قصة قصيرة : حلم البرود
¤ كانت الوسادة مبللة بعرق الأمس وربما الليلة التي سبقتها ..!! عرق ليلي يتكرر بفعل الحر وأنطفاءات الكهرباء ..!!
لم تتوقف ساعة الجدار المعلقة منذ عشرات السنين وهي تتكتك لحالها ولمن حولها إذا سألت عن الوقت ...او قال أحدهم : كم الساعة ؟؟ ولم يهتم بها كثيرا..!! الا ان شجون حاتم الحافي تتكرر مع إنطفاءات الكهرباء بالنظر اليها ليحسب متى ستعود الكهرباء ثانية ..!!! ومع كل ذلك ظلت الوسادة مبلله بالعرق الحاتمي الذي صار غير محتمل في ساعات غير محتملة وربما في وطن لم يعد يحتمل كل مافيه ...!!
خذ نفسا عميقا من سجارته ونفث كالتنين كل دخانها ليملى الغرفة والغرفة التي تليها ليتبخر البيت برائحة السجارة الصباحية الأولى ..ويتكرر صياح كل يوم ..(ياشيخ بس بس سجائر من صبح الله ...كضمت نفسك وكضمتنا كلنا معك ...يا شيخ خااااف الله ..إيش دا )* كل صباح نفس الكلمات يسمعها من زوجته صفية المعمري والتي كان يدلعها قبل سنوات ب(صفية العمري )* وعندما كان يريد أن يزيد عيار الحنان يناديها ب ( يا صفصف العمر انت ..)* ...!!!
كان حاتم الحافي صاحب الوسادة المبلله وسجارة الصباح المعتاده يعمل في المحكمة ( كاتب عدل )* الا انه تقاعد عن العمل ونسى الكتابة ونسى العدل ...!!
لم يكن لحاتم الحافي سيارة فخمة مثل زملائه الذين كانوا يحضرون بها الى المحكمة ولم يحلم قط بذلك لانه لا يجيد قيادة السيارات .. كان متعود على التنقل او الذهاب الى عمله كل صباح بوسيلة نقل عامه او يسير على اقدامه من الصباح الباكر ...!!
سأله أحدهم في احدى المرات :
- لماذا سموك ب حاتم الحافي ؟؟
وكان يجيب دائما لان جدي هو بشر الحافي وقد علمني الحفي من الصغر والا أتوقف ابدا بالسعي خلف لقمة العيش وان احف المحكمة حف !! ههههههههه !!
ومع ذلك ظلت الوسادة مبلله بالعرق ورائحة فم حاتمي كل صباح ..!! ينتظر أن تلصى الكهرباء ويعود للنوم للمرة الثالثة وهو يجمع ساعات نومه لتصل الى ست ساعات كفايته للنوم ...ولا يهمه العرق او إن كانت وسادة نومة مبلله به ..!!! فانقطاع الكهرباء كل هذه الساعات ينذر بشؤم أيام الصيف القادمةوالتي ستكون اكثر حرا مع البقاء في البيت ومؤسم كورونا الثاني بجواز سفر كوفيد 19 المستجد !! وظلت ساعة الحائط تتكتك لحالها وقد مرت ساعتين وهاهي الثالثة وربما الرابعة والخامسة والسادسة تنتظر ان تلصي الكهرباء ويحلم بحلم برود قادم ظل ينتظره على وسادة مبلله حتى أستأذنه اليقين حين آتأه فجأة ..وقالوا جلطة دماغية