هذا الإيقاع نشطا، وربما مرتبطا بدورة ضوء الليل القمري. وربما سمح هذا بالتزامن النسبي لدورات النساء اللاتي يعشن معا".
وأضاف جرونفييه لشبكة "بي بي سي": "إذا تم تأكيد وجود ساعة داخلية تتحكم في الدورة الشهرية في دراسات أخرى، فإن العلاج الطبي لاضطرابات الإباضة يمكن أن يستخدم الأساليب البيولوجية الزمنية التي أثبتت نجاحها في علاج السرطان، واضطرابات النوم والإيقاع اليومي، والاكتئاب".
ويعتقد الفريق أن نتائجهم يمكن أن تؤدي إلى علاجات محتملة للخصوبة، ويقولون إن تعلم المزيد حول كيفية تنظيم الجينات للدورة الشهرية هو المفتاح لفهم علم الأحياء الزمني الخاص بها.
نشرت هذه الدراسة مفصلة في مجلة Science Advances.
المصدر: ديلي ميل