حياتنا التي نعيشها تبقى دائما صعبة وشبة مستحيلة بل وأحيان نرغب كثيرا في الترجل عن سرجها الذي ارهقنا امتطائة المستمر والمفروض علينا بل ونقبل ببساطة إرخاء أيادينا بكل قناعة لذلك اللجام ومن إصرار الإمساك به كحل نهائي من شدة ملل صبرنا المرهق لطول المسافة التي نقطعها وكثرة الحواجز والعقبات تلك التي تصادفنا بإستمرار ويجب علينا تجاوزها في معترك هذة الحياة والتي تبقى أحبتي جميلة جميلة نعم جميلة جدا مهما كانت صروفها وأقدارها متقلبة وأشد إضطرابا في وقعها المحزن علينا في غالب الأحيان .
نعم أحبتي إن الحياة تبقى جميلة حتى لو أرهقتنا حتى لو أتعبتنا حتى لو أنهكتنا وأحسسنا معها لوهلة خاطئة من الزمن بأننا غير قادرين ولم نعد نريد أن نستمر طويلا في عيشها وعيش تفاصيلها المملة بل قد يذهب خيال البعض منا أبعد من ذلك لربما كثيرا حين يتمنى تلك الأماني المستحيلة علينا نحن البشر بأن يعود الى بطن أمه ليبقى ذلك الحيوان المنوي الجامح والذي قذفتة خاتمة تلك الليلة الحمراء الجامحة لينجح نجاحا باهرا ومدوي بالفشل ويفشل في الوصول الى تلك البويضة ولم يكتب له أن يدخل في شراكة تلقيح جينية معها بل ويكتب عليه أن يموت في بحر الظلمات المعتم .

(أحيان يكون الفشل أعظم من النجاح وأكثر عظمة من تحقيق الشيء نفسة الذي نسعى إليه)

حتى لو ظننا لوهلة أحبتي بأن ذلك الخيال وتلك الأحلام بلا سبب منطقي لوجودها في حياتنا أو ليس لها قيمة تذكر أو هي بحر من الغرق والضياع والتوهان والشطحات الفردية للبعض منا للتعالي أو تبقى هي كمجرد حل سريع وجذري لنهرب نحن من خلالها بفشلنا ولنتمكن بسلاسة من الغوص في احلامنا وخيالنا بعيدا عن مواجهة واقعنا المرير في الغالب لنعتكف أو ندخل في سبات عميق لأشهر أو لسنوات أو ننفى فيها الى آخر العمر كي نعيش في راحة أبدية وهمية وذلك نتيجة طبيعة لسوء إستخدامنا لتلك النعم والموارد الربانية ، نعم أحبتي إن الأحلام والخيال هي موارد فريدة وهبها الله لنا .
الله سبحانة وتعالى أحبتي خلق لنا الأحلام التي نراها في منامنا كحل وعلاج مؤقت في تفريغ شحناتنا اليومية التي نعتصر فيها ونقاسي ونعاني كثيرا في كيفية التخلص منها لنفرغ طاقاتنا وشحناتنا تلك عن طريق الأحلام بل لربما من خلال تلك الأحلام نستطيع أن نراجع مشاكلنا ونصل الى حلول نعم هذة حقيقة من وجهة نظري البسيطة والمتواضعة جدا .
ان احلامنا سواء كانت احلام يقظة او تلك الاحلام التي نراها في منامنا حين نغوص في نوم عميق وكأننا في سبات دب شتوي يستمر لساعات في النوم بعد يوم عمل كان مرهق لنهارنا المنقضي فنتخلص من كل اجهادنا ونخرج كل انيننا وآهاتنا في تلك الأحلام الليلية التي تأتي كحل سريع لتفريغ الشحنات الزائدة والتي كثرتها قد تؤدي الى إنفجار أدمغتنا من شدة التفكير في كل ثنايا مايشغلنا ونتخلص منها في أحلامنا دون أن يكتشفنا أحد .

