صوت عدن/إعلام المنظمة: 

في ظل معاناة الملايين في اليمن من صعوبة تأمين الغذاء والمأوى والاحتياجات الأساسية الأخرى قدّمت المنظمة الدولية للهجرة بدعم من قطر الخيرية مساعدات نقدية متعددة الأغراض لأكثر من 18,500 شخص خلال العامين الماضيين متجاوزةً الهدف الأصلي للمشروع الذي كان حوالي 12,000 شخص.
وقال عبدالستار عيسويف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن : "تتيح المساعدات النقدية للأسر تحديد أولويات احتياجاتها بأكثر الطرق حفظاً للكرامة. في وقت تواجه فيه العديد من الأسر صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى تمنحهم هذه المساعدات مرونة مالية لاتخاذ أفضل القرارات لأفراد أسرهم. وإلى جانب تلبية الاحتياجات العاجلة يسهم هذا المشروع في دعم الأسواق المحلية وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود."
كما تساعد هذه المبادرة التي تم تصميمها كاستجابةً عاجلةً للصراع والمخاطر الطبيعية وعدم الاستقرار الاقتصادي النازحين والمجتمعات المستضيفة في بعض من أكثر المناطق تضرراً في اليمن على تلبية احتياجاتهم الأساسية مع دعم الأسواق المحلية أيضاً. ومن خلال منح العائلات مرونة مالية تُمكّنها المساعدات من اتخاذ القرارات التي تناسب ظروفها مما يقلل اعتمادها على المساعدات ويعزز الاستقرار الاقتصادي بشكل أوسع.
اعتباراً من عام 2025 يُقدَّر أن 19.5 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية وهو ارتفاع كبير مقارنة بالعام السابق. فقدت العديد من الأسر بما في ذلك الأسر النازحة بسبب الصراع مصادر رزقها ولم تعد قادرة على تحمل تكاليف الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود. وإلى جانب تلبية الاحتياجات الفورية يلعب الدعم النقدي دوراً حيوياً في إنعاش الاقتصادات المحلية. ووفقاً لنتائج اتحاد المساعدات النقدية في اليمن يمكن أن يحقق كل دولار أمريكي واحد من المساعدات النقدية ما يصل إلى 2.56 دولار أمريكي من النشاط الاقتصادي المحلي في بعض المناطق وهو ما يتجاوز بكثير المتوسطات الإقليمية والعالمية.
استهدف المشروع بعض أكثر المناطق ضعفاً في اليمن بما في ذلك مأرب وشبوة وحضرموت حيث جعل الصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي تأمين متطلبات الحياة اليومية أكثر صعوبة. ومع محدودية فرص الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة تُضطر العديد من الأسر إلى اتخاذ قرارات صعبة بين تأمين الغذاء والمأوى والاحتياجات الأساسية الأخرى.
بالنسبة لأنور الشاب البالغ من العمر 21 عاماً الذي نزح من الحديدة إلى مأرب كانت هذه المساعدات طوق نجاة. فعلى الرُغم من عمله في عدة وظائف بما في ذلك غسل السيارات ونقل البضائع، ظل يكافح من أجل توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته.
وقال أنور: "بفضل الدفعات الثلاث من المساعدات النقدية تمكنتُ من إعالة أسرتي خلال فترة صعبة. وساعدني ذلك على التخطيط للمستقبل بل وحتى على البدء في الادخار، وهو أمر لم أعتقد يوماً أنه سيكون ممكناً."
إلى جانب تغطية الاحتياجات العاجلة مكّنت المساعدات النقدية متعددة الأغراض أنور من استعادة قدر من السيطرة على مستقبله. فمن خلال تقليل الضغوط المالية أصبح لديه مجال للتركيز على تأمين فرص أكثر استقراراً وتحسين ظروف معيشة أسرته.
ومع استمرار اليمن في مواجهة ظروف الصراع والنزوح وعدم الاستقرار الاقتصادي، تظل المبادرات قصيرة الأمد مثل المساعدات النقدية متعددة الأغراض ضرورية لمساعدة الأسر على تأمين الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والغذاء والدواء. وسيتطلب توسيع هذه الجهود المزيد من الموارد والتعاون، لكنه قد يمثل الفرق بين مجرد البقاء على قيد الحياة وإمكانية إعادة بناء حياة أفضل لكثير من الأسر.