د. القربي: نحتاج لقيادات تنظر للمستقبل وتتخلص من وصمة العار التي لحقت بالأمة العربية
صوت عدن / خاص :
قال وزير الخارجية الأسبق الدكتور أبوبكر القربي أن المعاناة الحقيقية التي تعاني منها الشعوب العربية هي للأسف نتيجة لغياب العمل العربي المشترك المؤسس على تقديم مصالح الشعوب العربية على كل إعتبار.
وأضاف في حديث لموقع "صوت عدن" الاخباري ان الجامعة العربية هي المؤسسة الاقليمية التي يمكن أن تلعب ذلك الدور لم تحظ بالاهتمام والدعم اللأزم من الدول العربية التي تحاول كل منها أن توجهها بالاتجاه الذي يخدم مصالحها الوطنية وليس المصالح القومية واذا لم يتغير هذا الواقع فستظل الجامعة العربية مجرد ديكور مبني على علاقات الدول العربية ولا يخدم اهتمامات ومطالب وطموحات الشعوب العربية.
واكد الدكتور أبوبكر القربي: معاناتنا اليوم في الوطن العربي بكل تأكيد تحتاج إلى مراجعة حقيقية أولا لدور الحكومات لتفعيل الجامعة العربية وثانيا كيف ستتحول الجامعة العربية من مؤسسة للحكومات إلى مؤسسة تخدم الشعوب بقيادة الحكومات وتكون المصلحة الأولى هي المصلحة القومية على مستوى الوطن العربي.
واكد بأن الصراعات التي نراها اليوم في عدد من الدول العربية مهما كانت خلفيات حدوثها واسبابها إلا أننا يجب أن نعترف أن بعض الدول العربية قد اسهمت في هذا الموضوع بحسابات مختلفة ومخاوف مختلفة واجندات مختلفة .. معربا عن اعتقاده بأن هذه التدخلات للأسف الشديد لم تحقق الأهداف ولكنها اضرت أكثر مما تنفع.
وقال : نحن الان في مراجعة لتصفية الأجواء العربية العربية بين الحكومات لتعيد النظر بوضع رؤية مشتركة تخدم مصالح كل الشعوب العربية وتخرجها من دوامة الصراعات القائمة.
واوضح الدكتور أبوبكر القربي ، جاء تشكيل مجموعة السلام العربي كمنظمة غير حكومية وغير حزبية ينطلق اعضاءها نحو هدف احلال السلام في الوطن العربي لكل الدول العربية وان تكون داعمة للجهود التي تحقق السلام والمصالحة بين أطراف الصراع في الدول المختلفة.
وإشار الدكتور أبوبكر القربي إلى أن هذا الجهد صعب جداً ونجاحه يعتمد على مدى ايلاء هذه الدول العربية وعبر الجامعة العربية التي فتحت ابوابها لهذه المجموعة أن تكون رديفا يسهم في تقديم الرؤى والدراسات واقتراح الحلول لهذه الصراعات.
واكد بأن المخاطر التي تحيط بالامة العربية هائلة ومخيفة إذا لم نقف اليوم وقفة جادة لنراجع مواقفنا كدول ونعيد النظر في سياساتنا واهداف هذه السياسات للأسف في النهاية سندفع جميعا ثمن ما يحدث وقد يتمدد إلى كثير من الدول التي تعتقد أنها بمنأى عن هذه الصراعات وهذه الخلافات.
ولفت الدكتور أبوبكر القربي إلى أننا في منعطف خطير في تاريخ الأمة نحتاج إلى قيادات تنظر إلى المستقبل وتتخلص من وصمة العار التي لحقت بالامة خلال العشرين سنة الماضية.. معربا عن امله أن يرى من بين الشعوب العربية من يقف ويسند كل عمل عربي من أجل انهاء الصراعات واحلال السلام والدفع بالحكومات لكي تعيد النظر بمواقفها من أجل مستقبل الأمة وسلامتها.