كان الشهيد/ علي عنتر يقول محذرا: لو سقط الحزب الاشتراكي سنتحول إلى أقزام ،لان الحزب هو الوريث الشرعي لنضالات شعبنا ،هو وريث الجبهة القومية التي قاومت الاستعمار،او بحسب وصفه :(مضرّطة الإنجليز).
 
 …عنتر كانت يحذر من سقوط الاشتراكي جراء المؤامرات الخارجية وهو محقٌ في ذلك الى حد كبير، لكنه اي الحزب سقط  وتصدع من داخله لأسباب وأخطاء معروفة لسنا بصدد الحديث عنها بالتفصيل.
 ما يهمنا هو أخذ العبرة من تاريخ قد تصرم ومضى بكل ما له وما عليه.
 فالاشتراكي برغم تجربته- كدولة- حققت كثيرا من المكاسب ،بالتعليم والصحة وشبكات الطرقات والخدمات والأمن والضمان الاجتماعي وغيرها وغيرها واخفقت ببعضها،إلّا أنه ظل- كحزب- يتحاشى المصارحة باسقامه الداخلية منصرفا  عوضا ذلك الى الاحتماء بنظرية المؤامرة وتهويل خطر العدو الخارجي الذي لا نجادل بحقيقته وخطورته، مغفٍلا الخطر الاكثر خطورة..الخطر الكامن داخله،ينخر عظامه ويدمر نسيجه. وكان كل من ينبه الى مكان العلة الداخلية يقمع بقسوة ويصنف في مربع الاعداء، وكانت النهاية.
 اليوم نخشى ان يكون المجلس الانتقالي الجنوبي الجنوبي يمضي على خُطى الاشتراكي في التملص من الاعتراف بأن الخطر الذي يتربص به هو اخطاؤه ،وفوضوية وانتهازية بعض قياداته وقواعده وتآكل تروس ماكنته .اي ان الخطر الحقيقي في داخله بذات مستوى الخطر الخارجي بل قُل أكثر خطورة .

 .....( لو سقط الانتقالي با يدعسكم  العفافيش والاخونجية وبايعود الحوثي يفرض عليكم الخُمس والصرخة ). بهكذا عبارة متوحشة مخادعة  يتم مواجهة اي انتقادات نصوحة  تهدف لمساعدة الانتقالي وتصويب مسيرته وتصحيح اخطائه وتخليصه من أدران الفساد والمحسوبية الضيقة والجهوية المقيتة ،انتقادات وملاحظلات تستهدف مواجهة فوضوية وعربدة وفساد  محسوبين قيادات انتقالية وتسيء له باسمه وتتخفى خلف اسم رئيسه فيما هي تمارس عاهات نفعية وجغرافية مدمرة. وياويلك لو قلت لهم قفوا عند حدكم، سيقذفكم بمدفع اسمه: ماذا لو سقط الانتقالي سيعود الاخونجي والحوثي والعفاشي يدعسوك.. دعني افعل ما أريد وإلا هدمتُ المعبد على رأسك.

....الصديق من صدَقَك وليس بالضرورة من صدّقك..   فمن يتصرف بهكذا سلوك  وبخطاب قمعي محتال هو الخطر الأول وهو من سيفشل الانتقالي من سيسقطه ويعيد الخصوم مرة اخرى الى الجنوب ،وفي ايديهم هذه المرة صولجان اقليمي ودولي.

...  تماسك الجبهة الداخلية لاي كيان ولأي وطن وترميم تصدعاتها القديمة والحديثة هو صمام أمانه وكلمة سر بقائه وتقدمه، فالعلل والأسقام العضال بالداخل،وهذا الداخل بحاجة دوما إلى تحصين وحماية، بدلاً من التخويف بخطورة عودة طواهيش الحوبان الخارجيين، فيما طواهيش الداخل هي من يقوم بالمهة وزيادة.