صوت عدن / وكالات: 


استمرت اليوم المعارك العنيفة على محاور قتال متعددة في محافظة مأرب ضمن هجوم عسكري واسع النطاق للمقاتلين الحوثيين على عاصمة المحافظة فيما حثت الولايات المتحدة الحوثيين على وقف تقدمها صوب مدينة مأرب والمشاركة في الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وأن تقدم الحوثيين صوب آخر مدينة شمالية تسيطر عليها الحكومة الشرعية يمثل تهديداً مباشراً لعملية السلام ويساهم في تنامي المخاوف الإنسانية حسب الأمم المتحدة التي حذرت من مغبة وقوع كارثة إنسانية في ظل اقتراب خط المواجهة الى حوالي 30 كيلو متر غرب مدينة مأرب.

وكذلك يعتبر الحوثيون السيطرة على مأرب مكسبا كبيرا لانه سيجعلهم يهيمنون على ما كان يعرف تاريخيا باليمن الشمالي بالإضافة أن مأرب هي اخر خط دفاعي قبل حقول النفط والغاز الكبرى.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت الحوثيين وقف "زحفهم" باتجاه مدنية مأرب اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة، مشددة على ضرورة المشاركة في الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي. وأعلنت واشنطن أنها لن "لن تسمح باستهداف المملكة العربية السعودية، لذا يتعين امتلاكها القدرة على الدفاع عن نفسها".

وحثت الولايات المتحدة جماعة الحوثي على وقف التقدم صوب مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة، والمشاركة في الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أكثر من ست سنوات.

وطالب نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الحوثيين بضرورة وقف هجوم مأرب ووقف جميع العمليات العسكرية وإنهاء الهجمات عبر الحدود على السعودية والمشاركة في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

واعتبر في بيان أن "هجوم الحوثيين على مأرب هو عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام بإنهاء الحرب التي ابتلي بها شعب اليمن". مضيفا أن الهجوم لن يؤدي إلا إلى تفاقم أخطر كارثة إنسانية في العالم، مشيرا إلى أن وكالة تابعة للأمم المتحدة تقدر أن مأرب تستضيف نحو مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى بسبب القتال.

وتابع البيان: "مأرب تسيطر عليها الحكومة الشرعية في اليمن. "هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة عدد النازحين داخلياً وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".

من جهة أخرى، أشار المبعوث الخاص الذي عينته الولايات المتحدة حديثا بشأن اليمن تيموثي ليندركينج في أول إفادة صحفية له في وزارة الخارجية منذ تعيينه في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المسؤولين الإقليميين "لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف إلى التوصل لتسوية من خلال التفاوض".

وحضّ المبعوث الأميركي الحوثيين على "وقف زحفهم".. وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يستخدمون "بشكل نشط جدا" قنوات خلفية لنقل رسائل إلى جماعة الحوثي اليمنية. وكان ليندركينج قد عقد محادثات في المنطقة مع مسؤولين كبار.

ولفت ليندركينج إلى أن إيران تلعب "دورا سلبيا للغاية" في الصراع من خلال تدريب وإمداد وتجهيز الحوثيين "لشن هجمات على أهداف مدنية في السعودية ومناطق أخرى في الخليج". لكنه أضاف أنه لدى طهران الآن "فرصة" لدعم المساعي الدبلوماسية المتجددة من أجل السلام.

وعلى الرغم من الخطوات الأمريكية واصل الحوثيون الهجوم على مأرب وشن الهجمات عبر الحدود على المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الإطار قال ليندركينج إنه في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن والرياض على دراسة كيفية تأثير السياسة الأمريكية الجديدة على مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة "لن نسمح باستهداف المملكة العربية السعودية. لذا يتعين امتلاك المملكة العربية السعودية القدرة على الدفاع عن نفسها".