بدء أعمال المؤتمر العلمي الطبي حول جراحة التجميل والترميم والحروق بذمار
صوت عدن/ذمار/ سبأنت:
بدأت بمحافظة ذمار اليوم أعمال المؤتمر العلمي السابع لجراحة التجميل والترميم والحروق، الذي تنظمه في يومين جمعية جراحي التجميل والترميم والحروق اليمنية، بالشراكة مع مستشفى الريادة الدولي بذمار.
يستعرض المؤتمر، الذي يشارك فيه 400 من الأطباء والمتخصصين والأكاديميين، 45 ورقة علمية تتناول كل جديد في مجالات جراحة التجميل والترميم والحروق.
وخلال الافتتاح، الذي حضره رئيس جامعة ذمار الدكتور محمد الحيفي، ووكيلَا المحافظة محمد عبدالرزاق ومحمود الجبين، اعتبر وكيل وزارة الصحة والبيئة لقطاع الإدارة الصحية وضبط الجودة، الدكتور عبدالوهاب سعيد، المؤتمرات العلمية الطبية محطات متميزة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
ولفت إلى أهمية هذا المؤتمر العلمي الذي يُعنى بجراحة الحروق و الترميم والتجميل، باعتباره مجالًا يجمع بين دقة العلم ومهارة اليد ورفق القلب.. مشيرا إلى أن دور أطباء التجميل والترميم والحروق لا يقتصر على وصف الدواء أو إجراء العمليات فقط، بل يتعداه إلى مفهوم الإحسان والرحمة.
وأوضح وكيل الوزارة، أن المصابين بالحروق ممن يعانون التشوهات يتوارون عن الأنظار بحاجة إلى لفتة إنسانية كريمة تُعيد إليهم الثقة بأنفسهم وتزرع الابتسامة على وجوههم.. مؤكدا أهمية التوسع في مجالات البحث العلمي لتطوير حلول للمشكلات والتحديات في مختلف القطاعات، وتقديم نموذج مشرق يسهم في النهوض بواقع الأمة.
ودعا إلى الخروج من المؤتمر بتوصيات علمية تُسهم في الارتقاء بهذا القطاع الطبي المهم، والاستفادة من نتائجه لخدمة مرضى الحروق والترميم.
من جانبه، أشار عضو المجلس الطبي، الدكتور نصر القدسي، إلى دور المؤتمرات الطبية في تعزيز التواصل المعرفي للوصول إلى كل ما هو حديث وجديد في المجالات الطبية، وإبداء الآراء وتبادل الخبرات لتطبيق أفضل الممارسات المهنية.
وأكد حرص المجلس على إقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية في جميع التخصصات الطبية، ومنها تخصصات الترميم والتجميل والحروق، وتشجيع الجمعيات الطبية على القيام بدورها في البحث العلمي والتواصل المعرفي.
وثمّن الدكتور القدسي، جهود جمعية جراحي التجميل والترميم على إقامة هذا المؤتمر وسعيها لتطوير تخصصاتها من خلال المؤتمرات واللقاءات العلمية، وعرض الدراسات والبحوث المتطورة والتقنيات الحديثة والاستفادة منها، خاصةً مع تزايد أعداد المصابين والجرحى نتيجة العدوان والقصف الذي تعرضت له عدد من المناطق اليمنية.
ولفت إلى أن المجلس الطبي، يولي اهتمامًا كبيرًا بمثل هذه الفعاليات والمؤتمرات العلمية من خلال المشاركة فيها والإشراف عليها، وتسجيل الساعات الأكاديمية ضمن نظام التعليم الطبي المستمر، كونها تمثل إضافات نوعية ومعرفية تسهم في الارتقاء بمستوى الأداء والحد من الأخطاء الطبية وتقليل المضاعفات قدر الإمكان.
من جهته، أشار رئيس المؤتمر الدكتور محمد الشعيبي، إلى أن المؤتمر يجمع نخبة من المتخصصين في مجالات التجميل والترميم والحروق، إضافةً إلى عدد من التخصصات الأخرى، بهدف تبادل الخبرات والتجارب واستعراض أحدث التطورات والتقنيات في هذا المجال، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
ولفت إلى أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة لتزامنه مع تخريج كوكبة جديدة من طلاب مساق جراحة التجميل والترميم والحروق.. مثمنا جهود اللجان التحضيرية والعلمية للمؤتمر في الإعداد والتنظيم، ودور مستشفى الريادة الدولي في استضافة المؤتمر، وبجهود الشركات والمستشفيات الداعمة والراعية.
