صوت عدن | آثار:

استحوذ توت عنخ آمون، المعروف باسم "الملك الصبي''، على اهتمام العالم لأكثر من قرن، بعد اكتشاف قبره في عام 1922.

ويُعتقد أنه كان أحد أصغر القادة في التاريخ المصري القديم، فقد اعتلى العرش هو في التاسعة أو العاشرة من عمره فقط.

وكان الفرعون أيضا في التاسعة عشرة من عمره عندما توفي منذ أكثر من 3300 عام، ويقع موقع دفنه في وادي الملوك المشهور عالميا.

ومع ذلك، فإن حياة توت عنخ آمون يلفها الغموض، مع عدم اليقين الذي يلوح في الأفق حول سبب وفاته ومحتويات قبره وحتى قناعه الأيقوني.

وبينما يواصل علماء الآثار تجميع فتات حياته في كل واحد، قام موقع MailOnline بتجميع قائمة بأكثر خمسة أسئلة محيرة حول الملك الصبي.

كيف مات توت عنخ آمون؟

لطالما أحاط الغموض بوفاة توت عنخ آمون، الذي توفي عن عمر يناهز 19 عاما فقط.

وتكهن كثيرون بأن الفرعون الشاب قُتل، مع وجود نتوء في رأسه يشير إلى أنه ربما أصيب من الخلف.

ولكن في عام 2005 لم يتم العثور على أي دليل على ذلك، حيث أعلن عالم المصريات الرائد الدكتور زاهي حواس أن الضرر الذي أصاب رأسه حدث بالفعل أثناء عملية التحنيط.

ومرت خمس سنوات فقط عندما توصل الخبراء بدلا من ذلك إلى الاعتقاد بأن هذا الزعيم المصري القديم ربما مات بالفعل من كسر في ساقه.

وكجزء من دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)، تم فحص مومياء الفرعون بالأشعة لتحديد سبب وفاته.

وخلص الخبراء إلى أن توت عنخ آمون كان هشا للغاية يعاني من اضطرابات متعددة وبينها الملاريا التي ربما تكون قد جعلت كسر ساقه المصابة يهدد حياته.

وقيل أيضا إن توت عنخ آمون احتاج إلى عصا للمشي حيث كان مصابا بمرض كولر المؤلم بالإضافة إلى قلة الأصابع في قدمه اليمنى.

وأضاف العلماء أن الثمار والبذور التي عثر عليها في قبره تشير أيضا إلى أنه كان يتلقى العلاج الطبي.

هل هناك المزيد للعثور عليه في مقبرة توت عنخ آمون؟

مضى أكثر من قرن على اكتشاف عالم الآثار هوارد كارتر لأول مرة قبر توت عنخ آمون، حيث تم العثور على أكثر من 5000 كنز.

ومع ذلك، لا تزال أعمال التنقيب مستمرة حتى يومنا هذا حيث يعتقد الكثيرون أن المقبرة لديها المزيد من الأسرار ينبغي الكشف عنها.

في العام الماضي، اقترح عالم الآثار الدكتور نيكولاس ريفز أن مقبرة توت عنخ آمون ليست سوى غرفة انتظار ذات هيكل أكبر بكثير.

وقال إن قبرا أكبر قد يكون مختبئا خلفه - ما يؤدي إلى مثوى زوجة أبي توت عنخ آمون، الملكة نفرتيتي.

وقال الدكتور ريفز لصحيفة التايمز: "إن أعظم اكتشاف أثري في العالم لديه الكثير ليعطيه - ربما يكون شيئا أكثر إثارة للإعجاب من دفن توت عنخ آمون. أقترح أنه تم دفن أشهر امرأة في العالم القديم هناك أيضا".

وقد حكمت نفرتيتي، التي يُعتقد أنها زوجة أبي توت، فيما يقول بعض العلماء إنها أغنى فترة في مصر القديمة، حيث ازدهرت الإمبراطورية، في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وإذا كان هذا صحيحا، فستظل العناصر المدفونة مع نفرتيتي كما هي تماما منذ دفنها.

ويختلف هذا عن الاستكشاف الأولي لمقبرة توت عنخ آمون حيث سُرق بالفعل أكثر من نصف المجوهرات الملكية.

ومع ذلك، فقد استغرق كارتر أكثر من 10 سنوات لتوثيق جميع الكنوز التي بقيت مدفونة معه.

من غيره قد يدفن في مقبرة توت عنخ آمون؟

على الرغم من معتقدات الدكتور ريفز، فقد تكهن البعض سابقا أنه قد لا تكون الملكة نفرتيتي مدفونة خلف قبر توت.

في عام 2015، اقترح وزير الآثار المصري السابق، ممدوح الدماطي، أن الغرفة المخفية قد تكون ملكا لوالدة الفرعون الملكة كيا. ولا يُعرف الكثير عن الملكة كيا، لكن يُعتقد أنها كانت إحدى زوجات الفرعون المصري إخناتون.

وزعم الوزير أن نفرتيتي ماتت بالفعل بمجرد وصول توت إلى السلطة وأكد أيضا أنه كان من "المثالي" أن يُدفن مع والدته، وفقا لموقع "أهرام أونلاين".

