ندوة حول "دور الإعلام في التوعية للحفاظ على المعالم الأثرية" في عدن"
صوت عدن/ أشجان المقطري:
نظم مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن ندوة عن دور الإعلام في التوعية للحفاظ على المعالم الأثرية وذلك بمقر النقابة في مديرية التواهي.
وتطرقت الندوة إلى المكانة التاريخية لمدينة عدن وأهميتها الحضارية وما تحتويه من معالم تاريخية وأثرية بالإضافة الى ما تتعرض له من محاولات لطمس هويتها منذ عقود.
وسلطت الندوة الضوء على جهود الإعلاميين في وسائل الإعلام كافة وتضافرهم للتوعية بأهمية الحفاظ على معالم عدن وتاريخها.
حيث تحدث الأستاذ معروف عقبة والدكتورة رجاء باطويل والصحفية نادرة عبدالقدوس عن معالم عدن التاريخية وحمايتها والحملات الإعلامية التوعوية التي قامت في السنوات الماضية.
وفي سياق ندوة دور الاعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمدينة عدن قال نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان أن أهمية الندوة ودورها في نشر التوعية الإعلامية والثقافية للحفاظ على تاريخ وأثار وهوية مدينة عدن .. مؤكداً أن مدينة عدن تعرضت للتدمير الممنهج منذ حرب الاحتلال عام ١٩٩٤م وهذا الغزو استهدف كل مقومات الحياة في عدن ومنها الآثار والهوية التاريخية لعدن والجنوب عامة.
كما تحدث الباحث والمتخصص بشؤون الجيلوجيا والآثار الأستاذ معروف عقبة في ورقة بحثية قدمت في الندوة حيث قال فيها: " يعود تاريخ عدن إلى خمسة مليون سنة وكانت تسمى شبة جزيرة عدن وتمتلك عدن جبال تحوي تنوع بركاني نادر وقيم كما تمتلك عدن أشهر قلعة بالتاريخ العالمي وهي قلعة صيرة كونها اشتهرت بانها الحصن المنيع الذي يدافع عن طعدن ويحميها من اي عدوان بحري".
وأضاف: " عملنا دراسات وبحوث شارك فيها تسعة متخصصين عن طبيعة شبه جزيرة عدن والتنوع الجيلوجي المحيط بها وقدمنا للمنظمات العالمية دراسات وابحاث عن الآثار الجيلوجية التي توجد في شبة جزيرة عدن.
ووجدنا أن الأبحاث التي أجريت بالسابق شهدت طمس كبير للهوية التاريخية لمدينة عدن ".
واوضح الباحث عقبة قائلا" توجد قاعدة في العلوم التخصصية تفيد انه اذا طمست الجغرافيا يسهل عليك تزوير التاريخ.
وقال لقد زورت وطمست الهوية لتاريخ عدن في المناطق الأثرية والمعالم مثل المدارس التاريخية والمباني العامة التي تتحدث عن تاريخ وهوية مدينة عدن.
وأضاف متسائلا .. هل نظل مكتوفي الأيدي أمام التغيرات التي استهدفت التاريخ والآثار في عدن والجنوب منذ حرب ٩٤م؟
نحن عملنا الكثير لحماية ماتبقى من أثار عدن التاريخية والأخرى عبارة عن بقايا آثار كونها تعرضت للتدمير والاعتداءات بحجة التوسع المعماري.
كما تحدث الباحث معروف عقبة عن آلية التواصل مع المنظمات العالمية المختصة بشؤون حماية الآثار والمدن التاريخية لعمل دراسات تمنح عدن امتيازات في الجوانب المقومات التاريخية والسياحية على المستوى العربي والعالمي.
بدورها شاركت الصحفية نادرة عبدالقدوس بورقة عمل تناولت تاريخ مدينة عدن واثارها وماتعرضت له عدن من موجة تزوير كبيرة طال الآثار والهوية التاريخية.
وأكدت نادرة عبد القدوس أن نظام الاحتلال الشمالي لعدن والجنوب ومنذ حرب ٩٤م عمل وبتعمد على طمس كل ما يتعلق بتاريخ وحضارة وهوية عدن ودمر اغلب المناطق السياحية في عدن .. كما أكدت أن عدن هي أهم منطقة سياحية من آلاف السنين وتتمتع بمقومات تاريخية جعلتها قبلة للزائرين والطامعين من مختلف انحاء العالم ولكن أحداث الاحتلال والغزو الغاشم بأسم الوحدة اليمنية دمرت عدن وكانت تستهدف تاريخ المواطن الجنوبي بشكل مباشر من خلال طمس الهوية ومصادرة وتدمير الآثار والمقومات السياحية.
من جانبها تحدثت الدكتورة رجاء باطويل بورقة بحث سلطت الضوء من خلالها على أهمية الهوية الثقافية والتراثية لمدينة عدن ما تعرضت له من تدمير ممنهج.
وقالت ان تاريخ عدن واثارها طالها الخراب والتدمير ومثال على ذلك المتحف الوطني الذي تعرض للسرقة والنهب والتدمير سرقت منه ٦٤ قطعة وتعرضت العديد من القطع الأثرية للتخريب المتعمد .. موضحة أن ما تعرض له المتحف الوطني من سرقة وتخريب كان ممنهجا وعلى مدى سنوات لقطع صلة المواطن العدني والجنوبي عن ثراثه الثقافي وتاريخه العريق المضروب منذ القدم.
وقالت: أن معالم كثيرة كانت عرضة للخراب والمصادرة وكل ذلك يهدف الى طمس هوية مدينة عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام .. داعية إلى ضرورة رد الإعتبار لمدينة عدن ومكانتها التاريخية ويجب حماية التراث الثقافي للأجيال القادمة.. كما أكدت على أهمية الإهتمام في الكوادر المتخصصة والعاملين في جوانب الآثار والتاريخ بالجنوب .. داعية في ورقتها وسائل الإعلام إلى التوعية في المجالات الثقافية والتاريخية التي تندرج ضمنها الآثار الجيلوجية والمناطق التاريخية السياحية من أجل الحفاظ على تاريخنا وهويتنا الحضارية الجنوبية.
وناقش الحاضرون دور الإعلام في المحافظة على تراث وهوية مدينة عدن والجنوب عامة.
حيث اختتمت الندوة بعدد من المخرجات الهامة وهي:
1- تنظيم حملة إعلامية للتوعية من مخاطر تدمير المعالم الأثرية لمدينة عدن من خلال ظاهرة البسط العشوائي.
2- تشكيل لجنة من المختصين والمؤرخين والباحثين والإعلاميين لتوثيق كل الموقع والمعالم الأثرية التي تمتلكها العاصمة عدن، إلى جانب ذلك دعوة الجهات الأمنية والجهات ذات العلاقة للإطلاع بدورها وإخراج الباسطين من المواقع الأثرية والمعالم السياحية، إلى جانب ذلك تفعيل القوانين والتشريعات التي تحمي الآثار والمواقع التاريخية في عدن والجنوب عامة.