نجلاء شمسان.. شعلة متقدة من النشاط والعطاء

     ما رأيت نجلاء شمسان إلاّ ووجدتها تعمل وتعمل وتقوم بمختلف النشاطات دون كلل او ملل، بل وتبدع فيما تعمل وفيما تنشط، وفي مجالات متعددة: ففي التمثيل الإذاعي، عرفها الناس بتمثيلياتها الكوميدية والهادفة وبشخصية "الجدة رحمة" مسلسل إذاعي من تأليف المرحوم أحمد شريف الرفاعي، ومسلسل "زنوبة الحلى" تأليف المرحوم محمد مدي.." كان ذلك في أواخر الستينات وهي بعمر 15 سنة جسدت دور الجدة بأداء كوميدي محبب إلى القلب لتوصيل أهداف تلك الاعمال وكانت جلها إرشاد وتوجيه ونقد بناء لبعض الظواهر او العادات الاجتماعية السائدة وقتذاك.. ثم علمت انها في تلك الفترة كانت تساعد الفدائيين في جبهة التحرير (التنظيم الشعبي) في إيصال السلاح وفي نقل المنشورات عبر النقاط وفي توزيعها ايضا، كل ذلك وهي ما تزال صغيرة لم تصل بعد إلى مرحلة الدراسة الثانوية.. 
   ثم وبعد الاستقلال عرفتها تربوية نموذجية بخاصة في رياض الأطفال وانشأت "روضة اروى النموذجية" بالشيخ عثمان، وكان نشاطها التربوي الناجح ذاك قد لفت انظار قادة الدولة آنذاك، وكان الرئيس سالم ربيع (سالمين) في طليعتهم وكان دائم الزيارات التفقدية للروضة، وادخل إلى الروضة ابنه (احمد) عندما كان في حوالي الخمسة اعوام من عمره.. وكذلك فعل الرئيس علي ناصر وكان وقتها رئيس وزراء وادخل ابنه جمال وابنته (لم اعد اتذكر اسمها).. انا اتحدث عن روضة اروى النموذجية كشخص مطلع على التجربة وعشت تلك التجربة، فقد طلبتني الست نجلاء من إدارة التربية للتفرغ في الروضة كمربي/ مدرس فنون للاطفال.
  ثم علمت بعد ذلك انها تفرغت لرعاية المسنين، وادارت الدار بنجاح لافت.. ثم اشتغلت في رعاية الصم والبكم في عدن.
   كذلك علمت انها اشتغلت في العمل العضلي والنشاط التجاري.. بدءًا من إقامة ورشة لحام وسمكرة بالمنطقة الصناعية (الدرين) بالشيخ عثمان، وكانت الورشة تقوم بتصنيع مراسي القوارب، وصناعة أبواب ونوافذ المنازل، وحتى انها كانت تقوم بتصنيع حواجز الحماية (الأسلاك).. إلى تصنيع براميل المياه الصغيرة، وتطورت حتى دخلت بمناقصات للناء خزانات النفط الأرضية.. إلى الدخول في مقاولات ومناقصات لخياطة ملابس العسكر، وذلك عندما انتقلت إلى صنعاء في 1987م وفتحت فيها معمل خياطة.
  ثم أسست "متحف البيت اليمني للموروثات الشعبية" في صنعاء عام 1989، ثم في 1993م نقلت المتحف إلى عدن، وما يزال قائما إلى اليوم وموقعه التواهي امام دكة الإبكاري (خصصت جزء من منزلها للمتحف).
  وحتى لا انسى./ عملت سيدة الأعمال نجلاء شمسان في تجارة الخردة وبيع وشراء قطع المعدات الثقيلة، كذلك عملت في بيع وشراء الاراضي والعقارات، كما اخبرتني.
   لم تترك عملا او نشاطا إلّا طرقته، ونجحت فيه ..بل وابدعت فيه.
   وسيدة الأعمال نجلاء شمسان، تقوم إلى جانب نشاطها الاجتماعي في عدد من الجمعيات والتعاونيات، تقوم بأعمال خيرية مستمرة لمساعدة الأسر المحتاجة لتعينها في مواجهة شظف العيش في عدن بسبب هذا الغلاء الفاحش جدا الناجم عن تدهور العملة الوطنية إلى القاع..

    نصر صالح
   11 مارس 2025م
   11 رمضان 1446ه‍

أخبار متعلقة