إسرائيل تغتال القيادي في "حماس" محمد شاهين بصيدا جنوبي لبنان
صوت عدن | العربي الجديد:
استهدفت غارة إسرائيلية، اليوم الاثنين، سيارة في منطقة صيدا جنوبي لبنان، فيما قال مصدر في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إن المستهدف هو محمد شاهين، أحد كوادر الحركة، مشيراً إلى أن عملية الاغتيال تأتي بهدف خلط الأوراق بين الانسحاب الإسرائيلي غداً وما يجري بالداخل اللبناني.
وفي اللحظات الأولى للقصف، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن رئيس حكومة الاحتلال تلقى ورقة مكتوبة خلال جلسة محاكمته، بعد عملية الاغتيال، ما دفعه إلى الخروج من الجلسة، قبل أن تعلن عن أن الشخص المستهدف هو "شخصية مهمة جداً" في حركة حماس، في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في صيدا أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد".
من جانبه، قال مصدر في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إن المستهدف في الغارة الإسرائيلية في صيدا هو محمد شاهين أحد كوادر الحركة، مشيراً إلى أنه كان وحده في السيارة. وأضاف "العدو جرّب عمليات الاغتيال على أساس كسر إرادة المقاومة وكسر إرادة الشعبين الفلسطيني واللبناني لكن هذه السياسة فشلت لحدّ الآن.. المقاومة لا تقف عند شخص مع احترام كل الكوادر والرتب".
واعتبر المصدر خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن عملية الاغتيال تأتي خارج نطاق القرار 1701 وبهدف خلط الأوراق بين الانسحاب غداً وما يجري بالداخل اللبناني، مشيراً إلى أن هذه الاستهدافات تصب أيضاً في "تأزيم الموقف". وأضاف "ليس هناك من ضوابط ورادع للإسرائيلي خلال الفترة الماضية وحتى القادمة، وهو يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ولا شيء يمنع استمرار عملياته بعد 18 فبراير، فهو يوقع على شيء ويخالفه، ومن هنا قد نشهد اغتيالات أخرى ومن خارج نطاق 1701".
يأتي هذا الاستهداف في قلب الجنوب اللبناني على مسافة ساعات من انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان بحسب ما نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبعد تمديد المهلة الأولى في 26 يناير/كانون الثاني الماضي حتى 18 فبراير/شباط الجاري.
وتزامنت عملية الاغتيال مع الاتصالات المكثفة التي يجريها لبنان، خصوصاً على الخطّ الأميركي الفرنسي، من أجل الضغط على إسرائيل لإتمام الانسحاب الكامل من الجنوب، وتنفيذ القرار 1701، ووقف خروقاتها واعتداءاتها على لبنان. كما تزامنت مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية جنوبي لبنان، ضمنها اليوم الاثنين، مع قيام جيش الاحتلال بعملية تجريف واقتلاع لأشجار الزيتون وسط إطلاق الرصاص والقنابل اليدوية خلال توغله في بلدة كفرشوبا، إضافة إلى تنفيذ تفجير لعددٍ من المنازل في بلدة يارون.
في غضون ذلك، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال لقاءاته في قصر بعبدا الجمهوري، على "متابعة الاتصالات على مختلف المستويات لدفع إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق والانسحاب في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى، وتحميل رعاة الاتفاق مسؤولياتهم"، إلا إنه قال "لا يختلف اثنان على أنّ العدو لا يُؤتمن، ونحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غداً، وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطني موحّد وجامع".
وأشار عون إلى أن "خيار الحرب لا يفيد وسنعمل بالطرق الدبلوماسية لأن لبنان لم يعد يحتمل حرباً جديدة"، مؤكداً جهوزية الجيش اللبناني للتمركز في البلدات والقرى التي سينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار عون، وفق ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي، إلى أن "الاتفاق الذي وُقع في 27 نوفمبر الماضي يجب أن يُحترم، وهو ينصّ على انسحاب كامل، وأضفنا مسألة عودة الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، أما الادعاء بأنّ التلال هي التي يحاول الإسرائيلي البقاء فيها فهو ادعاء ساقط، لأنه من الناحية العسكرية، ووفق المعايير الحديثة في الحروب، فلا لزوم للبقاء في التلال طالما هناك أجواء مفتوحة".
وأضاف: "سوف نعمل دبلوماسياً لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافة ولن أقبل أن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية"، وشدد عون على أن "صدقية الدولتين الأميركية والفرنسية فيما خص الاتفاق على المحك، وهما تعملان على مساعدة لبنان على تحقيق الانسحاب"، مشيراً إلى أن "المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي ومسألة سلاح حزب الله تأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون".