صوت عدن / خاص : 

أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك أنه لن تكون هناك تسوية مع الميليشيا الانقلابية الحوثية خارج التضحيات التي قُدمت ، وخارج الثوابت التي تؤسس للدولة والمواطنة المتساوية، وأن أي وصفات لتسويات خارج هذا الإطار لن تكون مقبولة.

وأوضح رئيس الحكومة في مقابلة مع تلفزيون "الغد المشرق" مساء أمس أن الحوثيين يتلقون الأوامر من طهران وأن تصريحا صريحا صدر عبر وكالة الأنباء الإيرانية حول التوجه لمأرب".

مضيفا أن "الحوثي حشد إمكاناته باتجاه لمأرب، وهي محرقة لمقاتليه، الذين يموتون بالآلاف". مبديا أسفه لكون هؤلاء المقاتلين يمنيين مغرر بهم".

وقال : "مأرب أولوية وصمودها أولوية نحن نتذكر صنعاء في حصار السبعين كانت صنعاء محاطة من كل مكان ثم اندحر الكهنوت من خارج الأراضي وخرج حتى من صعدة، فهذا يعطينا مؤشر ومقياس لأهمية المعركة".

وأوضح دولته أنه "قد يرى الناس أن هناك تراجعاً في بعض المناطق لقوات الجيش، لكن خسائر الحوثي 3 أو 4 أضعاف".

مضيفا "نحن لا نتمنى كل هذه الدماء .. لكن الحوثي يلقي بالناس إلى التهلكة".

مجددا التأكيد على أن " معركة كل اليمنيين والتي هي معركة حكومته أيضا هي أولوية في مأرب". وقال : "نعول هناك على الجيش والقبائل بشكل كبير والحكومة تدعم بشكل كبير؛ وكل الإسناد لهذه المعركة".

واوضح الدكتور معين أن المبادرة الأخيرة للأشقاء في المملكة طرحت كل النقاط ومنذ في وقت مبكر، وأن الحكومة طرحت من قبل أيضاً كل تلك النقاط، إذ لم يكن لدى الحكومة مشكلة بفتح مطار صنعاء وفق آليات معينة، وبالترتيب لدخول المشتقات مع دفع المرتبات للمواطنين".. "لكن الإشكالية هي في الحوثيين الذين رفضوا أو انقلبوا على كل ذلك".

وقال : " نحن لا نتعامل الآن مع قوة سياسية بل قوة متطرفة عنصرية تمارس الإرهاب، وما حصل في عدن وغيره نموذج، وتفجير البيوت". 

مشيرا إلى أن "النزاعات السياسية حلها سهل؛ وتأتي فقط بحلول سياسية". 

وأكد رئيس الوزراء دعم  حكومته لجهود المبعوث الأممي، وحتى المبعوث الأمريكي، إذا كانت هناك حلول أو نقاط للحل تُحَط على الطاولة".

وقال : "هذا الموضوع سيتضح خلال الفترة القادمة، لكن الناس تستبق التكهنات باستنتاجات غير منطقية، وأهم شيء أنه لن تكون هناك تسوية خارج التضحيات التي قُدمت وخارج الثوابت التي تؤسس للدولة ومواطنة متساوية، فأي وصفات لتسويات خارج هذا الإطار لن تكون مقبولة".

 الدكتور معين أوضح أن الشرعية قد ذهبت إلى مشاورات سابقة أكثر من مرة .. وقال : "الخطأ الذي كان في الحديدة واضح، وسيطرة القوات الحكومية على الحديدة كان سيعزز فرص السلام أكثر".

وتابع قائلا: "كانت هناك مشاورات في الكويت ووصلنا إلى نقاط متقدمة، وحصل المعتاد بتراجع الحوثي في آخر لحظة".

وأكد دولته أن "الموضوع اليمني لا يتعلق بالمشاورات والمفاوضات، بل يتعلق بإنهاء الانقلاب، والتأسيس لاستكمال العملية السياسية، سواء إكمال موضوع الدستور، وكل الأمور التي تؤسس لتوافق اليمنيين على دولة تحترم المواطنة المتساوية وفيها نظام منتخب في وقت ما وتمثيل سياسي".

وقال : "نرى الآن حكومة توافق سياسي ونقاش ومعارضة هذا كله فقط في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة".

وأوضح رئيس الوزراء أنه "إذا عاد الحوثي وفكر كيمني بعيداً عن التأثيرات الإقليمية التي أضرت باليمن بالذات التأثير الإيراني، ويقبل بشكل واضح بالأسس التي قدمت في المبادرة.. يمكن حينها البناء على تأسيس نقاش سياسي وسلام معه في اليمن".

واستدرك قائلا: "لكن أنا ما زلت أرى هذا صعباً، في ظل المعطيات والشواهد التي لدينا على الواقع في مأرب والضالع وتعز، والتي جميعها توضح ذلك، فما زال الحوثي في هذا الإطار،  ويعود  لن يكتَب لأي مفاوضات قادمة النجاح.

 وأوضح رئيس الوزراء: أن المسار الرئيسي لأي حديث عن السلام هو مسار المبعوث الأممي وأيضاً المبعوث الأمريكي الذي دعمت الحكومة الشرعية جهودهما بشكل كبير".

مؤكدا أنه "ما لم يؤدي ذلك لجهود واضحة بحسب المبادرة ووقف إطلاق النار فجهود المبعوثين لن تنتج شيئاً، خصوصا ونحن نرى التصعيد الحوثي في أكثر من جهة".

مشددا علئ أنه " ما لم تسفر الجهود عن مسار وقف إطلاق النار بدون أي شروط تطرح من الحوثي وتوضع الأمور على الطاولة للنقاش لن يكون لها أثر".

مجددا التأكيد أن "هذا واضح في خطاب الحكومة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس". وقال نعي أنه "سيكون هناك نقاش حول الانقلاب في اليمن مع حركة متطرفة عنصرية ؛ وأن هذا قد يأخذ بعض الوقت؛ لكن أهم شيء أن تكون هناك أسس لوقف إطلاق النار، وتوجه واضح من قبل الحوثيين بأن يجلسوا على الطاولة، ويبتعدوا عن أي خيارات عسكرية، وبعدها ندخل في التفاصيل الأخرى".