العلماء يحددون "مفتاحا دماغيا" يجعل الناس مدمنين على المخدرات أو السجائر!
صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:
يقول علماء إنهم حددوا مفتاحا دماغيا يجعل الناس مدمنين على الكحول والمخدرات والسجائر.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تطوير علاجات لمكافحة الإدمان.
وقد عرّض الباحثون في نيويورك الفئران لصوت معين قبل إعطائها مكافأة - ماء سكر - أو ماء "عقاب".
وأظهرت عمليات المسح أن الخلايا العصبية الرئيسية في اللوزة بدأت في إطلاق استجابة للضوضاء، وتعليم الحيوانات ربطها بمكافأة محددة. ولكن عندما تم تثبيط هذه الخلايا العصبية، لم تتمكن الفئران من معرفة معنى الأصوات.
وتعد اللوزة أجزاء من الدماغ مسؤولة عن معالجة المنبهات العاطفية. وكل شخص لديه جزأين في دماغه، يقعان في الجزء السفلي من الدماغ أسفل الأذنين. إنها مسؤولة عن كيفية تفاعل الدماغ مع محفزات معينة. على سبيل المثال، ستطلق الدوبامين، وهو هرمون يثير الشعور بالنشوة، كمكافأة على ما يعتبره تجربة إيجابية.
ولطالما تم التكهن بأن منطقة الدماغ تلعب دورا رئيسيا في الإدمان، حيث سيتم تدريبها في النهاية على إطلاق المكافآت عندما يستخدم الشخص المخدر.
وهذا يجعل الشخص يبحث عن السلوك السيئ أو الجوهر أكثر. كما أنه يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات والكحول والسلع الأخرى لتحفيز إفراز الدوبامين.
ونظر فريق البحث من مختبر كولد سبرينج هاربور، في لونج آيلاند، نيويورك، في الدور الذي لعبته هذه المنطقة في الإدمان من خلال اختبار نظام المكافأة للفئران.
وتعرضت الفئران في الدراسة لأصوات محددة قبل منحها مكافأة أو عقوبة.
وباستخدام فحوصات الدماغ، وجد الباحثون أن اللوزة تم تحفيزها استجابة للأصوات بعد أن اعتادت الفئران على دورة المكافأة والعقاب.
وفي المرحلة التالية من التجربة، قام العلماء بتثبيط الخلايا العصبية في اللوزة.
ثم كرروا الاختبارات باستخدام نفس الأصوات والمكافآت أو العقوبات.
لكنهم وجدوا أنه لا يمكن تدريب الفئران على ربط الصوت بمكافأة أو عقوبة معينة بدون الخلايا العصبية.
ووجدوا أيضا أن استجابة الدماغ الطبيعية للدوبامين قد تم تثبيتها.
وقال المعد الرئيسي الدكتور بو لي، طبيب الأعصاب الذي قاد البحث: "هذا جديد تماما بالنسبة لنا. هذه الخلايا العصبية تهتم حقا بطبيعة كل محفز فردي. إنها تشبه المنطقة الحسية تقريبا".
وأضاف: "بينما ربطت الأبحاث السابقة اللوزة المركزية بخلايا الدوبامين العصبية، لم يتضح بالضبط كيفية ارتباطها. وجدنا أن هذه الخلايا العصبية مطلوبة للوظيفة الطبيعية للخلايا العصبية الدوبامين، وبالتالي فهي مهمة لتعلم المكافأة. وهذا دليل مباشر على كيفية تنظيمها لوظيفة الخلايا العصبية الدوبامين".
ويخطط الدكتور لي وزملاؤه الآن لدراسة العلاقة بين اللوزة والإدمان.
وتجري تجاربهم حاليا على الفئران، لكنها قد تتقدم في النهاية إلى حيوانات أخرى ثم إلى البشر.
ويمكن أن يؤدي البحث يوما ما إلى علاجات أفضل لإدمان المواد الأفيونية والميثامفيتامين.
وقال الدكتور لي: "توفر دراستنا أساسا لتطوير طرق أكثر تحديدا لتنظيم هذه الخلايا العصبية في حالات مرضية مختلفة".
ونُشرت الدراسة في مجلة Nature.
المصدر: ديلي ميل