صوت عدن/ خاص :

   عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة،صدر لمحمد عمربحاح  كتاب جديد بعنوان:(عدن ذات زمن) ،  قدم للكتاب الكاتب الكبيرأديب قاسم
،ورسم وصمم الغلاف الفنان عدنان جُمن .
   في 29 فصلا ً، و300 صفحة من القطع المتوسط يحكي الكاتب بأسلوب يجمع بين فن المقال وتقنية السرد لا قصة مدينة يكتبها قلم عرف بحبه وعشقه لمدينة عدن ،ولكن صورة لمدينة وعصر بكل تجلياتها، ومشاهدها: ماذا كانت ، وماذا جرى في عدن ولها ؟ 
 
يتحدث الكاتب عن عدن التي استطاعت ان تكون مدينة للتعايش الإنساني بين مختلف الجنسيات والديانات والثقافات والأعراق تحت سقف واحد ، يقول ان ذلك كان من أسباب قوتها وتميزها، التنوع والتعايش والاشتراك معاً في صناعة نموها وازدهارها الاقتصادي والتجاري والثقافي ، ويؤكد الكاتب ان هذا يحسب للمعنى الفلسفي الكبير للإسلام الذي لديه هذه الطاقة الإستيعابية الكبرى للآخر، وتقبل دينه وثقافته ، وفي الوقت نفسه للفهم الحضاري لتلاقح الشعوب والثقافات الذي جسده وجود قوانين مدنية تضمن حرية الأديان والعبادات.  
 الكتاب تصوير على نحو ما، لعدن ذات زمن ، كانت الأولي في كل شيء تقريباً،
في التعليم ، والصحة، والثقافة،والصحافة
 ، والإدارة، والرياضة،والحياة المدنية ، والاحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية،  والفن والطرب ، وقبل ذلك وخلاله في التجارة وكانت القاطرة لعملية التنوير في اليمن ومنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية ، وكانت في ذات الوقت الشعاع على طريق المستقبل . 
 كما أن الكتاب في نفس الوقت ، يتناول مراحل لاحقة سادت ما بعد الاستقلال، ظهر فيها التفريط بمكانة عدن كجوهرة وميناء حر وممر دولي للتجارة العالمية، فكانت النتيجة ان تلك السياسات التي طالت معظم السياسات الداخلية والخارجية ،أن جرفت كل خصب على أرض عدن ، حتى بدا ان عدن تضيع وتفقد عصرها الذهبي ، مدينة وحياة وشعباً ومستقبلاً . 
 لكن الكاتب يؤكد في نفس الوقت ان عدن مدينة عصية على الكسر والإنكسار، وانها مثل طائر الفينيق تنهض من بين الرماد .
 يقول الكاتب اديب قاسم في مقدمته الموجزة والثرية للكتاب : البحاح بقليل من الكلمات يقول لك أشياء كثيرة وجميلة! وغنية في الإمتاع عن عدن التي ما انفك أهالي عدن يبحثون عنها في وعاء ذلك الزمن الجميل في توق إلى الماضي وحنين إلى الوطن .