🔸صورة تعبيرية🔸

صوت عدن | صحة:

   أجرى فريق بحثي تجربة سريرية محدودة لتحديد التوقيت الأمثل لتناول دواء الربو بهدف تحسين فعاليته ومراعاة الساعة البيولوجية للجسم.

  وقيّمت التجربة تأثير توقيت تناول الكورتيكوستيرويد المستنشق (بيكلوميثازون)، وتحديد مدى ارتباطه بالسيطرة على الأعراض الليلية للربو.

وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة Thorax، على فرضية أن توافق توقيت العلاج مع الساعة البيولوجية للجسم – وهي منهجية تُعرف بـ"العلاج الزمني" – يمكن أن يعزز فعالية الأدوية دون زيادة في آثارها الجانبية.

وبما أن نوبات الربو القاتلة تحدث في الغالب ليلا، فقد افترض الباحثون أن تعديل توقيت الجرعة اليومية قد يخفف من الأعراض الليلية، خاصة إذا أُعطيت الجرعة في وقت تظهر فيه الخلايا المناعية أعلى استجابة للدواء، بحسب أبحاث سابقة.

وشارك في التجربة 25 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، وجميعهم يعانون من ربو خفيف إلى متوسط مزمن، مع وجود حساسية تنفسية شائعة (مثل حساسية الغبار أو شعر القطط أو حبوب اللقاح).

وتم توزيع المشاركين عشوائيا على 3 أنظمة مختلفة لتناول الدواء نفسه (بيكلوميثازون)، كل منها لمدة 28 يوما، مع فترة راحة بين كل نظام وآخر تراوحت بين أسبوعين وثلاثة.

وشملت أنظمة العلاج ما يلي:

جرعة واحدة يومية (400 ميكروجرام) صباحا بين الساعة 8 و9 صباحا.

جرعة واحدة يومية في منتصف النهار بين الساعة 3 و4 عصرا.

جرعتان يوميتان (200 ميكروجرام لكل جرعة) صباحا ومساء.

وخلال الدراسة، تم قياس وظائف الرئة ومؤشرات الالتهاب ومستويات الكورتيزول، كل 6 ساعات على مدار 24 ساعة، في بداية ونهاية كل دورة علاجية.

وأكمل 21 شخصا التجربة كاملة، وتم التأكد من أن أنماط نومهم واستيقاظهم متشابهة لتفادي التباين في الساعة البيولوجية بينهم.

وأظهرت القياسات أن جميع أنظمة الجرعات أدت إلى تحسن في وظائف الرئة خلال الليل، لكن توقيت تناول الجرعة أحدث فرقا واضحا. فقد سجلت الجرعة الواحدة اليومية في منتصف النهار أعلى تحسن في وظائف الرئة، خاصة عند الساعة 10 مساء. كذلك، أظهرت هذه الجرعة أكبر كبح لعلامات الالتهاب في الشعب الهوائية خلال ساعات الليل، لا سيما عند الساعة 10 مساء و4 صباحا، وهو الوقت الذي تبلغ فيه أعراض الربو ذروتها عادة.

ولم يسجّل أي تأثير سلبي على مستويات الكورتيزول في الدم مع هذا التوقيت، ما يدل على عدم وجود آثار جانبية إضافية مرتبطة بوظيفة الغدة الكظرية، وهي من أبرز المخاوف في العلاج الطويل الأمد بالكورتيكوستيرويدات.

ورغم النتائج الأولية المشجعة، أشار الباحثون إلى أن محدودية عدد المشاركين، وقصر مدة الدراسة، تتطلب إجراء تجارب سريرية أوسع للتحقق من الفعالية الحقيقية لهذا النهج.

وفي افتتاحية مرافقة للدراسة، علّق خبيران في مجال الأمراض التنفسية على أن توقيت منتصف النهار لم يظهر تأثيرا واضحا على تحسّن الأعراض العامة للمرضى، مرجعين ذلك إلى أن المشاركين أصلا كانت لديهم أعراض خفيفة نسبيا مع بداية الدراسة.

كما نبّها إلى أن التطبيق العملي لهذا التوقيت قد يواجه تحديات، نظرا إلى أن عددا كبيرا من مرضى الربو يواجهون صعوبة في الالتزام اليومي باستخدام أجهزة الاستنشاق، وأن تقييدهم بوقت محدد يوميا قد يعقّد الالتزام العلاجي أكثر.

ومع ذلك، اعتبرا أن هذا التوجه العلاجي يمثّل خطوة واعدة، خصوصا للمرضى الذين يعانون من ربو أكثر شدة، إذ يمكن أن يكون لتحسن بسيط في المؤشرات الحيوية أثر كبير على جودة حياتهم وتقليل احتمالات النوبات الحادة.

المصدر: ميديكال إكسبريس