عن واقعة السفينة الاماراتية.. اسئلة صادمة تبحث عن اجابات لتفسيرات ساذجة
لم يفرح الحوثيون بالسفينة الإماراتية التي مسكوها اليوم قبالة الحديدة مثلما فرح الإصلاحيون، ولكن معهم حق فنحن إزاء تحالف أغبى منه مستحيل.
وحتى تعليقه على ملابسات الحادث كان مبررا يدعو للشفقة وليس فقط للسخرية. فاي معدات طبية هذه التي يتحدث عنها هذا التحالف وهو يعرف ان الحوثيين سيعرضون حمولة السفينة بوسائل الإعلام وسيكون التحالف وناطقه مادة للتندر والسخرية بوسائل التواصل، وهو ما حصل ويحصل بالفعل.
ثم إن صح تفسير التحالف للواقعة فهو مبرر غريب،حين قال: أن سفينة الشحن روابي كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان وتحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى .
فهل يعقل ان السعودية الدولة الأغنى بالعالم ستفكك مستشفى ميداني وتعيده إلى بلادها؟ ثم هل سقطرى اصبحت من التنمية والترف الى درجة الاستغناء عن هكذا المستشفى؟ وإذا افترضنا انها فعلا لا تحتاجه، فلما السعودية لم تنقله الى محافظة يمنية اخرى وهي تعرف مسيس الحاجة له في ظل ظروف حرب دامية؟ ولماذا تنقله السعودية بواسطة سفينة إماراتية وليس سعودية؟ وأخيرا وليس آخرا، هل التحالف الذي يرصد حركات وسكنات القوارب الصغيرة التي لا يتعدى طولها مترين او ثلاثة متر المملوكة للصيادين البسطاء ويبطش بها كل يوم عاجزا عن حماية سفينة بحجم السفينة روابي، وهو يزعم انه يحمي الملاحة الدولية بينما يعجز حماية سفينته؟. ومع ذلك تظل ثمة اطراف مناوئة للتحالف، وللإمارات بالذات تمتلك مخزون من الغباء ومن الإدمان باستغفال عقول الناس، فأي استلام وتسليم تم بين الحوثيين والإمارات بواسطة سفينة مع طواقمها وتحمل علم الامارات؟ وهل انعدمت الحيلة عند الامارات ان تمرر الاسلحة للحوثيين عبر وسطاء وتجار سلاح او حتى عبر الشرعية نفسها وقوات طارق؟، ثم ما مصلحتها ان يتسلم الحوثيون أسلحة على مشارف مدينة وميناء الحديدة وهي تحاول منذ سنوات إخراجهم منها ؟ هل ليضربوا بها حلفائها بالساحل الغربي؟. لكن لا غرو ان نسمع مثل هذا التفسيرات الساذجة طالما والتحالف يطلق تفسيرات اكثر منها سذاحة،فان كان التحالف بالدف ضاربا،فشيمة شراكاؤه الرقصة والهزهزة.
خلاصة : إن كان هذا التحالف سيهزم بهذه الحرب فبسبب كمية الغباء التي يُـثقّـلُ رأسه وبسبب رخاوة شركائه المحليين وضحالة تفكيرهم، وليس بسبب قوة الحوثيين ودهائهم.