مطار عدن: هل تعد الانفجارات "هجمة إيرانية" تستبق وصول بايدن أم نتيجة لـ "تخبط قوات التحالف"؟
صوت عدن / خاص :
ناقشت صحف عربية الهجمات التي استهدفت مطار مدينة عدن تزامنًا مع وصول أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة التي تدعمها السعودية.
وأدّت الهجمات إلى مقتل 26 شخصا على الأقل وإصابة آخرين. واتهم التحالف الذي تقوده السعودية، الحوثيين بشن هجوم على مطار عدن وآخر على قصر معاشيق الرئاسي .
يقول حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ السعودية: "هذه المرة لم يتم تخريب مساعي السلام في اليمن بالمماطلة والالتفاف والمراوغة والتسويف والنقض؛ أي الأساليب التي اعتادتها الميليشيا الحوثية منذ بدأت محاولات التفاهم معها سلمياً لإنقاذ اليمن من عبثها عبر مفاوضات مع الشرعية".
ويتابع: "ولكنها استخدمت أسلوبا صارخًا في همجيته وعدوانه، يؤكد أنها غير مؤهلة أبدًا لتصبح مكونًا سياسيا يمنيا وطنيا يهمه مستقبل اليمن".
يقول الكاتب: "فعندما يغدر الحوثيون بالحكومة الشرعية التي تم التوافق عليها في اتفاق الرياض بمحاولة تصفية جميع أعضائها في مطار عدن لحظة هبوط طائرتهم، فذلك لا يعني سوى حقيقة وحيدة، مؤكدة هي أنه لا يمكن لهذه الميليشيا أن يكون لها دور في مستقبل اليمن وأمنه واستقراره".
وفي صحيفة الرأي الكويتية، يقول خيرالله خيرالله: "يمكن النظر إلى الهجوم الحوثي الذي تعرّض له مطار عدن مع وصول أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة إليه من زاويتين، الأولى الهجمة الإيرانية المستمرّة على غير جبهة في المنطقة قبيل دخول جو بايدن البيت الأبيض، والأخرى غياب أي كفاءة من أيّ نوع لدى الشرعية اليمنية".
ويضيف خيرالله أنه "لا يمكن عزل الهجوم على مطار عاصمة الجنوب اليمني في هذا التوقيت بالذات عن سعي إيران إلى التأكيد للإدارة الأمريكية الجديدة أنّها موجودة في المنطقة وأن وجودها قويّ جدا".
يرى عمرو عبدالحميد في وكالة الصحافة اليمنية أن "تسابق البعض باتهام الحوثيين هي محاولة لحرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي من جهة، واستثمار الحدث بخُبث للدفع بالانتقالي للانتقام ومواجهة الحوثيين نيابة عنهم".
يقول عبد الحميد: "حالة التخبط لدى قوى التحالف طبيعية، لا سيما في ظل اختلاف أجندات دول التحالف وأبرزها السعودية والإمارات واللتان هما بانتظار التعليمات الأمريكية للتعامل مع الموقف بما يخدم السياسية الأمريكية خصوصا مع تصاعد التوتر بين واشنطن وإيران".
ويضيف: "القوى الوطنية اليمنية أكدت في مجمل تصريحاتها وآرائها، أن التحالف هو من يتحمل المسؤولية لأنه عمل على إنشاء مليشيات وقام بتسلحيها بمختلف الأسلحة لتنفيذ مشاريعها".
يقول أبو الحسنين محسن معيض في صحيفة مأرب برس اليمنية: "مَن يتحمل المسؤولية الكاملة هو التحالف ممثلا في قطبيه أبوظبي والرياض".
ويتساءل أبو الحسنين: "لماذا أتيتم؟ وماذا حققتم؟ وماذا تريدون بعد؟ أتيتم لحماية اليمن وشعبه وشرعيته ضد الانقلاب الحوثي . هكذا أعلنتم. فماذا تحقق خلال سنوات تواجدكم العجاف؟".
ويجيب الكاتب: "تحقق لكم سيطرة على القرار السياسي، وتحكّم في المواقف السيادية، واستقطاع أجزاء من جسد البلاد، وضرب جيشها وتحطيم معنوياته، ودعم التمرد وتأجيج الفتن، والحجر على حكومة الشرعية وقيادة الانتقالي، وزيادة معاناة الشعب وقهره في الخدمات والرواتب والغلاء. هل جئتم لتحريره أم احتلاله؟".
ويرى أبو الحسنين أنه "بناء على واقع ما تحقق وواقعية ما تنفّذ منذ تواجد التحالف حتى اليوم، فإنه مهما كان الطرف المنفّذ، فهو عبد مأمور ومرتزق مأجور، وخربشة في حاشية الحدث، وأداة لمخطط الخُبث والخَبَث. ولكن رأس البلاء وعلة الداء هو من يمسك بخناق الشرعية والانتقالي. هو التحالف الذي يحركهم لتحقيق أهدافه".
أما صلاح السقلدي فيرى في صحيفة رأي اليوم اللندنية أنه "في ظل استمرار انسداد أفق التسوية السياسية فإن مستقبل هذه الحكومة بات على المحكّ وباتت الساحة اليمنية شمالا وجنوبا مرشحة لمزيد من الاضطرابات والاحتراب والتناحر إنْ لم تتداركها جهود تسوية سياسية حقيقة تستفيد من التطورات الإقليمية الإيجابية المتمثلة برأب الصدع الخليجي-الخليجي الذي حدث مؤخرا وأعاد المياه إلى شبه مجاريها".
ويؤكد الكاتب على أهمية "الاستفادة مـن الإدارة الأمريكية القادمة التي تتحدث عن تطلعاتها لوضع نهاية للحرب باليمن وللضغط على القوى الإقليمية والمحلية التي ترفض الشروع بتسوية سياسية حقيقية. ما دون ذلك فالقادم سيكون أكثر قتامة وأكثر بؤسا".