المنظمة الدولية للهجرة تفتتح بنية تحتية رئيسية في حضرموت لتمكين المزارعين اليمنيين
صوت عدن/ تريم/ فؤاد قائد:
في إنجاز مهم في جهود اليمن لمعالجة النزاعات المتعلقة بالمياه والتحديات البيئية افتتحت المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع السلطات المحلية وبتمويل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي تدخلين رئيسيين للبنية التحتية في مديرية تريم بمحافظة حضرموت.
وتشمل التدخلات إنشاء جسر سطحي مدمج مع سد من الجابيون في منطقة دامون وجدران جابيون واقية في السابير.
وتهدف مشاريع البنية التحتية هذه إلى التخفيف من مخاطر الفيضانات وتعزيز الإنتاجية الزراعية وتعزيز السلام والوئام بين المجتمعات المحلية.
وقال عبد الستار إيسويف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن : "إن هذه المبادرة تتجاوز مجرد إنشاء البنية الأساسية فهي تتعلق بتقديم حلول دائمة. ومن خلال دمج الحلول التقنية مع بناء القدرات نهدف إلى تلبية الاحتياجات العاجلة مع تعزيز الحوكمة حول إدارة الموارد الطبيعية.
ومن خلال العمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية وقادة المجتمع، نعمل على تطوير استراتيجيات مستدامة لإدارة المياه لضمان فعالية هذه التدخلات وامتلاكها محليًا".
تواجه حضرموت مثل معظم مناطق اليمن ندرة شديدة في المياه تتفاقم بسبب تغير المناخ وتدهور التربة وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة.
وقد أدت الطبيعة الدورية للفيضانات والجفاف في المنطقة إلى تدمير الأراضي الزراعية وتآكل التربة وإجبار العديد من الناس على التخلي عن سبل العيش الزراعية مما أدى إلى تصاعد التوترات بشأن الموارد المحدودة.
يهدف مشروع "المياه من أجل السلام" الذي انطلق في أواخر عام 2023 لمعالجة التحديات الحرجة في مديريتي تريم وسيئون في اليمن، إلى التخفيف من الآثار المدمرة لندرة المياه والتدهور البيئي.
ومن خلال تعزيز إدارة الموارد الطبيعية وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود، تساعد المبادرة في بناء مستقبل أكثر استقرارًا واستدامة لمحافظة حضرموت.
يقدم الجسر السطحي وسد الغابيوم في دامون حلولاً عملية للتحديات المحلية. يعمل سد الغابيوم على إبطاء مياه الفيضانات مما يقلل من التآكل ويحمي الأراضي الزراعية بينما تجمع بركة التربة القريبة المياه لإعادة شحن المياه الجوفية ودعم الزراعة. تعمل هذه الهياكل معًا على تمكين العبور الآمن أثناء الفيضانات مما يضمن الوصول المستمر إلى المدارس والأسواق والخدمات الأساسية.
في الماضي كانت الفيضانات تعزل المجتمعات بشكل متكرر لأيام مما يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية بشكل خطير.
وفي قرية السابير المجاورة تحدث تدخلات مماثلة تأثيراً كبيراً. إذ لا تعمل جدران الغابيوم التي يبلغ طولها 40 متراً على حماية المزارع من مياه الفيضانات المدمرة فحسب بل تساعد أيضاً في توزيع المياه بشكل أكثر توازناً بين الأراضي الزراعية. وإلى جانب حماية الأراضي الزراعية تعمل هذه الجدران على تعزيز التوزيع العادل للمياه والحد من النزاعات بين المزارعين وتعزيز التعاون الأقوى داخل المجتمع.
ومن المتوقع أن يشهد المزارعون انخفاضًا كبيرًا في خسائر المحاصيل حيث يحبس سد الغابيوم الحطام مثل الطمي والحجارة، مما يحمي الأراضي الزراعية من التلف. كما يعمل الطمي المحبوس على تعزيز خصوبة التربة، مما يمكن المزارعين من تنويع محاصيلهم وتعزيز الغلة الزراعية. وقد أعرب المجتمع عن رضاه الكبير عن المشروع وأشاد بإمكاناته لتحسين سبل العيش. ونظراً لهذا الاستقبال الإيجابي يتم النظر في المبادرة كمشروع تجريبي لتكرارها في مناطق أخرى.
بدعم من الوكالة الكورية للتعاون الدولي يواصل مشروع "المياه من أجل السلام" العمل كنموذج للنهج المتكاملة التي يقودها المجتمع لإدارة الموارد الطبيعية. ومن خلال الجمع بين تطوير البنية الأساسية ومبادرات التمكين تساعد المنظمة الدولية للهجرة المجتمعات المحلية في حضرموت على التغلب على تحديات تغير المناخ وبناء مسارات السلام.