الهيروغليفية المصرية القديمة بين شامبليون وابن وحشية!
صوت عدن | آثار:
على الرغم من أن الفضل في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة يعود إلى شامبليون، إلا أن عالما مصريا يؤكد أن المحاولات الأولى بدأها العرب في القرون الوسطى.
حجر رشيد الذي تمكن العلماء وفي مقدمتهم جان فرانسوا شامبليون بواسطته من معرفة معاني اللغة المصرية الهيروغليفية، كان عثر عليه مهندس عسكري فرنسي يدعى بيير فرانسوا بوشار في أطلال حصن بالقرب من مدينة رشيد الساحلية بمصر، في 19 يوليو عام 1799.
أدرك بوشار أهمية هذا الحجر الأثري، ولذلك جرى إرساله إلى المعهد العلمي المصري في القاهرة، وتردد أن نابليون الذي كان بدأ في عام 1798 عملية غزو لمصر تسمى في الغالب "حملة"، قد تفحص بنفس الحجر قبل أن يعود خفية إلى فرنسا في أغسطس عام 1799.
حجر رشيد المعروض في المتحف البريطاني منذ أن انتزع من الفرنسيين بعد هزيمتهم بمصر، نُقش في حقبة حكم البطالمة لمصر، وقد أعيد اكتشافه من قبل الفرنسيين في القرن التاسع عشر. بفضل حجر رشيد تمكن العلماء من فك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة، وذلك لأن نصا واحدا نقش على هذا الحجر بثلاث لغات هي الهيروغليفية وبالخط الديموطيقية واللغة اليونانية. بالاعتماد على معاني النص باللغة اليونانية، كشفت اسرار اللغة الهيروغليفية.
العالم المتخصص في الآثار المصرية والأستاذ في معهد الآثار بجامعة كاليفورنيا بلندن عكاشة الدالي، يلفت إلى الاهتمام الذي أولاه العرب في العصور الوسطى باللغة الهيروغليفية وبمحاولاتهم لفك رموزها، مشيرا إلى أن كلا من الهيروغليفية والديموطيقية لم تعودا حينها مستعملتين، وكان آخر استخدام لهاتين الطريقتين في الكتابة في القرن الخامس الميلادي.
بعض العلماء المتخصصين يعتقدون أن العالم المسلم، عراقي المولد، أبو بكر أحمد بن علي المعروف بلقب ابن وحشية، قام بمحاولات في القرن العاشر الميلادي لفك الهيروغليفية المصرية، وكان أول من حقق بعض النجاح في هذا المجال.
العالم المصري عكاشة الدالي يرى أن كتابات ابن وحشية تظهر إدراكه أن الرموز الهيروغليفية لها معاني صوتية، ولا تعمل بالطريقة المبسطة، كصور أو رموز، وأن بعض الرموز تؤدي وظائف مختلفة، أي كمحددات.
الدالي قال في مقابلة مع صحيفة الشرق الأواسط اللندنية في فبراير عام 2004 أن علماء عرب من القرون الوسطى تحدثت كتبهم عن مصر القديمة "فكوا طلاسم الحضارة المصرية القديمة قبل العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي ينسب اليه فك رموز الكتابة الهيروغليفية بألف سنة على الأقل".
العالم المصري أشار في السياق أيضا إلى أنه فيما كان "الأوروبيون يظنون في القرون الوسطى أن الرسوم الهيروغليفية ليست إلا رموزا سحرية تمكن العلماء العرب من اكتشاف اثنين من المبادئ الأساسية للهيروغليفية، أولهما أن بعض الرموز تعبر عن أصوات أي أنها حروف، والآخر أن الرموز الأخرى تحدد معنى الكلمة بطريقة تصويرية أي انها مخصصات".