خلافات فقهية ليس الوقت وقتها..
نصر صالح
إنه لضمان نجاح أي مشروع سياسي، إقتصادي ومجتمعي يتطلب المشاركة الجماعية واتاحة الفرصة لكل العقول المتخصصة لدراسة الجدوى من حيث تداول أو بلورة الأفكار اللازمة لنجاح للتنفيذ، ومن ثم المساهمة والمشاركة الفاعلة في عملية التنفيذ. وإن استئثار أي طرف لوحدة بالقيام بالمهمة، لا شك يعيق عملية التنفيذ وقد يفشل المشروع.. وكذلك الحال بالنسبة لمشروع ديني يتم طرحه وتبنيه من وجهة طائفية منفردة على نحو متشدد أو ما يعرف أيضا بالتطرف واحتكار فهم تفسير الدين من قبل أي طائفة أو مذهب.. وليس المقصود طائفة أو مذهب فقهي إسلامي بعينه.
إننا في أشد الحاجة إلى نبذ التشدد والتطرف (أو احتكار تفسير وفهم الاسلام). وليس المقصور طائفة أو مذهب بعينه، وإنما على الجميع تبذ التشدد والتطرف. وفي حالتنا اتباع الشافعية والزيدية، وضف إليهما السلفية. وتزداد حاجتنا إلى ذلك أكثر ونحن في زمن حرب ظالمة تقع على بلادنا (أو فيها، لا فرق) تشترك في شنها علينا عدة دول أجنبية بعضها كبرى وبعضها عظمى، كما يشترك فيها محليون للأسف.
إننا لسنا حاليا في حالة ترف فكري لنبحث في التاريخ عن «خلافات»، وقعت فيما بين المسلمين وبعضهم (حول صيغة الحكم) قبل حوالي 1390 سنة، أي بعد اكتمال الدين الإسلامي وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعقود.
.. وبالطبع فإن هذه «الخلافات» ليست مذكورة في القرآن الكريم، كما لم ترد في الأحاديث النبوية الشريفة.
إن أسوأ وأخطر ما في هذه الحرب، أن تستخدم مختلف الأطراف المتحاربة «اتهامات دينية/ طائفية» ليست حقيقية، وتستخدم حجج كيدية لتبرير مقاتلة الطرف المقابل.. بل إن الحجج والتبريرات السياسية التي تشن الحرب بموجبها كلها كاذبة تماما.
.. والسلام.
نصر صالح
19 فبراير 2022