حلم في ليلة عيد الاستقلال
في ليلة عيد الاستقلال.. تذكر مبروك هذه المزرعة التي استلمها من تعاونية الفلاحين.. أيام الانتفاضة.. واراد أن يحتفل مع اسرته بهذه المناسبة.. التي جعلت منه أحد ملاك الاراضي.. فاشترى لحما وفاكهة.. وأقام لأولاده وليمة كبيرة.. وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث.. حتى شبعوا و نامو..
وفي الصباح ذهب مبروك إلى الحقل.. وأخذ معه تلك المسحاة
وانطلق في تلك الوهاد..
كانت الشمس لما تطلع بعد.. والحقل تصدر منه رائحة محببة إلى النفس.. تختمر مع شجون مبروك واحاسيسه بهذه المناسبه التي جعلته سيدا على الأرض.. وتنهي فصول حياة العبودية إلى الابد.. ولذلك ماإن استقبل الحقل حتى دب فيه النشاط.. وقصد الساقية ليبترد اولا.. فخلع جبته الداكنة وانغمس حتى منتصفه في الماء.. وراحت العصافير تغادر أعشاشها عندما بدأت الشمس تخترق سعف النخيل.. وتلقي باشعتها الدافئة على الانحاء.. فتبدو الطبيعة وكأنها ولدت من جديد.
أخذ مبروك يعوم كبطة ضخمة وسط الساقية.. ويتأمل الحقل الممتد أمامه.. والذي استلمه بعد انتفاضة الفلاحين ضد الاقطاعيين.. وقد اكسبته الخضرة منظرا جميلا.. وراحت الطيور تعزف انشودة الصباح الأولى.. وقد بسطت الشمس أشعتها على أشجار النارجيل الباسقة.. وكشفت عن تلك الجنات الوارفة.
وإذا بصوت رقيق كبكاء طفل.. يصل إلى آذان مبروك.. فخرج من الساقية مسرعا ..وقد لف جذعه بازار أبيض.. وراح يتتبع مصدر الصوت.. فإذا هو أمام لقيط.. قد فارق الحياة للتو. ولم يستطع أن يلمسه أو يرفعه.
فانطلق إلى والده.. وقد ابصر مع انطلاقته شبحا وسط أشجار الباباي فلم يأبه له.. وأخبر والده الحاج يسلم بما شاهده.
فانطلق الاثنان إلى الحقل.. وقصدا ذلك الموقع.. ولكنهما لم يشاهدها احدا.
وأصيب مبروك بصدمة كبيرة .. وأطلق صوتا مدويا.. أفاق من خلاله من النوم.. بعد تلك المأدبة التي أكلها مع أولاده.. وهو يبحث في الغرفة عن ذلك الصبي اللقيط.. فلم ير الا زوجته وابنائه.. ووالده يحثه على الذهاب الى الحقل.. وبقايا طعام الوليمة في وسط الخوان.حلم في ليلة عيد الاستقلال: صالح بحرق:
في ليلة عيد الاستقلال.. تذكر مبروك هذه المزرعة التي استلمها من تعاونية الفلاحين.. أيام الانتفاضة.. واراد أن يحتفل مع اسرته بهذه المناسبة.. التي جعلت منه أحد ملاك الاراضي.. فاشترى لحما وفاكهة.. وأقام لأولاده وليمة كبيرة.. وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث.. حتى شبعوا و نامو..
وفي الصباح ذهب مبروك إلى الحقل.. وأخذ معه تلك المسحاة
وانطلق في تلك الوهاد..
كانت الشمس لما تطلع بعد.. والحقل تصدر منه رائحة محببة إلى النفس.. تختمر مع شجون مبروك واحاسيسه بهذه المناسبه التي جعلته سيدا على الأرض.. وتنهي فصول حياة العبودية إلى الابد.. ولذلك ماإن استقبل الحقل حتى دب فيه النشاط.. وقصد الساقية ليبترد اولا.. فخلع جبته الداكنة وانغمس حتى منتصفه في الماء.. وراحت العصافير تغادر أعشاشها عندما بدأت الشمس تخترق سعف النخيل.. وتلقي باشعتها الدافئة على الانحاء.. فتبدو الطبيعة وكأنها ولدت من جديد.
أخذ مبروك يعوم كبطة ضخمة وسط الساقية.. ويتأمل الحقل الممتد أمامه.. والذي استلمه بعد انتفاضة الفلاحين ضد الاقطاعيين.. وقد اكسبته الخضرة منظرا جميلا.. وراحت الطيور تعزف انشودة الصباح الأولى.. وقد بسطت الشمس أشعتها على أشجار النارجيل الباسقة.. وكشفت عن تلك الجنات الوارفة.
وإذا بصوت رقيق كبكاء طفل.. يصل إلى آذان مبروك.. فخرج من الساقية مسرعا ..وقد لف جذعه بازار أبيض.. وراح يتتبع مصدر الصوت.. فإذا هو أمام لقيط.. قد فارق الحياة للتو. ولم يستطع أن يلمسه أو يرفعه.
فانطلق إلى والده.. وقد ابصر مع انطلاقته شبحا وسط أشجار الباباي فلم يأبه له.. وأخبر والده الحاج يسلم بما شاهده.
فانطلق الاثنان إلى الحقل.. وقصدا ذلك الموقع.. ولكنهما لم يشاهدها احدا.
وأصيب مبروك بصدمة كبيرة .. وأطلق صوتا مدويا.. أفاق من خلاله من النوم.. بعد تلك المأدبة التي أكلها مع أولاده.. وهو يبحث في الغرفة عن ذلك الصبي اللقيط.. فلم ير الا زوجته وابنائه.. ووالده يحثه على الذهاب الى الحقل.. وبقايا طعام الوليمة في وسط الخوان.