صوت عدن/ تقرير خاص:

لم تشهد عدن عبر تاريخها الحضاري العريق الممتد لقرون طويلة مثل ما شهدته خلال السنوات العشر الاخيرة وليومنا من مظاهر عبث ونهب وفساد وتدمير وتخريب وقهر وظلم وإهمال غير مسبوق حال دون النهوض بكافة الأوضاع المزرية على كافة المستويات وهي ناتجة بفعل سياسات ممنهجة للتدمير المتعمد التي تنفذها قوى وادوات محلية خدمة لأجندات خارجية خبيثة جعلت المدينة الرائدة العريقة منكوبة ومكلومة وجريحة.
 *المخدرات تهدد المجتمع العدني:*
قال مراقبون ونشطاء إن هناك سياسة ممنهجة لتدمير عدن تتمثل في إحدى جوانبها الحيوية بإغراق المدينة بالمخدرات بكل أنواعها الخطيرة المدمرة للشباب وبات ذلك الخطر يتمدد ويتفشى ويهدد الامن القومي للمدينة لاسيما وان تلك الافة الخبيثة تشكل ظاهرة غير مسبوقة ومخيفة ومقلقة للعائلات العدنية.
واضافوا أنه منذ عشر سنوات والمخدرات بكل انواعها من حبوب وحشيش وشبو وغيرها لها من الافات مروجون وباعة ومتعاطون في ظل ضعف الآداء الامني وانفلاته وفي غياب الرقابة الصارمة للمنافذ وضعف القضاء في فرض عقوبة الاعدام على اولئك المفسدين.
وفي تصريح رسمي اليوم الإثنين للقائم بأعمال إدارة مكافحة المخدرات بأمن عدن المقدم إيهاب أحمد علي قال بأن قواته تمكنت خلال شهر فقط من القبض على 15 مروجا لبيع المخدرات بينهم فتاة ، كما أكد ضبط كميات من الحشيش والحبوب المخدر التي كانت بحوزتهم.
واوضحوا بأنه تم خلال الفترات السابقة القبض على عدد من مروجي وبائعي المخدرات بعد مداهمة اوكارهم في عديد من مديريات عدن ووجدوا بحوزتهم وداخل اوكارهم ومنازلهم كميات كثيرة من تلك الافات .. لافتين الى انه لم نسمع عن محاكمات تصدر أحكاما بالإعدام بحقهم وهو جزاء عادل كان بيجفف منابع تلك الافات. 
وأضافوا بأن التساهل وعدم الحزم القانوني هيأ مناخات ملائمة لنشاط مروجي وبائعي المخدرات .. وأشاروا بأن عناصر متنفذة عابثة تقف خلف مافيا المخدرات وتوفر لها الحماية ولربما كانت شريكة في جريمة اغراق عدن بالمخدرات وتدمير شبابها.
 *تعطيل التعليم جريمة جسيمة عظمى*
وقال مراقبون ونشطاء إن تعطيل التعليم واغلاق المدارس بوجه الطلاب من قبل نقابة عابثة تمثل جريمة جسيمة تهدد الامن القومي لعدن وهي تندرج في إطار سياسة ممنهجة تستهدف تدمير عدن وتعميم الجهل لتتفشى الأمية ويتسرب الطلاب الى الشوارع غير الآمنة حيث المخدرات والبلاطجة وتسميم العقول وهي مخاطر تهدد الأطفال والشباب بعواقب كارثية.
ونددوا بشدة بصمت المجلس الرئاسي والحكومة والنائب العام لعدم إتخاذهم إجراءات قانونية حازمة بحق المعطلين للتعليم باعتبارهم ارتكبوا جرما جسيما يعرضهم للمساءلة القانونية واحالتهم للقضاء لينالوا عقابهم الصارم.
واعتبروا تعطيل التعليم يندرج في إطار سياسة ممنهجة لتدمير عدن وطلابها وأبنائها .. معربين عن الأسف بأن سلطات الأمر الواقع في المدينة أدخلت التعليم في أجندة الصراعات والخلافات والمكايدات السياسية المقيتة .. مطالبين النأي بالتعليم عن السياسة وعدم استخدامه لتحقيق مكاسب سياسية.
*تدمير الخدمات فاقم المعاناة الإنسانية:* 
لم تشهد عدن عبر تاريخها الحضاري العريق وفي كل المراحل السابقة مثل ما تشهده اليوم من تدهور شامل للخدمات الأساسية المرتبطة بحياة اهالي عدن اليومية لاسيما خدمات الكهرباء والمياه والنظافة وغيرها وهي المدينة التي شهدت إستقرارا في الخدمات ولم تصل الى الاوضاع المزرية الحالية في ظل منظومة حكم الشرعية التي تخلت عن مسؤوليتها بالنهوض بتلك الأوضاع المتردية والمتدهورة.
وقال مواطنون غاضبون إن تدهور الأوضاع الخدماتية بشكل يندرج في إطار حرب التدمير الشاملة لكل الخدمات في سياسة ممنهجة تستهدف إذلال الأهالي وإرغامهم القبول بذلك الوضع المهين لمدينتهم التي شهدت إستقرارا في كل الخدمات المرتبطة بحياتهم اليومية.
واوضحوا بأن موارد عدن المالية الناتجة عن مداخيل الضرائب والجمارك وغيرها من الاوعية المالية وهي بمئات الملايين من الدولارات تكفي لإنشاء منظومة كهرباء حديثة دائمة ومستقرة وكذلك تكفي لتحديث شبكة المياه والطرقات وتحسين الوجه الحضاري للمدينة ونظافتها.
معربين عن الاسف بأن تعيش عدن في ظلام دامس لعدم توفر الوقود لمحطات توليد الكهرباء وتشهد ازمة كهرباء مفتعلة .. وكذلك اعربوا عن الاسف لمعاناة المواطنين من ازمة المياه والطرقات والنظافة .. متسائلين : إين تذهب موارد عدن المالية؟ إين المجلس الرئاسي والحكومة وسلطات الامر الواقع ؟ إين الغيورين على عدن من الأحرار والمخلصين ؟ إين دور النائب العام ولماذا يلزم الصمت حيال تلك الجرائم التي تستهدف مدينة كانت ذات يوم أيقونة المدن وزهرة المدائن؟ .. إنها عدن يا قوم مثقلة اليوم بالازمات والفساد والنهب والعبث والبلاطجة وكل قوى التدمير والتعطيل والتخريب والإرهاب السلطوي الجسيم المنتهك لحقوق عدن المدنية المشروعة.