صوت عدن/صنعاء/المسيرة: 

أكد قائد حركة أنصار الله الحوثيين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي يسعى على الدوام لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، ويحاول أن ينهي تماماً مسألة الحديث عن حق العودة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذين هم في الخارج.
وقال في خطاب له اليوم الخميس تطرق فيه إلى آخر التطورات والمستجدات إن "كل المراحل الماضية تقدم الشواهد اليومية على أن العدو الإسرائيلي لا يريد "السلام" و "التسوية السياسية".
وأضاف أن الأمريكي يتبنى بالمكشوف مسألة التهجير للشعب الفلسطيني وكررها ترامب هذا الأسبوع، حيث قال إن سيسمي قطاع غزة بعد إخراج أهلها بـ"أرض الحرية"، وهذه كلمة سخيفة، فأي حرية مع تهجير أهلها واحتلالها كما يقول السيد القائد.
وبدأ قائد حركة أنصار الله الحوثيين كلمته بتوصيف المشهد في قطاع غزة في ظل نكث العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام به، مؤكداً أن عدم التزام العدو بالاتفاق كان بتشجيع ودعم أمريكي مفتوح.
 وقال في خطاب له اليوم الخميس حول آخر التطورات والمستجدات إن اليمن حرص للتحرك إسناداً لغزة منذ نكث العدو الإسرائيلي للاتفاق، وبعد أن اتجه العدو الإسرائيلي إلى الاستهداف الشامل والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حظي بشيء يسير من الهدوء مع بداية تنفيذ الاتفاق، غير أن العدو الإسرائيلي وبعد استئناف عدوانه على القطاع ضاعف من مأساة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "مظلومية الشعب الفلسطيني رهيبة جداً، اجتمع فيها القتل والتجويع والمعاناة في مختلف المجالات، فالمشاهد الموثقة للمأساة في قطاع غزة تكشف حجم المظلومية، وحجم الإجرام الصهيوني الأمريكي.
 ولفت إلى أن المجرم نتنياهو وزمرته المجرمة لا يهمهم مسألة الأسرى، فالاتفاق كان كفيلاً بأن يحقق خروج الأسرى الإسرائيليين بدون الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقتل أطفاله ونسائه والتدمير الشامل للقطاع، منوهاً إلى أن "ما تضمنه الاتفاق كان المنطقي وفي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني من تبادل للأسرى ووقف العدوان وإنهاء التجويع"، وأن "ما يطرحه العدو الإسرائيلي خارج الاتفاق هو طرح عدواني يعبر عن الطغيان والإجرام والوحشية والصلف والتعنت بكل وضوح".
وبين أن "قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني هي قضية أساسية لا يمكن أن يتنازل عنها ومنهم أعداد كبيرة بالآلاف ويعانون أشد المعاناة في سجون العدو، وأن ما يظهر من حالات التعذيب البشعة جداً في سجون العدو الإسرائيلي أمر لا يمكن التغاضي عنه ولا التجاهل له، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى لانتزاع ورقة الأسرى من حركة حماس وفي نفس الوقت يصر على أن يستمر في عدوانه.
وأكد أن العدو الإسرائيلي طامع في أن يحقق هدفه الخطير جداً بالتهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مشيراً إلى أنه "لو تم للعدو تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة لانتقل إلى خطوة التهجير بالكامل من الضفة الغربية".
وأضاف أن "عمليات التهجير في الضفة تتم بشكل مدروس وبشكل تدريجي كما فعله في مخيم جنين وطولكرم، والآن انتقل إلى مخيم بلاطة، مبيناً أن إغلاق العدو الإسرائيلي لمدارس الأونروا في القدس وحرمان الشعب الفلسطيني في القدس من التعليم خطوة عدائية، موضحاً أن سيطرة الأمريكي على قطاع غزة هو اغتصاب لها وليس تحريراً، وهو اغتصاب وظلم إجرامي وبلطجة بالمكشوف.
وواصل قائلاً:" لا بد من التصدي للاتجاه الظالم الوحشي الذي يحظى بتبنٍ أمريكي وشراكة أمريكية ودعم مفتوح، منوهاً إلى أن ما يقوم به إخوتنا المجاهدين في فلسطين في قطاع غزة والضفة من تصدٍ للعدو من عمليات بطولية جهادية هو الموقف الصحيح الذي لا بد منه، وأنه " لولا جهاد الإخوة في فلسطين وثباتهم وما منحهم الله من رعاية ومعونة لكان العدو الإسرائيلي بالفعل قد أكمل تحقيق هذه الأهداف"، سائلاً الله العون والتأييد والتثبيت للإخوة المجاهدين في قطاع غزة فيما يقومون به من عمليات جهادية بطولية وما قاموا به في كل المراحل.
ودعا كل الأمة إلى مساندة الشعب الفلسطيني ودعم مجاهديه، مشيراً إلى أن المجاهدين في قطاع غزة نفذوا هذا الأسبوع عمليات بالقصف الصاروخي رغم القتل والتدمير والظروف الصعبة جداً، مؤكداً أن " التصدي البطولي لمحاولات التوغل البري لجيش العدو في قطاع غزة تدل على جدوائية الموقف الجهادي".