ومع ذلك فقد شكك البعض في وجود غرف سرية، حيث ادعى الخبراء أن المسوحات الرادارية المستخدمة كدليل لا تثبت أي شيء.

وفي عام 2016، قالت مديرة المتحف المصري، فريدريك سيفريد، إنها مجرد فرضية للاعتقاد بأن الملكة مخبأة في الغرفة.

وقالت لصحيفة "أهرام أونلاين": "الموت المفاجئ للملك الصبي دفع بناة المقبرة إلى إنهاء القبر بسرعة وإغلاقه، ولهذا تم العثور على التجويف".

نتيجة لهذه الآراء المتضاربة، عُقدت عدة مؤتمرات دولية كرست لتوت عنخ آمون على أساس سنوي، في محاولة لاكتشاف ما حدث بالفعل.

وفي نهاية المطاف، تم دعم أفكار سيفريد ببيان عام 2018 الذي ادعى "بمستوى عال من الثقة'' أنه لا توجد غرفة مخفية، وفقا لـ National Geographic.

وجاء في البيان، الذي صدر نيابة عن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ما يلي: "نستنتج، بدرجة عالية جدا من الثقة، أن الفرضية المتعلقة بوجود غرف مخفية مجاورة لمقبرة توت عنخ آمون لا تدعمها بيانات GPR".

ومع ذلك، فتح بحث جديد عن الكتابة الهيروغليفية الباب أمام هذا اللغز من جديد.

منذ ذلك الحين، أعاد الدكتور ريفز التأكيد على أن احتمالات وجود نفرتيتي خلف مقبرة توت أصبحت الآن أفضل قليلا من 50/50.

ماذا حدث لزوجة توت عنخ آمون؟

لفترة طويلة، ظلت زوجة توت، عنخيسين آمون، لغزا للعلماء بعد أن اختفت من السجلات في مكان ما بين 1325 و1321 قبل الميلاد.

لكن في عام 2010، اقترب الخبراء من حل القضية مرة واحدة وإلى الأبد بفضل اختبارات الحمض النووي التي أجريت على مومياوات تم العثور عليها في وادي الملوك.

وتبين أن إحدى الجثث هي أم لتوأم تم العثور عليه في مقبرة توت، ما يشير إلى أنها كانت عنخيسين آمون.

ومع ذلك، كان هناك شك حول هويتها حيث اكتشف العلماء أن المومياء الأخرى لم تكن والدها إخناتون.

وفي تحول آخر للأحداث، كشف الدكتور زاهي حواس عن حجرة دفن جديدة في وادي الملوك خلال عام 2017 والتي يمكن أن تنتمي بدلا من ذلك إلى عنخسين آمون.

وتم جذب الخبراء إلى الموقع بعد العثور على رواسب الأساس ومخابئ الفخار وبقايا الطعام وغيرها من الأدوات، ما يشير إلى وجود غرفة دفن.

نتيجة لذلك، قام 100 عامل مصري بحفر منطقة وادي الملوك البكر الواقعة بالقرب من قبر الفرعون "آي". وعنخيسين آمون، المتزوجة من توت عنخ آمون، تزوجت "آي" بعد وفاة توت عنخ آمون المفاجئة.

وحكم "آي" بعد الملك توت مباشرة من عام 1327 إلى 1323 قبل الميلاد.

ولا يزال غير مؤكد أين بقي جسدها.

هل صنع قناع توت عنخ آمون من أجله؟

يعد قناع الجنازة الذهبي الأيقوني لتوت عنخ آمون واحدا من أشهر القطع الأثرية على الإطلاق، وقد تم تصنيعه بذكاء من خلال طرق ورقتين من الذهب معا.

لكن البعض يشير إلى أنه لم يكن مصمما للملك الصبي وبدلا من ذلك صُنع من أجل امرأة.

وفي عام 2016، زعمت الدكتورة ياسمين الشاذلي، عالمة مصريات، أن قناع الموت الذهبي ربما يكون في الأصل يصور فرعونا قبل تركيبه على توت.

وأوضح الخبير أن الوجه كان في الأصل منفصلا عن غطاء الرأس قبل أن يتم لحامهما معا.

ويختلف هذا القناع المكون من قطعتين عن أقنعة موت الفرعون النموذجية التي تُصنع عادة في قطعة واحدة.

وأوضحت أيضا أن آذان القناع كانت في الأصل مثقوبة، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للتصوير ثلاثي الأبعاد لرجل.

وقالت "إنه يشير إلى أن الوجه نفسه لم يكن في الأصل ينتمي إلى بقية غطاء الرأس، وأن غطاء الرأس يخص امرأة".

وفي تطور آخر، اقترحت الشاذلي أن مقبرة توت ربما لم تكن قد صنعت من أجله لأن الغرفة كانت مبعثرة أيضا بزخارف أنثوية.

على سبيل المثال، ادعت أن الجرار الكانوبية الموجودة في غرفة الدفن كانت مزينة بوجوه أنثوية للغاية تبدو مختلفة عن صور الملك توت.

لكن في الوقت الحالي، يبقى اللغز.

المصدر: ديلي ميل

أخبار متعلقة