بدوره تطرقت رئيس جمعية جراحي التجميل والترميم اليمنية الدكتور يحيى السياغي، أهمية المؤتمر، وجهود وزارة الصحة في إنشاء المركز الوطني للحروق ومراكز فرعية في عدد من المحافظات، إلى جانب الترتيب لافتتاح مركز الحروق والتجميل في ذمار بالتنسيق مع هيئة مستشفى ذمار العام، ومركز آخر في مستشفى الصماد بإب، وصولًا إلى إنشاء مراكز في مختلف المحافظات لعلاج الحروق والتجميل والأورام والتشوهات الخلقية مجانًا.
فيما عبّر رئيس مجلس إدارة مستشفى الريادة الدولي الدكتور عبده الحصماني، عن اعتزاز المستشفى باستضافة هذه النخبة من العقول والخبرات في هذا الحدث الطبي، مؤكدًا أن التقدم الطبي لا يُقاس بعدد الأجهزة أو المباني، بل بالعقول التي تتبادل المعلومات و الأيادي التي تمتد لتعالج وتبني الأمل.
ولفت إلى أن إدارة المستشفى لا تنظر إلى التجميل كرفاهية، بل كرسالة إنسانية وفنٍّ علاجي يعيد الحياة والثقة بالنفس.
وفي كلمة خريجي البورد اليمني في جراحة الحروق والتجميل والترميم، استعرض الدكتور أيمن غانم، أهداف المؤتمر، لتبادل الخبرات ورفع مستوى الأداء بحسب المعايير العلمية والدولية للحد من المضاعفات الناتجة عن العمليات الجراحية في تخصص التجميل والترميم والحروق.
ولفت إلى أن هذا التخصص يشهد تطورًا كبيرًا مع تزايد الحاجة إليه، وأن اليمن تمتاز بتوافر العديد من الكفاءات العلمية والطبية القادرة على الإبداع والتفوق.
ويستعرض المؤتمر نماذج من التجارب الطبية في مجالات التجميل والترميم والحروق، من بينها "تقييم سريري لنقل دهون الوجه، وتشخيص تساقط الشعر، وتجميل الأنف، وشد البطن مع شفط الدهون، والتئام الجروح، باستخدام ليزر الصمام الثنائي في جراحة تجميل الشفاه، وشد الثدي لتقليل الندبات الرأسية في حالات ضخامة الثدي، ودور المؤشرات المخبرية في الكشف المبكر عن العدوى بعد الجراحات الترميمية والتجميلية، والعودة إلى الوضع الطبيعي".
ويتطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي في جراحة التجميل، والجديد في جراحة إعادة بناء الثدي بعد الاستئصال الجزئي والكلي، واستراتيجيات تقليل المضاعفات، والإسعافات الأولية الفعالة لإصابات الحروق، وممارسات دعم التغذية في وحدات الحروق الأمريكية والأسترالية، ومكافحة العدوى وتأثيرها على الوفيات بين مرضى الحروق، إضافةً إلى الاستئصال المبكر والتطعيم مقابل الاستئصال المتأخر في إدارة الحروق، وبدائل الجلد، وإدارة تقلصات اليد والأصابع بعد الحروق، وإعادة بناء المهبل في حالات الأعضاء التناسلية المبهمة والنهج الجراحي المتبع فيها.
كما يستعرض المؤتمر بروتوكولات متعددة التخصصات لإعادة التوعية في عمليات زراعة الأطراف الرئيسية، وأحدث الاتجاهات في عصر الجراحة المجهرية، إلى جانب مناقشة موضوعات حول الالتحام الخلقي للفك العلوي والسفلي، وتشريح الرأس والرقبة، وإعادة بناء عيوب الأنسجة الصلبة واللينة بعد استئصال الأورام الحميدة والخبيثة في الفكين.
تخللت فعالية الافتتاح، التي حضرها قيادات أكاديمية وصحية من مختلف المحافظات، عروضٌ مرئية عن المركز الوطني للحروق وجراحة التجميل، الذي أُنشئ مؤخرًا لمعالجة ضحايا الحروق والحوادث وغارات العدوان، إلى جانب تكريم خريجي البورد اليمني في مساق جراحة التجميل والترميم والحروق.