صوت عدن :
حوار / اشجان المقطري

*الوقاية خير من العلاج .. وصحة أطفالنا أمانة في أعناقنا* 
الدفتيريا والحصبة تصيب أطفالنا بمضاعفات وتحصد وفيات بسبب رفض التطعيم الروتيني وتصديق الشائعات الخاطئة 
الدفتيريا هي عدوى خطيرة تسببها سلالات من البكتيريا وتنتشر من شخص لآخر عادة عن طريق الرذاذ التنفسي مثل السعال أو العطس أو لمس القروح المفتوحة للمصاب .. وحول هذا المرض سلطنا الضوء عليه عبر اللقاء بالأستاذة نهوان محمد عبده الأغبري - مديرة التثقيف الصحي بمكتب الصحة في العاصمة عدن .. فإلى حصيلة هذا اللقاء:
حاورتها : أشجان المقطري: 
    

*ألتطعيم والشائعات*
في بداية حديثنا مع الأستاذة نهوان محمد عبده الأغبري .  قالت : الدفتيريا والحصبة تصيب أطفالنا بمضاعفات وتحصد وفيات كثيرة بسبب رفض الأهالي للتطعيم الروتيني وتصديق الشائعات الخاطئة .. مناشدة الأهالي وأولياء الأمور إلى عدم تصديق تلك الشائعات .. مؤكدة أن التطعيمات هي وسيلة فاعلة لحماية أطفالنا من الأمراض ومضاعفاتها .. داعية كذلك أولياء الأمور بضرورة الإلتزام بجدول التطعيم الروتيني وعدم الانسياق وراء المعلومات المغلوطة .. مشددة على أهمية التصدي للشائعات عبر تعاون الجميع لضمان صحة وسلامته المجتمع.
*أمراض تحصد الأرواح*
وواصلت الأغبري حديثها بالقول : الدفتيريا أو الخناق هو مرض بكتيري معدي وخطير يصيب الجهاز التنفسي ويعمل على التهاب اللوزتين أو البلعوم أو الحنجرة أو الأنف وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة حيث يتكون غشاء رمادي سميك يغطي الحلق واللوزتين ويعيق مجرى التنفس مما يؤدي إلى الوفاة ، منوهة انه   على الرغم من توافر لقاحات فعّالة تحمي الأطفال من هذا المرض إلا أننا ما زالنا نعاني من ارتفاع حالات الإصابة بالدفتيريا نتيجة الشائعات الخاطئة حول التطعيم. 
*أقرب مركز صحي*
 ونبهت الأستاذة نهوان في حديثها قائله : إذا كان الطفل أو أحد من أفراد أسرته أو أي شخص في منطقته يعاني من صعوبة في البلع ، التهاب الحلق وإرتفاع في درجة الحرارة إلى جانب ذلك بحة بالصوت وصعوبة في التنفس وسعال أو عطس هنا يجب أخذ المريض على الفور إلى أقرب مركز صحي. 
وتضيف قائله : تنتقل عدوى الدفتيريا عن طريق رذاذ العطس أو السعال من المريض ، كما تنتقل عن طريق استخدام أدوات المريض الشخصية (مثل أدوات الأكل والشرب).
*طرق الوقاية*
 وللوقاية من هذا المرض تقول : أخذ جميع جرعات اللقاحات حسب جدول التطعيم مجاني وفي جميع المرافق الصحية والاهتمام بالنظافة الشخصية بما فيها نظافة الفم إلى جانب ذلك عزل المصاب لمنع تعرض الآخرين للإصابة بالعدوى واستخدام الكمامات عند رعاية المصاب أو مخالطته في الأماكن المزدحمة وعدم إستخدام الأدوات الشخصية للمريض التي تم ذكرها سابقاً.
*شائعات مغرضة*
وعن دور الإشاعات في إنتشار المرض أوضحت بالقول : ليست ظاهرة جديدة لكنها اكتسبت زخمًا كبيراً في السنوات الأخيرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر معلومات خاطئة حول التطعيمات وهذا ما يثير القلق والخوف بين أوساط الأهالي مما يدفعهم لرفض إعطاء أطفالهم التطعيمات الروتينية اللازمة.
وتابعت حديثها قائله : ونتيجة لتلك الشائعات اقحموا عملية التطعيم بالسياسة وهذا ساهم بشكل كبير في تقليل معدلات التطعيم وبالتالي ظهور الأوبئة والأمراض المعدية مثل الدفتيريا وشلل الأطفال والحصبة مجدداً نتيجة عزوف الأهالي ورفضهم اجراء التطعيم لأطفالهم). 
*عواقب عدم التطعيم*
واستطردت قائله : إن من عواقب عدم التطعيم يصبح أطفالنا عرضة للإصابة بالأمراض المعدية بشكل عام .. مبينة بالقول : أن الأمراض تنتقل بين الأطفال بسهولة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية أو البنية الصحية الضعيفة .. مضيفة وهذا ما يضع الأطفال في مواجهة خطر الإصابة بمرض الدفتيريا والحصبة خصوصاً وغيرها من الأمراض المعدية الأخرى عموماً .. مشيرة أن الأمر لا يتوقف على الطفل غير الملقح فقط بل تنتقل العدوى إلى أطفال آخرين أو أفراد المجتمع الذين قد لا يكونوا قادرين على تلقي اللقاح لأسباب صحية.
*الحلول والمعالجات*
وحول التصدي لهذه المشكلة قالت مديرة التثقيف والإعلام الصحي بعدن : يجب أن يكون هناك حشد ومشاركة مجتمعية من الإعلام وقادة المجتمع والمؤثرين وصناع القرار لمساندة الرسالة التوعوية وحث الأهالي بأهمية التطعيم وفوائده الحقيقية والالتزام به حسب جدول التطعيم الروتيني .. مشيرة إلى أن الدفتيريا مرض يمكن الوقاية منه بسهولة ولكن بسبب انتشار الإشاعات والخوف من التطعيم بات أطفالنا عرضة لخطر الإصابة به. 
*نداء عاجل*
وفي ختام كلمتها وجهت الأستاذة نهوان : نداءً عاجلًا إلى جميع أولياء الأمور الذين لم يقوموا بتطعيم أطفالهم أن يسارعوا بأخذهم لأقرب مركز صحي لأخذ جرعات التطعيم وفقًا للجدول .. مؤكدة أن التطعيم هو الوسيلة الوحيدة والأكثر فعالية لحماية أطفالنا من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياتهم وخاصة الدفتيريا التي سجلت مؤخرًا إصابات ووفيات بين عدد كبير من الأطفال في العاصمة عدن ومن خلال اتباع الجدول الروتيني للتطعيم سنضمن أن يكون أطفالنا في مأمن من هذه الأمراض وبذلك نعمل على بناء مجتمع صحي وآمن للأجيال القادمة بإشراف من وزارة الصحة العامة والسكان.