صوت عدن/ تعز / خاص : 

لقي ثلاثة عشر شخصاً مصرعهم وما يزال 14 آخرون في عداد المفقودين بعد انقلاب قارب مهاجرين قبالة سواحل محافظة تعز اليمنية يوم الثلاثاء 20 أغسطس. وكانت السفينة قد غادرت من جيبوتي وعلى متنها 25 مهاجراً إثيوبياً بالإضافة إلى اثنين من المواطنين اليمنيين وغرقت قرب مديرية ذو باب في عزلة بني الحكم وفقاً لتقارير ميدانية صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
ومن بين الضحايا هناك 11 رجلاً وامرأتان. وتم انتشال جثث المتوفين على طول سواحل باب المندب بالقرب من الشورى في مديرية ذو باب. وما تزال عمليات البحث جارية على أمل العثور على المهاجرين المفقودين المتبقين وكذلك القبطان اليمني ومساعده. وعلى الرُغم من الجهود المُكثفة ما يزال سبب غرق السفينة غير واضح في هذه المرحلة.
وقال مات هابر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالإنابة في اليمن: "تمثل هذه المأساة الأخيرة تذكير صارخ بالمخاطر التي تواجه المهاجرين على هذا الطريق. كل حياة تُفقد في هذه المياه الخطرة تمثل خسارة لا يمكن قبولها، ومن الضروري ألا نقبل هذه الخسائر الكارثية كأمر واقع، بل يجب علينا العمل جماعياً لضمان حماية المهاجرين ودعمهم طوال رحلتهم. قلوبنا مع عائلات الذين فقدوا أرواحهم، ونحن ملتزمون بمواصلة جهودنا لمنع مثل هذه الحوادث وحماية المهاجرين الضعفاء."
على الرُغم من التحذيرات المتكررة والتدخلات المستمرة، ما تزال المياه قبالة اليمن تودي بحياة العديد من الناس بمعدل يُنذر بالخطر. ويُعتبر انقلاب القارب الأخير في ذو باب بعد حوادث غرق مماثلة في شهري يونيو ويوليو، تذكير صادم آخر بالمخاطر الشديدة لطريق الهجرة هذا وأيضاً بمخاطر الاعتماد على شبكات التهريب. وغالباً ما يُدفع المهاجرون الضعفاء إلى خوض تجارب قاسية بواسطة المهربين أثناء محاولتهم الفرار من الظروف الصعبة التي يعيشونها بحثاً عن الأمان والفرص في دول الخليج.
يظل طريق الهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن أحد أخطر الطرق في العالم، حيث يعبره الآلاف من المهاجرين كل عام على الرُغم من الصراع المستمر وتدهور الأوضاع في اليمن. سجلت مصفوفة تتبع النزوح بالمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 97,200 مهاجر إلى اليمن في عام 2023، متجاوزة أعداد العام السابق. ومع تفاقم الصراع، يبقى المهاجرون عالقين مع وصول محدود إلى الخدمات الأساسية وتعرض دائم للعنف والاستغلال.
تؤكد هذه المأساة الأخيرة على الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية لحماية المهاجرين ومنع فقدان المزيد من الأرواح. تحث المنظمة الدولية للهجرة جميع الأطراف على تعزيز الدعم ومنع وقوع المزيد من المآسي على طرق الهجرة، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع للهجرة غير النظامية، بما في ذلك الصراعات والفقر والتحديات المتعلقة بالمناخ.
هناك حاجة ماسة إلى تمويل وموارد كافية لتلبية الاحتياجات المُتزايدة للمهاجرين المحاصرين. ويعتبر التعاون الدولي القوي وزيادة الدعم المالي أمرين أساسيين لمواجهة هذه التحديات بفعالية وضمان حصول المهاجرين على الحماية والمساعدات اللازمة خلال هجرتهم الخطيرة.
منذ عام 2014 سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة 2,082 حالة وفاة وفقد للمهاجرين على الممر الشرقي، بما في ذلك 693 حالة وفاة بالغرق. وعلى الرُغم من هذه الأرقام الصادمة، ما يزال الرد الدولي يُعاني من نقص شديد في التمويل.
ملاحظة للمحررين:
يعد مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة قاعدة البيانات الوحيدة المفتوحة الوصول حول حوادث وفاة واختفاء المهاجرين في جميع أنحاء العالم والمؤشر الوحيد (رقم 10-7-3) لقياس الهجرة الآمنة في أهداف التنمية المستدامة.
بالشراكة مع 48 منظمة إنسانية وتنموية وحكومة، تُنسق المنظمة الدولية للهجرة خطة الاستجابة الإقليمية للهجرة لمنطقة القرن الأفريقي واليمن وجنوب أفريقيا للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للمهاجرين على الممر الشرقي. وعلى الرُغم من أن شركاء خُطة الاستجابة الإقليمية طلبوا 112 مليون دولار، إلا أن هذا النداء ما يزال يعاني من نقص شديد في التمويل.