تهنئة بالعام الجديد ٢٠٢٦
كان عام 2025 عاماً حافلاً بالأحداث الجِسام التي مرّت بها أمتنا العربية، من فلسطين ولبنان، إلى ليبيا واليمن والسودان وسوريا والصومال؛ أحداثٌ جسّدت حجم التحديات، وكشفت عمق الأزمات التي تعصف بأمننا القومي ومستقبل شعوبنا.
وفي قلب هذه التحولات، سطّرت غزة أروع ملاحم الصمود في تاريخ نضال الشعوب، في مشهد أعاد الاعتبار للإرادة العربية، وأثبت أن الشعوب الحيّة قادرة على الدفاع عن حقوقها مهما بلغت التضحيات. وقد تُوج هذا الصمود بـمؤتمر شرم الشيخ، برعاية جمهورية مصر العربية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في محطة عُدّت انتصاراً لمصر، وللقضية الفلسطينية، وللأمة العربية، ورسالة داعمة لمسار السلام في العالم.
وفي المقابل، شهد عام 2025 تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وما يُسمّى بـ«أرض الصومال»، في خطوة لا يمكن فصلها عن المشروع الصهيوني التوسّعي، الهادف إلى اختراق العمق الاستراتيجي العربي، وتطويق الوطن العربي من أطرافه الجنوبية والشرقية، بما يشكّل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والقرن الإفريقي والمحيط الهندي.
لقد شكلت مجمل أحداث عام 2025 إنذاراً واضحاً يؤكد أن استمرار الانقسام العربي، وغياب مشروع قومي عربي جامع في مواجهة المشروع الصهيوني التوسّعي، لن يؤدّيا إلا إلى مزيد من التفكك والصراعات، واستنزاف مقدّرات شعوبنا، وتهديد أمننا القومي المشترك.
ومع إشراقة عام 2026، نُهنّئ شعبنا اليمني، والشعوب العربية، وشعوب العالم قاطبة بحلول العام الجديد، آملين أن يكون عاماً يسوده السلام والاستقرار، تُغلَّب فيه لغة الحوار على صوت السلاح، وتُصان فيه سيادة الدول، وتُحقن فيه دماء الشعوب، ويُفتح فيه أفقٌ جديد للتفاهم والتعاون بدلاً من الصراعات والحروب.
نأمل أن يحمل العام الجديد 2026 بداية مسار مختلف، يعيد الاعتبار لقيمة الإنسان، ويمنح وطننا ومنطقتنا والعالم فرصة حقيقية للخروج من دوّامة العنف، وبناء مستقبل أكثر أمناً وعدلاً واستقراراً للجميع.
كل عام وأنتم بخير