صحيفة عربية تؤكد وجود تعاون أمريكي إماراتي لإقناع السعودية بإنهاء حرب اليمن
صوت عدن / خاص :
قالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية إن إعلان واشنطن وقف دعمها لحرب اليمن يجعل الرياض وحيدة في المستنقع، وهو ما يفرض عليها إعادة حساباتها هناك في ظل الحديث عن تواصلها مع الإمارات لإقناع السعودية بإغلاق ملف الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن "الكثير من النصائح وجهت إلى الرياض بضرورة البحث عن مخرج مشرّف يكفل لها حفظ ماء وجهها، إلا أن تعنّتها في رفع سقف الشروط والمطالب جعلها تجد نفسها اليوم في وضع المتلقّي العاجز، الذي يَنتظر أن يُقرّر الآخرون سياسته الخارجية وحماية حدوده ومصير الحروب التي شنّها".
وأضافت الصحيفة: "أما الدول الصديقة والحليفة التي انخرطت في ما سُمّي التحالف العربي، وعددها 16 فقد خرج معظمها من الحرب مبكراً حتى الإمارات تَحوّلت من مقاتل شرس وعنيف حتى العام 2018 إلى مرحلة التردّد والتذبذب والارتجاف".
وتابعت: "وهي سارعت، أخيراً، إلى تذكير الولايات المتحدة بأن قواتها أوقفت العمليات العسكرية منذ العام الماضي في ادّعاء لم تثبت صحّته ولا تزال قواتها تحتلّ قاعدة الريان في حضرموت، ومنشأة بلحاف النفطية في شبوة، وجزيرتَي ميون وسقطرى الاستراتيجيتين. كما أن لها وجوداً قيادياً في عدن والمخا للقيام بمهام إدارة وكلائها".
ويرى مراقبون أن أبوظبي تعيش وضعاً سيّئاً، فلا هي قادرة على إعلان التخلّي عن الرياض وتركها وحيدة في حرب شنّتاها معاً، ولا في استطاعتها الاستمرار في الحرب بسبب تداعياتها على الوضع الداخلي الإماراتي.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن ستعمل مع أبوظبي على تليين موقف الرياض، وإقناعها بأن ملفّ الحرب يجب إغلاقه. وفي هذا السياق، يأتي الاتصال الأوّل بين المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي، ووزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، الذي أكد التزام بلاده بالعمل مع إدارة جو بايدن لخفض التوتر الإقليمي. مع ذلك، فإن السعودية، التي راهنت كثيراً على إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا تزال غير جاهزة للتعاطي مع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة.
لكنها، في نهاية المطاف، ستُرغم على قبول خسارة تدخّلها في الإقليم، وإن كان لا يزال لديها رهان أخير على الصديق الفرنسي الذي يضغط لإشراكها في المفاوضات النووية مع إيران.
وشددت الصحيفة على أن السعودية "لا تملك رفاهية الوقت، أو أيّ مجال للمناورة أمام تسارع الأحداث، أو القدرة على معارضة مصالح صنّاع القرارات الدوليين. فالحرب على اليمن أُعلنت من واشنطن، والأخيرة تطالب اليوم بوقفها والتخلّص من تبعاتها، من خلال وقف دعمها ونزع الشرعية الدولية عنها. وليس أمام الرياض، إزاء ذلك، إلا الامتثال"
ورأت أن أكثر المتفائلين بقرب انتهاء الحرب لا يرون أن هذه النهاية ستكون وشيكة، بل يُرجَّح الدخول في مسار سياسي طويل ومعقّد، مع توقّعات بأن تعمد الأطراف إلى تجزئة الملفّات، والعمل وفق أولويات، فيما يبقى المطلب الأساسي لصنعاء وقف الحرب ورفع الحصار، على أن يصار لاحقاً إلى مناقشة بقية الملفات.