صليت الظهر وخرجت من بيتي إلى منطقة الدقي لمقابلة سعادة السفير خالد بحاح ، بدعوة كريمة من المستشار الإعلامي المحترم الاستاذ بليغ المخلافي .

 للسنة الثانية يجمع سعادة السفير في مبنى السفارة عددًا من الصحفيين ،بمختلف مشاربهم ، ويدور بيننا النقاش حول عدد من المواضيع القابلة للنشر وغير القابلة للنشر نتيجة الظروف التي تعيشها اليمن والمنطقة ككل.
وبطبيعة الحال تحدث سعادته عن أهمية دور الإعلام في المرحلة الحالية والعوائق التي تواجهنا جميعا ، إضافة لما نقوم به نحن كيمنيين في مصر وما يعود علينا بعد ذلك من مشكلات وأزمات. 

حقيقة هناك أمور أختلفت تماما عن سابق عهدها ، تواجه الجالية عدة أزمات تؤثر على وضعها النفسي والإقتصادي والمعيشي  ، مشكلات في التعليم والإقامة ناهيك عن مفاهيم مغلوطة تتعرض لها الجالية مع العامة.
تعتبر مصر الحضن الآمن لنا نحن معشر اليمنيين ، مصر فتحت أبوابها أمامنا ولم تغلقها أبدا ولكن مع الظروف الإقتصادية الصعبة في مصر والعالم أجمع يجب التنبيه إلى أن الإقامة والمعيشة في مصر تحتاج لقدرة مالية جيدة  تساعدك على العيش الكريم والآمن.

إنخفض عدد المقيمين في مصر بشكل كبير  ، وبحسب الإحصائيات غير الرسمية قدر عددهم تقريبا بما يعادل 100 ألف يمني مقيم يتعرض عدد قليل منهم للمساءلة القانونية نتيجة عدم إدراك هؤلاء لبعض الأمور الخاصة بالناحية الأمنية وهذا الأمر ينعكس بشكل مباشر على باقي الجالية .. وهناك فئة أخرى أختارت لنفسها طرق غير مرضية حتى تتمكن من البقاء والعيش، والفئة الأكبر تحاول ترتيب أمورها بشكل سوي وأمن .

من الواضح أن سفارتنا في القاهرة تحاول حل الكثير من القضايا ولكن الصعوبات والعقبات أكبر من الإمكانات المتاحة ومع هذا المحاولات مستمرة ونية السفير في الإصلاح لا تنضب ، بحسب ما سمعت اليوم من سعادته .

نحن أيضًا كيمنيين ثقتنا في القيادة المصرية لا حدود لها وأملنا في تفهمهم لن  ينقطع ، لم يخلق هذا الشعور من فراغ وإنما نتاج لمواقف تاريخية طويلة وعلاقات عميقة جمعت البلدين.

خرجت وأنا في داخلي الكثير من الوجع ، ركبت أوبر ومشيت في طريقي إلى بيتي في مصر الجديدة ، مررت بوسط البلد والعباسية وجامعة عين شمس ومدفن الرئيس جمال عبد الناصر الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته ، طلبت من السائق الوقوف دقيقة حتى أتمكن من قراءة الفاتحة والترحم على إنسان عظيم وقيمة عربية لن ينساها التاريخ ابدا . جميعنا راحلون.. ويبقى الاثر