كانت لنا ايام لا تُنسى يتذكرها كل طفل عدني، العيد و دراهين عدن و الكركوس لقد  صنعت هذه الأعياد دورأ مهمأ في حياة اطفال عدن، الى جانب هذه الأعياد كانت هناك زيارة أضرحة اولياء الله الصالحين، و منها:

زيارة العيدروس في كريتر، و زيارة الهاشمي في الشيخ عثمان، و زيارة الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس باعلوي، و الشيخ أبو البهاء جوهر بن عبدالله العدني، و الشيخ عبدالله بن أحمد، و الشيخ حسين بن صادق الأهدل، و الشيخ أحمد حسين المهدلي، و الشيخ علوي بن محمد عيدروس، و الشيخ عبداللطيف العراقي، و الشيخ علي بن محمد العراقي، الذي كان يتبرع سنوياً لأعمال الخير، و الشيخ أحمد بن علي العراقي، و تُقام له زيارة سنوية إمام ضريحه في التواهي مقابل رصيف أمير ويلز، و الشيخ الحكم بن أبان بن عثمان بن عفان، و هو حفيد الخليفة الثالث عثمان بن عفان, و كان قاضياً فقيهاً في عدن،و تقام له زيارة سنوية في 15 شعبان من كل عام، و الشيخ أحمد بن علوان تقام له زيارة سنوية في 12 شعبان من كل عام، و الشيخ سليم محمد العراقي الذي تقام له زيارة سنوية في 13 رجب من كل عام.
كذلك كانت هناك زيارة الخضر في الغدير و الشاطري في المعلا و أبو الوادي في حقات، و في المحافظات الأخرى توجد زيارات مماثلة مثل زيارة سفيان في لحج.

و الى جانب تلك الأعياد كان من عظمة ابناء عدن و حضارتهم و انسانيتهم انهم يشاركون اخوتهم من الطوائف الأخرى من سكان عدن اعيادهم كاليهود و البانيان و الفرس و الإنجليز.

و فجأة بعد الوحدة جاءت لنا عناصر شمالية تُكفّر هذه الأعمال و زيارة الأضرحة، لا نريد ان نبادلهم الإتهامات، و نُكفرهم لأن اخلاق الجنوبيين لا تصل الى هذا الحد من الحقد، و لكن نقول لهم اثبتوا لنا أن هناك شخصاً واحداً يعتقد أن الولي ينفع أو يضر من دون الله - فليس هناك من يعتقد ذلك، و إن وُجد أحدهم فهذا لا يضر بأصل المناسبة التي وجدت لأجل أن يتذكر الناس حال أولئك الرجال من التقوى و الورع و الصلة بالله تعالى و الزهد عن الدنيا و متاعها.  

قال تعالى في سورة يونس:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ،  الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. 
فمعنى أولياء الله بكل وضوح و اختصار هم أهل الإيمان و التقوى، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم، فيلتزمون أوامره، و يجتنبون نواهيه.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم ":
" يُخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا و كانوا يتقون، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة، 
( وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّ الله عليه و سلّم : 
( إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء و الشهداء)، 
قيل: من هم يا رسول الله؟ لعلنا نحبهم،
 قال: هم قوم تحابوا في الله من غير أموال و لا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، و لا يحزنون إذا حزن الناس.

لهذا فالولاية ليست حكرا على أحد، و لا لطائفة معينة او لبطن من البطون، و ليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس، و لا يتم توارثها، بل هي تبدأ بالقلب محبة و تعظيما لله عز و جل، و تُترجم إلى واقع عملي، فيكسب صاحبها حب الله تعالى و ولايته.

الخلاصة
-----------------------------------------------------------------------
وردت من عدن ان أحد خطباء المساجد في عدن هدد بهدم ضريح العيدروس، فوجد فجأة ان ذهب اهل عدن زرافات الى مسجد و ضريح العيدروس للزيارة، و تمت قراءة القرآن الكريم و الدعاء للصالحين و لله الحمد.

د. علي محمد جارالله
6 رمضان 1446هـ الموافق 6 مارس 2025م