علماء يكشفون ما كان يحدث للديناصورات قبل سقوط الكويكب المسبب لانقراضها
- لماذا هلكت جميع الديناصورات؟ بينما تحملت الطيور والثدييات!
صوت عدن | علوم وتكنولوجيا:
كشفت دراسة تاريخية أن الديناصورات سيطرت على العالم حتى ضرب كويكب قاتل الأرض، مما أدى إلى انقراضها الجماعي، منذ نحو 66 مليون عام.
وتشير الرؤى الجديدة حول النظم البيئية للديناصورات - الموائل (مجموعة الموارد والعوامل الأحيائية الموجودة في بيئة ما) وأنواع الطعام التي دعمت حياتها - إلى أن بيئاتها كانت قوية ومزدهرة، حتى اليوم المشؤوم، في نهاية العصر الطباشيري.
وتقدم النتائج أقوى دليل حتى الآن على أن الديناصورات لم تكن في حالة تدهور، بل كانت تشهد ازدهارا في الوقت الذي اصطدم فيه الكويكب بالأرض، وحكم عليها بالانقراض.
وناقش العلماء منذ فترة طويلة سبب انقراض الديناصورات غير الطيور، بما في ذلك التيرانوصور (T-rex) والتريسيراتوبس (Triceratops)، بينما نجت الثدييات والأنواع الأخرى، مثل السلاحف والتماسيح.
وحللت الدراسة، التي قادها فريق دولي من علماء الحفريات وعلماء البيئة، 1600 سجل أحفوري من أمريكا الشمالية. وأجرى الفريق نمذجة سلاسل الغذاء والموائل البيئية للحيوانات التي تعيش على الأرض وحيوانات المياه العذبة خلال عدة ملايين من السنين الأخيرة من العصر الطباشيري، والملايين القليلة الأولى من العصر الباليوجيني، بعد اصطدام الكويكب.
وعرف علماء الأحافير لبعض الوقت أن العديد من الثدييات الصغيرة كانت تعيش جنبا إلى جنب مع الديناصورات.
لكن هذه الدراسة تكشف أن هذه الثدييات كانت تنوع نظامها الغذائي، وتتكيف مع بيئاتها وتصبح أكثر مكونات النظم البيئية أهمية مع ظهور العصر الطباشيري.
وفي هذه الأثناء، كانت الديناصورات مترسخة في أماكن مستقرة، وكانت تتكيف معها بشكل جيد للغاية.
- كيف كانت ستبدو الديناصورات اليوم لو لم تنقرض؟
ويقول الخبراء إن الثدييات لم تستغل مجرد هلاك الديناصورات، بل كانت تخلق ميزاتها الخاصة من خلال التنويع - من خلال احتلال مجالات بيئية جديدة، وتطوير أنظمة غذائية وسلوكيات أكثر تنوعا، وتحمّل التحولات الصغيرة في المناخ، من خلال التكيف السريع.
وربما ساعدتها هذه السلوكيات على البقاء، لأنها كانت أكثر قدرة من الديناصورات على التعامل مع الدمار الجذري والمفاجئ الذي تسبب فيه الكويكب.
وشرح المؤلف الرئيسي للدراسة، خورخي جارسيا-جيرون، من وحدة أبحاث الجغرافيا بجامعة أولو في فنلندا، وقسم التنوع البيولوجي والإدارة البيئية بجامعة ليون في إسبانيا: "تقدم دراستنا صورة مقنعة للبنية البيئية، والشبكات الغذائية، والمنافذ من آخر النظم البيئية التي كانت تهيمن عليها الديناصورات في العصر الطباشيري وأول النظم البيئية التي هيمنت على الثدييات بعد اصطدام الكويكب. وهذا يساعدنا على فهم أحد الألغاز القديمة في علم الأحافير: لماذا هلكت جميع الديناصورات غير الطيور، بينما تحملت الطيور والثدييات".
وقال المؤلف المشارك، ألفيو أليساندرو كيارينزا، من قسم علم البيئة وعلم الأحياء الحيواني بجامعة فيجو بإسبانيا: "يبدو أن البيئة المستقرة للديناصورات الأخيرة أعاقت بقاءها على قيد الحياة في أعقاب اصطدام الكويكب ، الذي غيّر بشكل مفاجئ القواعد البيئية في ذلك الوقت. وعلى العكس من ذلك، كانت بعض الطيور والثدييات والتماسيح والسلاحف تتكيف بشكل أفضل مع التحولات غير المستقرة والسريعة في بيئاتها، ما قد يجعلها أكثر قدرة على البقاء عندما ساءت الأمور فجأة عندما اصطدم الكويكب".
وقال كبير المؤلفين، البروفيسور ستيف بروسات، الرئيس الشخصي لعلم الحفريات والتطور بكلية علوم الأرض في جامعة إدنبرة: "كانت الديناصورات تزداد قوة، مع أنظمة بيئية مستقرة، حتى قتلها الكويكب فجأة. وفي غضون ذلك، كانت الثدييات تنوع وجباتها الغذائية البيئية وسلوكياتها، عندما كانت الديناصورات ما تزال على قيد الحياة. لذلك لم يكن الأمر بالبساطة أن تستفيد الثدييات من موت الديناصورات، لكنها كانت تحقق مزاياها الخاصة، والتي أعدتها بيئيا للنجاة من الانقراض والانتقال إلى الأماكن التي تركتها الديناصورات الميتة شاغرة".
وقد نشرت الدراسة الحديثة مفصلة في مجلة Science Advances.
المصدر: ساينس ديلي