(أحيان يتحتم علينا أن نترك الأمور تسير وفق سيرها لأن محاولتنا فهم كل شيىء يدور حولنا مرهق جدا بل لاحاجة لنا في إهدار وقتنا الثمين على تفاصيلها أو محاولة التشبت بها والتي لاتفيد مطلقا)

أما أحلام اليقظة تبقة نعمة جميلة جدا لأننا أحبتي حين نفشل في شيء أردنا تحقيقة أو مشكلة صادفتنا نلجأ الى أحلام اليقظة ونحن مستيقضين لنراجع ونحاول الخوض في تلك الأحلام لرسم إستراتيجيات مختلفة جديدة عن سابق أفعالنا لتمكنا من الوصول لما نريد ولحل كل مانعاني منه ويكون سبب مرهق جدا لنا ونلجأ ربما لذلك النوع من أحلام اليقظة لأنها تبقى أبدا ودائما بلا أي ردة فعل قد تؤلمنا بل نتمكن من السيطرة الكلية عليها وبرمجتها وفق مانصبوا ومانريد نحن فقط إذا نبقى نحن المسيطرون على كل شيء ولا يفلت منا أي تفصيل حتى لو كان صغيرا وكأنها صالة للتدريب قبل العرض النهائي أمام الجمهور العريض والصاخب .
نعم أحبتي حقيقتنا أحلام يقظة لأن أحلام اليقظة وإن لم يفهم البعض نعمتها ومدى أهمية وجودها في حياتنا ، لكنها تبقى مهمة جدا ومن النعم الجميلة التي أنعم الله علينا بها .
أحلام اليقظة تجعلنا نسعى جاهدين في أن نصبح في أفظل صورة ونسخة ممكنة منا لذا نلجأ الى تلك الأحلام اليقظة لنحفز أنفسنا وأدمغتنا وإغناء فكرنا للوصول الى كل ما نريد تحقيقة يوما ما لأننا لانستطيع أن نرسم خططنا ونحن نائمون وإن كانت هنالك فئة نادرة جدا من البشر تستطيع فعل ذلك لكن الأغلبية يستعين بأفكار اليقظة لتحقيق مايريد الوصول إليه ويستعين بأحلام اليقظة أيضا في مراجعة كل أخطاءة السابقة التي وقع فيها .
الأحلام بنوعيها تبقى رائعة جدا وتبقى مورد بشري خام ونادر جدا بل ولا ينضب مطلقا لكن أحبتي المشكلة الكبرى تكمن في سوء إستخدام هذة الموارد لأن سوء الإستخدام دائما مايدمر الأشياء ويطمر جماليتها الفريدة وينقلب دائما للضد .
ذلك الخيال وتلك الأحلام التي نراها في منامنا أو التي يطلق عليها أحلام اليقظة تبقى جميلة جدا أحبتي والتي لايرى مغزى جماليتها الجوهري الفريد سوى تلك العقول التي تتعامل دائما مع الأمور وكل تبعاتها التي تظهر تباعا بالحكمة والأخلاق .


الخلاصة:



اُتْرُكُونِي وَحْدِي 
وَدَعَوْنِي اُحْلُمْ 
إِنِّي بِحُلْمِي 
دَائِمًا أَكُونَ أَجْمَل 
اُتْرُكُونِي وَحْدِي 
وَدَعَوْنِي اُحْلُمْ 
مَا مَعْنَى اَلْحَيَاةِ 
إِنْ لَمْ يَكُنْ عَيْشُهَا 
أُسْلُوب فَرِيدٍ مُذْهِلٍ 
اُتْرُكُونِي وَحْدِي 
وَدَعَوْنِي اُحْلُمْ 
إِنَّ اَلصَّبْرَ خَيْرَ 
وَأَنَا اِمْتَلَكَ مِنْ اَلصَّبْرِ 
مَايجَعَلَنِي أُوَاجِهُ 
كُلُّ مَا يَأْتِي وَيَقْبَلُ 
اُتْرُكُونِي وَحْدِي 
وَدَعَوْنِي اُحْلُمْ