صوت عدن/الحديدة/المسيرة: 

شيَّع أحرارُ تهامة اليوم السبت جثامينَ شهداء مجزرة رأس عيسى التي ارتكبها العدوانُ الأمريكي قبلَ أَيَّـام وأسفرت عن استشهاد 80 مدنيًّا وإصابة 150 آخرين جُلُّهم من موظفي وعمال ميناء الصليف.
وانطلق موكب التشييع من أمام جامع الرضا بمدينة الحديدة بمشاركة جماهيرية واسعة وحضور رسمي تقدَّمه محافظ الحديدة عبدُالله عطيفي.
وأكّـد المشيعون أن "استهدافَ العدوان الأمريكي منشأةً مدنيةً خدميةً بحجم ميناء رأس عيسى، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكٌ صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية"، محملين الإدارة الأمريكية كاملَ المسؤولية عن هذه المجزرة.
وأوضحوا أن "دماء الشهداء لن تذهبَ هدرًا، بل ستُثمِرُ نصرًا على قوى الاستكبار"، مؤكّـدين أن "الشعب اليمني لن يتوانى عن مواصلة الصمود والثبات والجهاد، حتى تحقيق النصر الكامل".
وجدّد المشيِّعون تأييدَهم وتفويضَهم للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتِّخاذ القرارات والخيارات المناسبة للرد على هذه الجريمة، وتوسيع العمليات العسكرية ضد قوى العدوان، واستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وغيره، داعين أبناءَ الشعب إلى "التحَرّكُ الواسع في كُـلّ الجبهات الميدانية والإعلامية والسياسية، ورفض أي شكل من أشكال الوصاية والتبعية".
وقبل التشييع أقيمت وقفةٌ احتجاجيةٌ غاضبة في شارع الميناء، بمشاركة المحافظ عطيفي، حَيثُ أعلن المشاركون فيها النفيرَ العام والجهوزيةَ لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدَّس" والوقوف صفًّا واحدًا خلف القيادة الثورية والسياسية.
وردّد المشاركون الشعاراتِ والهُتافاتِ المندّدةَ بالعدوان الأمريكي والمؤكّـدة على أن هذه الجريمة "تمثل إعلانَ حرب على الشعب اليمني، وتكشفُ حقيقةَ المشروع الأمريكي الإجرامي تجاه الشعوب الحرة".
وأدان أبناءُ تهامة هذه الجريمة الشنيعة التي استهدفت منشأة مدنية، مبيِّنين أن "كُـلَّ قطرة دم سُفِكت في ميناء رأس عيسى، ستقابَلُ بالمزيدِ من العمليات النوعية ضد العدوّ الأمريكي وفي عُمق الكيان الصهيوني، وأن الشعبَ اليمنيَّ لن يتراجعَ عن خوضِ المعركة مهما بلغت التضحيات".
وأشاروا إلى أن هذه المجزرة "تكشفُ حجمَ الإفلاس الأخلاقي والسياسي للعدو، وتُعَدُّ تصعيدًا خطيرًا ضِــدَّ المنشآت المدنية ومقومات الحياة"، مشدّدين على أن "استمرار الصمت الدولي يُعَدُّ تواطؤًا مباشرًا ومشارَكةً في الجريمة".
ودعا المشاركون كُـلَّ الأحرار في الداخل والخارج إلى الوقوف صفًّا واحدًا في معركة الحق في مواجهة قوى الباطل والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، والاصطفاف خلف القيادة الحكيمة، لافتين إلى أن هذه الجريمة ستزيد من وحدة الجبهة الداخلية، وتماسك الشعب اليمني، لمواجهة أي تصعيد قادم، وتوسيع دائرة الرد المشروع ضد الأهداف المعادية في البر والبحر والجو، مشدّدين على موقفهم الثابت في مناصَرة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتزامهم بالمضي في معركة الأُمَّــة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني.
وأضافوا أن "الحديدة ستظل حارس البحر الأحمر، وأبناؤها في طليعة الصفوف"، مجدِّدين العهد لقيادة الثورية والسياسية بالمضي على درب الشهداء حتى تحقيق النصر الكامل لليمن وأحرار الأُمَّــة.