وقال إن "الموقف الجهادي جدير بأن يحظى بالمعونة والمساندة والتأييد، وهو الخيار الصحيح المجدي الذي يمكن برعاية الله أن يحقق النتائج، لأن خيار التسوية فاشل وساقط، وخيار الاستسلام لن يفيد شيئاً أبداً ولا يمكن أن يدفع الشر والخطر".
واعتبر أن "خيار الاستسلام لا يقدم أي شيء للأمة، لا للشعب الفلسطيني، ولا للشعوب المجاورة لفلسطين ولا لبقية الأمة، وأن الخيار الصحيح هو الجهاد في سبيل الله ضد العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي شريكه في الإجرام".
وبين أن الأمريكي أصبح أكثر تنكراً من أي مرحلة مضت تجاه التزاماته كضمين على العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العدو ينكث بالاتفاق مع لبنان وينفذ غارات في مناطق متفرقة ويقوم باغتيال مجاهدين من حماس وحزب الله، وأن العدو الإسرائيلي لا يتعامل مع إشكالات أو مخاوف معينة في لبنان، بل ينفذ اعتداءات واضحة"
وأكد أن السرطان الذي يجب اجتثاثه هو العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي الذي يمثل شراً على المنطقة، بل يهدد الأمن والسلم العالمي، موضحاً أن الأمريكي يقدم العدو الإسرائيلي على أنه النموذج المثالي رغم ما يرتكبه من إبادة جماعية واستهداف شعوب المنطقة، وأن العدو الإسرائيلي هو الغريب في المنطقة الذي جاء ليحتل وينتهك الحرمات يقتل ويدمر ويهدد المنطقة في أمنها واستقرارها.
وأشار إلى أن الأمريكي ليس في مستوى أن يوصف الآخرين بالأوصاف السيئة، فهو من تنطبق عليهم كل مواصفات الشر والإجرام والطغيان,
وبين أن الإسرائيلي فيما يرتكبه من جرائم في سوريا يثبت لكل أمتنا أنه عدواني يتحرك وفق أطماعه ومخططه الصهيوني، وأنه مهما كان حجم التودد والتنازلات فهي لا تجدي شيئاً مع العدو الإسرائيلي، لأنه بالأساس يتحرك من أجل أطماعه ومخططه.
وأكد أنه "لا شرعية للعدو الإسرائيلي في أن يسيطر على بلدان الآخرين تحت عنوان هذه منطقة عازلة وهذه منطقة أمنية وكل تصنيفاته باطلة، وأن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يريد أن يفرض معادلة الاستباحة وأن تكون الشعوب والبلدان مستباحة الدم والعرض والمال والثروة، لافتاً إلى أنه من "الاستفزاز الكبير جداً أن يمنع الأمريكي الجيش العراقي من تفعيل منظومات الدفاع الجوي حينما يخترق العدو الإسرائيلي أجواء العراق".
وقال إن "العدو الإسرائيلي سيكرر الاختراق لأجواء العراق ثم يوسع من مستوى نشاطه، لافتاً إلى أن السياسة الإسرائيلية تستخدم أسلوب الترويض مع العرب لأنهم يتقبلون ذلك وجربها معهم كأسلوب ناجح فيصبح المحظور مقبولاً.
وأضاف أن "ما يعمله العدو الإسرائيلي في سوريا درس كبير جداً بالرغم من استجداء الجماعات المسيطرة على سوريا للتركي والأمريكي لعمل تفاهمات مع العدو الإسرائيلي، وأن الجماعات المسيطرة على سوريا تتوسط أيضا بالسعودي لدفع العدو الإسرائيلي أن يدخل في تفاهمات معها وأن يتوقف عما يفعله من احتلال".
ولفت إلى أن الأنظمة تتعامل مع الأحداث مع العدو الإسرائيلي بنظرة محدودة، ثم دائماً تؤكد في البيانات على تمسكها بخيار السلام والتسوية والعدو لم يقبل به.
ودعا السيد القائد إلى تكثيف المظاهرات التي بدأت تخرج في بعض دول العالم، وكذلك تكثيف النشاط الإعلامي ومختلف الأنشطة المتنوعة، قائلاً: "لا بد أن يكون هناك نشاط كبير حتى في ظل مساعي الأنظمة الغربية لمنع الأنشطة الشعبية والجامعية لدعم الشعب الفلسطيني".
وتمنى من الجاليات اليمنية والعربية والإسلامية في الغرب أن تتحرك وأن تستنهض كل من بقي له ضمير إنساني لمساندة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن التفريط في نصرة الشعب الفلسطيني له عواقب خطيرة على المسلمين، وهو تشجيع للعدو عليهم.
وزاد قائلاً: "يجب أن تخرج المظاهرات الشعبية في كل الدول التي تتهيأ فيها ظروف ذلك، وأن الأنشطة التثقيفية وأنشطة التعبئة مستمرة ومن الآن تتصاعد كل الأنشطة لتكون في مستوى عال جداً.