صوت عدن / فؤاد قائد: 

مع دخول الصراع في اليمن عامه السابع، مازالت الأزمة هي الأكبر في العالم وتستمر في تعريض حياة الملايين للخطر. أطلقت المنظمة الدولية للهجرة نداء لمساعدة أكثر من خمسة مليون شخص تضرروا من الأزمة اليمنية بالتزامن مع مؤتمر المانحين الافتراضي رفيع المستوى. 

ومع وجود أكثر من 10,500 شخص فروا مؤخراً من مناطق في مأرب حيث أشتد القتال في الأسابيع الماضية الأخيرة، ستخصص المنظمة الدولية للهجرة على الأقل ثلث التمويل المطلوب للمساعدات المنقذة للحياة التي ستقدم للأفراد النازحين داخلياً والمهاجرين والمجتمعات المحلية المتضررة من أزمة مأرب. 

وفي وضع يتسم بالصراع المتزايد والنزوح واقتصاد مُنهار وتعطل المؤسسات العامة، من المتوقع أن يشهد المواطنين في اليمن مستويات تنذر بالخطر من سوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي على مدار هذا العام. واليوم ستجتمع الحكومات من جميع أنحاء العالم معاً لتجدد التزامها تُجاه اليمن وتتعهد بمساهمات مالية لصالح الأزمة الإنسانية. 

"يساور المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها الإنسانيين القلق بشأن الأثر الخطير الذي سيتركه شُح التمويل طويل الأجل على قدرة الأفراد النازحين داخلياً في النجاة من المجاعة التي تلوح في الأفق، والجائحة الجارية والصراع المتصاعد"، قال أنتونيو فيتورينو، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، في مؤتمر المانحين، الذي تشاركت في استضافته حكومتي السويد وسويسرا. 

"الاحتياجات المهولة مسبقاً في اليمن تفاقمت بسبب تهديد الموجة الثانية من كوفيد-19 وبسبب تصعيد الصراع في مأرب، والذي أدى إلى نزوح أكثر العائلات ضعفاً"، أضاف السيد فيتورينو. 

وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي أربعة ملايين شخص نازحين حالياً داخل اليمن وأغلب النازحين داخلياً ليس لديهم وصول كافي إلى المأوى الآمن أو المياه النظيفة أو الرعاية الصحية. 

إن جزءاً كبيراً من الأشخاص النازحين داخلياً يعيشون في محافظة مأرب، حيث تضر التصعيدات الأخيرة في الاقتتال بشكل كبير أولئك الذين يعيشون حالة نزوح. وهناك، على الأقل، ثلاثة مواقع نزوح تم إخلائها بعد أن تضررت بشكل مباشر من الاقتتال وأصبحت غالبية الأسر نازحة للمرة الثالثة أو أكثر من ذلك. 

"تظهر بيانات الأمم المتحدة لعام 2021 مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي، مما يثير القلق بشكل كبير حول أثر الجوع على الأشخاص الضعيفين بشكل خاص، وعلى النازحين داخلياً والمهاجرين بشكل أخص، حيث ما زال العديد منهم عالقين في اليمن مع وصول محدود إلى المساعدات أو الموارد"، إضاف السيد فيتورينو. 

وبالرغم من تقلص أعداد المهاجرين الوافدين إلى اليمن في عام 2020، حيث تناقص العدد إلى37,500 من 138,000 في عام 2019 – تزايدت المخاطر التي تواجه المهاجرين. الآلاف من المهاجرين عالقين في مناطق مختلفة من البلاد، غير قادرين على الاستمرار في رحلاتهم أو العودة إلى وطنهم. حيث ينام أغلبهم في الشوارع وتقريباً بدون أي وصول إلى المياه النظيفة أو الغذاء أو الرعاية الصحية. ويواجهون أيضاً خطر التعرض للإساءة والاستغلال والاحتجاز. 

وفي عام 2020، وسعت المنظمة الدولية للهجرة مساعداتها للمهاجرين العالقين في اليمن، مع مناصرة معاودة برنامج العودة الطوعية الإنسانية إلى إثيوبيا، كإجراء فوري منقذ للحياة.

ويضيف فيتورينو "ومع وجود اكثر من 24 مليون شخص ما زالوا بحاجة إلى نوع أو آخر من أنواع المساعدات، من المطلوب وجود موارد أكبر للاستجابة بشكل فعال للاحتياجات المتزايدة والمعقدة. كان لقصور التمويل تبعات حقيقية في عام 2020، والتي كانت شديدة بشكل خاص على مدن مثل عدن ومأرب التي تستضيفان الآلاف من المهاجرين والأفراد النازحين داخلياً الذين هم بحاجة ماسة إلى الدعم في ظل وصول محدود بالفعل إلى الخدمات". 

 

وأختتم السيد فيتورينو قائلاً "ومع بقاء حقيقة أن الاستجابة الإنسانية الفورية في اليمن حل حيوي، تستمر المنظمة الدولية للهجرة في مناصرة حل سلمي دائم للصراع. وهذا الحل مطلوب بشكل طارئ في محافظة مأرب، حيث يستمر القتال في مفاقمة الاحتياجات على أرض الواقع ويضع حياة مئات الآلاف من الأشخاص في خطر أشد".