بينما تفتقدها مكاتب المدارس.. كتب جديدة حكومية للتعليم الأساسي وغيرها بطبعات حديثة تباع لدى مفترشي أسواق الشيخ عثمان بـ 1500 ريال.. فمن المسؤول؟
صوت عدن/ محمد عبد الواسع:
من غير المعقول والمدهش ان تجد ضالتك من الكتب المدرسية تباع نهارا جهارا لدى المفترشين في ارصفة الاسواق ولايجدها المعلمون و التلاميذ على رفوف مكاتب المدارس لتعطي لهم بغية الاستفادة منها ولتحصيلهم العلمي لجيل فقد كل شئ في هذه البلاد حتى من أبسط مقومات التعليم الا وهي الكتب المدرسية .
الكتاب المدرسي وجوده في ايادي الطلاب امر ضروري للتهيئة والمراجعة والرجوع إليه عند قدوم الاختبارات يستدل به الطالب لمواضيع ودروس تم تلقيها في الفصل على مدار فصلا كاملا أو فصلين دراسيين يقدم من خلاله كل ما استوعبه من المعلم أو لم يستوعبه لكنه أمرا بديهيا ان يبحث فيه ويقرأ كل الدروس المقررة التي كان حاضرا فيها ام لم يحضرها لأسباب مرضية.
بالأمس استبشر المعلمون وكذا أولياء الأمور والتلاميذ أن تقوم وزارة التربية والتعليم بمهامها في توفير ابسط وسيلة تعليمية وهي الكتب وتوفير كل مستلزمات طباعتها بما فيها الموارد المالية حيث بدأت مطابع الكتاب المدرسي بطباعة نسخ من الكتب بموافقة الوزارة على اساس انها نسخ تجريبية وتم توزيعها على 30 مدرسة للتعليم الأساسي من أصل 100 مدرسة حكومية في جميع المحافظات و المناطق المحررة ولكن هذا التوزيع ربما فقد طريقه فبدلا من ان يتم توزيع هذه الكتب المطبوعة حديثا من مستودعات التربية إلى مكانها المعتاد في مكاتب المدارس نرى ان التوزيع أخطاء الاتجاه والطريق الصحيح ووزعت هذه الشحنات على حمران العيون لتجد مقرها النهائي في بسطات ومفترشي الاسواق السوداء وبيعها بمبالغ كبيرة تتعدي الألوف.. قد يتأمل بعض أولياء الأمور هذه المبالغ التي قد تنفع أرباب الأسر في توفير ابسط مقومات العيش لاسرهم فبدلاً من شراء الطعام ينزع ملاك مفارش الأسواق ابيع الكتب اللقمة من أفواه هؤلاء التلاميذ جيل المستقبل الذين أصبحوا يبحثون عن العلم السوي والطعام ولا يجدوه في دولة مغيبة تحصل على المساعدات الهائلة من المنظمات الدولية، لكن مسؤوليتها تنحصر على عدم اللامبالاة والتطور وعدم جديتها في نهوض التعليم.
الكتب اليوم المطبوعة حديثا باشكالها المختلفة ولجميع المراحل متوفرة بكل مفارش الباعة وبدون مفاصلة في السعر وسنجد الكتاب الواحد بقيمة 1500 ريال ولسان حال الباعة كانه يقول "وعلى عيونكم يا مسؤولي وزارة التربية والتعليم انتم ستطبعون وستوفرون الكتب وستصرفون الأموال لطباعتها وتوزيعها ونحن سننفرد ببيعها كما نشاء وبالسعر الذي نحدده نحنُ على اقبة وطاولات مفارشنا".
ولهذا نقول.. من المستحيل تطور التعليم والتحصيل العلمي لطلابنا في المدارس والنهوض بالبلد، بعد أن أصبحت هذه الضوضاء ترافق التعليم في كل عام دراسي وعدم توفير الكتب للطلاب في المدارس وانتشال الوضع التعليمي المزري الذي وصلنا إليه.. ونتسأل عن من هو المسؤول بهكذا عبث اوصل حال طلابنا اللجؤ والبحث عن كتب مدرسية خارج نطاق الحصول عليها من المكاتب المدرسية ليتم شراؤها والبحث عنها بمبالغ خيالية من مفارش بائعيها في السوق السوداء بعدن؟