صوت عدن / متابعات إخبارية: 

يوما بعد آخر تتسع الهوة بين السعودية والإمارات على خلفية المستجدات في جنوب اليمن والتي كان آخرها تشكيل المملكة لقوات جديدة تحت مسمى درع الوطن والدفع بها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الانتقالي في محافظات أبين وعدن ولحج والضالع.
واضافت صحيفة عرب جورنال في تقرير لها اليوم انه وعلى وقع المعارك الإلكترونية حاولت السعودية تسريع تمكين تلك القوات من الانتشار في مناطق الانتقالي حيث أصدر الرئيس رشاد العليمي توجيها لوزيري الدفاع والداخلية في الحكومة الموالية للرياض بتسهيل تسليم مواقع ونقاط الانتقالي الأمنية والعسكرية في عدن لقوات درع الوطن بناء على ما تم الاتفاق عليه مع قوات التحالف على حد ما ورد في وثيقة متداولة.
من المهم الإشارة هنا إلى أن الدفع بتلك القوات إلى المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي جاء بعد توتر الوضع بين الأخير وبين الرياض على خلفية أحداث محافظة حضرموت.
ـ حملات تستهدف الانتقالي:
قد تكون المرة الأولى التي توعز فيها السعودية لكتبتها والناشطين المحسوبين عليها لإطلاق حملة إلكترونية ضد المجلس الانتقالي وإن بشكل غير مباشر.
يوم الأحد انطلقت حملة إلكترونية كبيرة حول الاصطفاف كسبيل وحيد للنصر. يقصدون النصر على أنصارالله الذي تفاوضهم السعودية في سلطنة عمان على السلام.
الحملة التي جاءت بعد أيام من دفع السعودية بقوات درع الوطن إلى مناطق سيطرة المجلس الانتقالي استبقت أي تحرك للمجلس ضد تلك القوات بالحديث عن ضرورة الاصطفاف.
وعلى رغم أن مضمون الحملة في ظاهرة لا يمثل أي مشكلة بالنسبة إلى الانتقالي إلا أن ناشطيه وإعلامييه لم يشاركوا فيها بل إن تعليقاتهم على تدوينات المشاركين في الحملة تشير إلى أنهم يدركون هدفها. معظم التعليقات أشارت إلى أن أنصارالله شأن شمالي ولا علاقة للجنوبيين بهذا الشأن دون أن تغفل الإشارة إلى قوات درع الوطن طبعا.
تريد السعودية من خلال هذه الحملة إيصال رسالة بأن هناك إجماعا في المناطق الخاضعة لسيطرة أدواتها على ضرورة الاصطفاف وأن أي تحرك عسكري داخل تلك المناطق سيُعتبر تمردا على هذا الإجماع.

ـ الإمارات تضرب تحت الحزام:
في مقابل الحملة الإلكترونية السعودية أطلقت الإمارات حملة مضادة على طريقتها لكنها أكثر حدة ومباشرة.
في هذا السياق نشرت مواقع عديدة موالية للانتقالي موادا صحفية عن الخطوات السعودية الأخيرة في الجنوب اتهمت الرياض بالعمل لصالح تنظيم القاعدة. استعانت المواقع المذكورة بتقارير غربية حديثة يبدو من توقيت نشرها أن الإمارات تقف خلفها.
لم يقتصر أمر اتهام السعودية برعاية الإرهاب في الجنوب على المواد الصحفية المنشورة في مواقع الانتقالي بل تعداه إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
اتهام السعودية برعاية الإرهاب جنوبا قابله ـ في التقارير الغربية ذاتها ـ إشادة بالإمارات وبدورها في مجال الحرب على الفرع اليمني لتنظيم القاعدة.
تريد الإمارات من وراء ذلك إيصال رسالة إلى الغرب أو إثارة مخاوفه من الخطوات السعودية في جنوب اليمن على اعتبار أنها تقوم على حساب جهود مكافحة الإرهاب التي ترى أبوظبي أنها حققت من خلالها نجاحات ملموسة.

ـ خلاصة:
من خلال ما تقدم وأيضا المتابعة الدقيقة لما حدث مؤخرا وردود الأفعال حوله يمكن القول إن الصراع آخذ في الاتساع ويكتسب أبعادا دولية إضافية عبر إثارة بعض الملفات والقضايا ذات الصلة.
ومع أن الانتقالي قد لا يدخل في مواجهة مباشرة مع القوات التي دفعت بها السعودية إلى مناطقه إلا أنه قد يجد طُرقه لتقويض الخطوات السعودية. إضافة إلى ذلك يشير فتح ملف الإرهاب إلى أن لدى أبوظبي ما تبتز به السعودية.