عدن ، حين تغيب البوصلة عن القيادات ...
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها مدينة عدن، ومع تصاعد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، يبرز تساؤل ملح، لماذا لا نلمس خطوات واضحة تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس؟!، هل تكمن الإشكالية في صميم القيادات نفسها أم فيمن يحيط بها من مستشارين ومقربين؟!.
من الطبيعي أن يعتمد القائد على محيطه في عملية اتخاذ القرار لكن ما يبدو جليًا أن هناك غيابًا مقلقًا للأصوات الواعية والنزيهة التي يُفترض أن تكون داعمة ومساندة له، فكثيرًا ما نلحظ أن من يتموضعون في محيط السلطة إما يفتقرون للرؤية أو تنقصهم الشجاعة لتقديم النصح الصادق أو أنهم منشغلون بتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب الصالح العام.
من هنا، ينبثق سؤال مشروع، هل من حول القيادات يعكسون نبض الشارع وحجم المعاناة التي يعيشها الناس؟!، أم أن صوت المواطن لم يعد يصل إلى أصحاب القرار؟!، هل عجز المحيطون عن تقديم صورة واقعية لما يجري؟!، أم أن بعض القيادات اختارت طوعًا أن تُغلق على نفسها دوائر الصمت والتجاهل؟!.
الوضع الراهن في عدن ليس أمرًا عابرًا أو بسيطًا، فالناس يعانون ويحتاجون إلى من يسمعهم ويستشعر أوجاعهم.
عدن ياسادة بحاجة إلى قيادات تُحسن الإصغاء وتُجيد اختيار من يعينها بصدق لا من يلون لها الواقع أو يُبعدها عن حقيقة الشارع.
نحن لا نطلب المعجزات، بل نطالب بوجود نية صادقة وإرادة فعلية للتغيير وأصوات عاقلة ومخلصة تضع مصلحة المواطن في المقام الأول، فالقيادة لا تقاس بالمنصب بل بقدرتها على الإصغاء واتخاذ القرار في الوقت المناسب و الاستفادة من كل العقول النيرة التي تسعى للنهوض بالوطن.
وفي النهاية، يبقى الأمل قائمًا ما دامت هناك قلوب صادقة تُحب هذا الوطن وتسعى بإخلاص لإصلاحه...