بيان «للترويكا» دعا طهران إلى خفض «التصعيد النووي».. قلق أوروبي من تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار
صوت عدن:
أعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقها البالغ إزاء تهديدات إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بالتزامن مع توسع طاقتها الإنتاجية في مراكمة اليورانيوم على التخصيب، مطالبة طهران بعكس مسار برنامجها الحالي.
وقالت القوى الأوروبية الثلاث في بيان مشترك أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن على إيران التراجع بشكل فوري عن تصعيد برنامجها النووي والعودة إلى التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
وشددت على أن المجتمع الدولي يجب أن يظل متحداً وحازماً في مواجهة التهديدات النووية الإيرانية، داعية إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، بحسب بيان نشرته الخارجية البريطانية.
وأكدت تلك الدول التزامها بالعمل نحو حل دبلوماسي للأزمة، معربة عن استعدادها لاستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف. وطالبت الوكالة بمواصلة اطلاع مجلس المحافظين على التطورات، مع نشر التقرير علناً لضمان الشفافية.
وقالت الدول الثلاث إن من بين القضايا «المثيرة للقلق»، تهديدات إيران المتكررة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مشيرة إلى أن ذلك «يشكل تهديداً كبيراً للنظام الدولي الذي يعتمد على هذه المعاهدة للحد من انتشار الأسلحة».
وطالبت القوى الثلاث إيران بوقف «الأنشطة التصعيدية والامتناع عن التهديدات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية»، وكذلك العودة إلى الالتزامات الخاصة بمستويات التخصيب ومخزونات اليورانيوم المخصب.
كما دعا البيان المشترك إيران إلى الانخراط في تنفيذ تفاهم أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مارس (آذار) 2023 بشأن حل القضايا العالقة بما في ذلك استئناف إجراءات الشفافية التي أوقفتها طهران بعد الانسحاب من البرتوكول المحلق بمعاهدة حظر الانتشار النووي في فبراير (شباط) 2021، والسماح للوكالة التابعة للأمم المتحدة بتركيب معدات مراقبة في المنشآت النووية.
وحضت القوى الأوروبية، طهران على التراجع عن قرارها في سبتمبر (أيلول) 2023 بسحب تعيينات المفتشين الدوليين ذوي الخبرة.
وجاء بيان القوى الأوروبية رداً على أحدث تقرير صادر من مدير الوكالة، رافائيل غروسي، بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي أشار إلى استمرار إيران في انتهاك التزاماتها النووية.
وأشاد البيان بالعمل «المهني والمستقل والحيادي» الذي تقوم به الوكالة الدولية، لكنه أشار إلى أن التقرير الأخير لغروسي يبرز استمرار إيران في اتخاذ خطوات تصعيدية في برنامجها النووي.
وأكد التقرير أن إيران ما زالت تنتهك بشكل صارخ التزاماتها النووية، مع عدم وجود تحسن ملحوظ في تعاونها مع الوكالة. كما تستمر إيران في أنشطة تخصيب اليورانيوم بمعدلات غير مسبوقة لدولة غير نووية، وهو ما لا يُمكن تبريره بأي غرض مدني موثوق. وأشار التقرير إلى أن الوكالة الدولية غير قادرة حالياً على التحقق من أن أنشطة إيران النووية تقتصر على الأغراض السلمية.
وكشف التقرير عن زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، حيث ارتفع بنسبة 50 في المائة مقارنة بالفترة السابقة.
وتمتلك إيران الآن ستة أضعاف الكمية التي تعدها الوكالة «كمية كبيرة» من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي الكمية التي يُمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية. كما أن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز الحد المسموح به في الاتفاق النووي بمقدار 40 مرة.
وأشارت القوى الأوروبية إلى أن تقرير غروسي سجل زيادة ملحوظة في معدل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب في منشأة فوردو تحت الأرض، حيث ارتفع الإنتاج سبعة أضعاف مقارنة بالفترة السابقة. كما قامت بتركيب وتشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة في منشآت فوردو ونطنز، مما يزيد من قدرتها الإنتاجية بشكل كبير. ولفتت إلى تأكيد غروسي أن إيران تواصل رفض التعاون الكامل مع الوكالة، بما في ذلك رفض إعادة تعيين المفتشين ذوي الخبرة، مما يحد من قدرة الوكالة على تنفيذ مهام التحقق بشكل فعال. كما استمرت إيران في رفض تطبيق البروتوكول الإضافي الذي كان يمنح الوكالة الوصول إلى مواقع حيوية، مما يضعف الشفافية في البرنامج النووي الإيراني.
الشرق الاوسط