عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة مأرب
صوت عدن / وكالات:
سقوط عشرات القتلى والجرحى من القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين اليوم في معارك عنيفة اندلعت في جبهات عدة بمحافظة مأرب وقد وصفت بأنها "أعنف معارك" منذ بدء هجوم المتمردين الحوثيين مطلع الشهر الجاري.
وافاد مصدر حكومي يمني لوكالة فرانس برس عن "مقتل 27 من القوات الحكومية بالإضافة إلى 34 من الحوثيين خلال اشتباكات في عدة جبهات في محافظة مأرب" اليوم موضحا أن المعارك "هي الأعنف" منذ بدء هجوم المتمردين على المحافظة.
وأكد المسؤول أن المتمردين "تسللوا إلى تلال غرب سد مأرب، وشهدت المنطقة أعنف المعارك".
وقال مصدر عسكري آخر إن القوات الموالية للحكومة "تمكنت من صد هجمات للحوثيين جنوب غرب مدينة مأرب" بينما أشار إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة أبلح جنوب مأرب "استمرت لأكثر من ثماني ساعات، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين" موضحا عدم وجود حصيلة محددة.
وشهدت جبهة الكسارة شمال مأرب معارك عنيفة وقصفًا مدفعيًا متبادلًا، بحسب مصادر عسكرية أشارت إلى سقوط قتلى في صفوف المتمردين لم يعرف عددهم بعد.. ومن النادر أن يعلن المتمردون الحوثيون عن خسائرهم.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بشن التحالف غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين لصدهم عن احراز اي تقدم عسكري في عدة مناطق من المحافظة.
من جانبهم تحدث الحوثيون عبر قناة المسيرة الناطقة باسمهم عن 21 غارة جوية في عدة مناطق في مأرب.
ومنذ عام ونيّف يحاول المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي تعد آخر معاقل الحكومة الشرعية في شمال اليمن.
بعد فترة تهدئة، استانف الحوثيون في الثامن من فبراير هجومهم على القوات الحكومية اليمنية المدعومة من تحالف تقوده السعودية.
وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض المتمردون سيطرتهم منذ 2014، في منأى من الحرب في بدايتها، لكن منذ عام تقريبا، اقتربت المعارك منها، لا سيما هذا الشهر.
ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
لقد كثّفت جماعة الحوثيين هجومهم على مأرب على وقع تراجع إدارة بايدن عن قرار سلفه دونالد ترامب تصنيفهم منظمة إرهابية خشية عرقلة إيصال المساعدات لملايين السكان.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها دولياً خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ مارس 2015، إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن.