ورقة عمل على هامش الندوة الرياضية التي شهدتها مدينة عدن ؟!
بداية أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير للأستاذ حامد لملس محافظ م/ عدن ووزير الدولة ( راعي ندوة الإرتقاء
بالشأن الرياضي في مدينة عدن ) ومساعيه الحميدة لتحريك حالة الركود التي أصابت المشهد الرياضي منذ ردحاً من الزمن .
كما أتوجه بالشكر والعرفان لكل القائمين عل هذه الندوة التي أقيمت لمدة يومين هذا الشهر الحالي أكتوبر في تاريخ 22/ 23 الموافق الثلاثاء والأربعاء في إحدى صباحات مدينة عدن الحبيبة الآسرة والعشق الأبدي .
وتفاعلاً مع هذه الندوة النوعية
أسمحوا لي أن أضع ثلاثة محاور تصب في مجملها وتتبلور من خلالها إستعادة وهج وبريق وفعالية المشهد الرياضي الغائب والمهمش المقفر لأسباب متداخلة يطول شرحها ولسنا بصددها في هذا المقام .
الحديث والخوض في آلية تفعيل المنظومة الرياضية (العدنية) التي كانت تمثل السبق التاريخي والريادي على إمتداد حقب زمنية وعلى وجه التحديد منذ بواكير وبدايات القرن الفارط في عموم اليمن والخليج والجزيرة العربية بل وسبقت شهرتها وذاع صيتها في العديد من الدول في وطننا العربي بشكل عام .
الواقع يؤكد أن الرياضة تراجعت بشكل مخيف منذ أزمنة طويلة وفي الحقيقة بصورة مؤسفة ومزرية وأنعدمت بها العديد من الأعراف والقوانين والمقومات المتعلقة بأصول إستمرارية المشهد الرياضي كما تعلمناه وعهدناه في حقب زمنية ذهبية سابقة ... ، وساد في مفاصل الجسد الرياضي في وقتنا الراهن وهيمن التخبط والفساد والعشوائية والمزاجية
وغابت المصلحة العامة وسارت دفت الأمور ومجرياتها كما يقال ( على مايشتهي الوزان ) ..؟!
سؤال يفرض نفسه على كل الأطراف القائمة علي الشأن الرياضي مفاده أين الرياضة في وطننا الحبيب وإلى أين آلت اليه الأمور وماهي الإنجازات في مختلف الصعد والمستويات ..؟!
الإجابة كل مانسمعه ونشاهده على أرض الواقع إستعراض للعضلات والخلافات بين القيادات التي كان يعول عليها أن تقوم بمواصلة سمعة ومكانة حركتنا الرياضية في الوطن نحو الأفضل في الداخل والخارج وأن تغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة ، كان ينبغي على (القيادات الكارثية) أن تترفع عن صغائر الأمور التي دمرت تاريخ الرياضة الباهي والمشرق في عدن والجنوب بصورة عامة .
سأحاول أن أوجز مداخلتي كما أشرت بثلاثة نقاط ومحاور مركزة ومقتضبة بالشكل التالي :
أولاً :
كانت الأندية الرياضية في عدن تنضوي تحت هذا العنوان على سبيل المثال لا الحصر نادي شباب الجزيرة أو الواي أو الحسيني أو الهلال الثقافي _ الرياضي بمعنى أن مفهوم أهمية الدور الثقافي كان (محور الإرتكاز) وكانت كل الأندية في مدينة عدن أيضاً تعمل وتحمل نفس هذا العنوان (الثقافي التربوي الأخلاقي) قبل الرياضي ومن هنا تتلمذنا وتعلمنا من خلال الأندية في مدينة عدن مفاهيم وقيم ومبادئ راقية في غاية الأهمية ذات صلة وثيقة ومتصلة بتربيتنا في مراحل يفاعة الصبا وعنفوان الشباب فكرياً وأدبياً ورياضياً لذلك ظلت علاقتنا منذ الشباب بأنديتنا قوية ووثيقة حتى هذه اللحظة وتتسم بالولاء والإنتماء والتضحية من أجل كيان كبير حامل لكل الطموحات والمنافسات والأنشطة الرياضية .
سؤالي أين أختفى هذا المفهوم العميق والعظيم من حياتنا وماذا نتوقع من جيل لايحمل الهوية والولاء والمصلحة العليا لناديه قبل كل شيئ وفي المقام الأول ..؟!
علينا الإشتغال على إعادة ترميم وإعمار عقول شبابنا الذي (فقد النموذج والقدوة والرمز الأخلاقي والإنساني) قبل النظر في إعادة البناء البنى التحتية الرياضية المدمرة فإذا أستطعنا بداية تقويم وإعادة بناء عقول وأخلاقيات شبابنا من خلال الأندية الرياضية التي ينضوون اليها (ووضع الكفاءات المؤهلة الرياضية التي تنتمي للوطن) فأننا بذلك نضع أيدينا على بداية الطريق القويم من أجل النهوض بواقع الحركة الرياضية بصورة عامة في وطننا الغالي الحبيب ..
ثانياً :
أين دور المدارس في تنمية قدرات أبنائنا في واقعنا الحالي المعاش وأين دور المعلم (المغيب) الذي للأسف أصبح في الدرك الأسفل معنوياً ومادياً وإنسانياً ..؟!
ياقوم لاتبنى حضارات الشعوب إذا لم نستوعب أهمية دور التربية والتعليم من أجل النهوض بالأمم الحية النابضة على مدى وإتساع الكون ..
كنا في السابق نتعلم الرسم والموسيقي والرياضة في مناهجنا كمواد أساسية على أيدي أساتذة ومدرسين متخصصين فأين نحن اليوم من ذلك الماضي التليد أين دور التربويين والمعلمين صناع الأجيال التي يفاخر بهم الوطن بين الشعوب والأمم ..؟!
ثالثاً :
توفير البئة والمناخ المناسب وتبني أصحاب المواهب والقدرات الإبداعية الإستثنائية في وقت مبكر ورعايتها صحياً وبدنياً ومادياً وتهيأتها للخوض في (مجالات الإحتراف) ومواكبة مايحدث من تطور في لعبة كرة القدم إقليمياً ودولياً وعالمياً ..
تطوير المنشأت الرياضية بما ينسجم ومستجدات العصر الراهن الذي تخلفنا عن مواكبته بسب دمار الحروب وعبث الدخلاء الذين لاينتمون للمعايير العلمية والأكاديمية فأصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه للمتطفلين والأدعياء تحت شعار (أن لم تستح فأفعل ماشئت) ..؟!
هذه قراءتي المتواضعة من أجل المساهمة في النهوض والأرتقاء بالواقع الرياضي والإبداعي المتدهور العليل والمتصحر في عموم المشهد بشكل مؤجز في مدينة عدن الفنار المشع وهجاً والسبق الريادي في كل المجالات الإبداعية والفكرية والمعرفية والرياضية والفنية والمسرحية ..... وحدث ولاحرج ..
نعم أنها (عدن) التي في خاطري وفي دمي ..
كفانا .. كفانا .. كفانا إستهتار وغطرسة ومجاملات ودجل ونفاق ووساطات مزقت جسد وطننا المكلوم ليصبح حاله الجريح (كريشة في مهب الريح) فهل من مستجيب لصوت العقل والمنطق والحكمة وبناء مستقبل الأوطان ..؟!
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد ..!