تنفيذ التهديدات ليست بيده .. هل تشعل تصريحات الرئيس العليمي حربا جديدة في الداخل اليمني أم أنها للإستهلاك الإعلامي؟!!
صوت عدن /وكالة سبوتنيك:
طرحت التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد العليمي التي هاجم فيها جماعة أنصار الله ودعا لتوحيد الجبهات لمواجتها الكثير من التساؤلات حول الهدف منها والرسائل التي تحملها وما إذا كانت مقدمة لاشتعال الجبهات بين الطرفين.
فما الرسائل التي حملتها تصريحات العليمي في ذكرى ثورة 14 أكتوبر وهل هناك مؤشرات لاشتعال الحرب الداخلية مجددا أم أن كل ما يجري لا يتعدى وسائل الإعلام؟.
بداية يقول أكرم الحاج المحلل السياسي اليمني: أعتقد أن تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ضد أنصار الله تثير تساؤلات حول توقيت التهديد في ظل تعثر جهود السلام وظهور حالة لا سلم ولا حرب في اليمن والتي يبدو أنها نتاج توافق أممي وإقليمي ناهيك عن أن تهديدات العليمي ليست بيده.
وأضاف في حديثه لـوكالة سبوتنيك : الواقع يشير إلى أن شرعية المجلس الرئاسي وقراراته تحت وصاية قادة التحالف العربي إضافة إلى أن اليمن تحت البند السابع الأممي ومع ذلك يمكن قراءة تهديدات العليمي على أنها تحمل العديد من الرسائل للداخل والخارج.
وتابع الحاج: قد تكون تلك التصريحات التي أدلى بها العليمي بمثابة رسالة أخرى مدفوعة من دول الإقليم تمهيداً لمفاوضات قادمة مع أنصار الله ، كما لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يلعبه أنصار الله في البحر الأحمر والعربي والأطلسي واستهداف الأراضي المحتلة في تل أبيب ودعمهم لأبناء غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي في ظل صمت أممي وتخاذل عربي مُخزٍ.
وأشار المحلل السياسي إلى أن تلك التصريحات لها بُعد داخلي ، إذ تسعى حكومة العليمي للهروب من الفشل الذريع بإجماع الشارع اليمني الواقع تحت إدارة حكومة العليمي والتي تواجه سخط شعبي واسع قد يصل إلى التصادم بسبب فشلها الاقتصادي والسياسي والإداري وغلاء المعيشة وانهيار العملة وإنقطاع وغياب التيار الكهربائي وغيرها من المعاناة التي لا حصر لها حيث أن الحكومة موصومة بالفساد والوصاية الخارجية.
وأكد الحاج أنه في ضوء العوامل السابقة يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه التصريحات ستترجم إلى تحركات عسكرية على الأرض أم ستظل في إطار الخطاب السياسي والإعلامي ، فاليمن يشهد لعبة شطرنج تُدار بين قوى إقليمية ودولية تتجاذب المصالح على حساب معاناة المواطن اليمني ، وتبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف ماوراء تهديدات رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لانصار الله.
في المقابل يقول الدكتور عبدالستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات باليمن: في الوقت القريب لن يكون هناك جديد في المشهد اليمني ولن يتأثر المشهد العسكري تحديدا ولا حتى السياسي بأي تصريحات أو مرافقات إعلامية من هنا وهناك.
وأضاف في حديثه لـوكالة سبوتنيك : الحالة اليمنية مُجمدة تماما على كل المستويات وفيما يتعلق بالملف الإنساني لم يعد هناك تدفقات إنسانية وفيرة أو حتى تفي بعشرة في المئة بعد أن أصبح ميناء الحديدة شبه خارج عن الخدمة .. الجماعة الحوثية زادت أيضا من الجبايات في مناطقها بصورة مسعورة الأمر الذي أفقر حتى التجار أو متوسطي الدخل.
وتابع الشميري: تسارع الآن الجماعة الحوثية في نهب بعض الممتلكات الخاصة بالموظفين ورجالات الدولة القدامى و بعض مواطنين والتجار في صنعاء وتصادرها باسم الحارس القضائي وهو هيئة جديدة.
ويرى رئيس مركز جهود : أن أي تصريحات للعليمي أو تصريحات من الجهة المقابلة لا تؤكد أن هناك توترا عسكريا كبيرا على الجبهات في وقت قريب لأن الحوثيين منهكون وفي المقابل لا توجد خطط عسكرية للشرعية اليمنية .. الشرعية تحاول فقط حماية الأراضي المحررة التي بحوزتها منذ بداية الحرب .. في نفس الوقت هناك بعض المناوشات البسيطة وإطلاق النار في بعض الجبهات القريبة من خط التماس بين الجانبين.
ولفت الشميري إلى أن كل ما يحدث يشير إلى أن كل المناوشات والاشتباكات لا ترقى إلى المستوى التمهيدي لحرب استنزاف بين الجانبين ولا حتى حرب في مستواها الأدنى وسوف تظل الحروب الإعلامية موجودة والوضع الاقتصادي يزداد تأزما.
ويعتقد الشميري أن اليمن مرشح لخروج تظاهرات في مناطق الطرفين الحوثي والشرعية بسبب تدهور العملة اليمنية وانقطاع الرواتب وعدم وجود مصادر دخل وشُح دخول المعونات الإنسانية التي كانت توزع السلل الغذائية وهلم جرا.