لا أتفق مع جماعات وأحزاب وكيانات الإسلام السياسي ولا أستطيع الجمع أبداً بين الدين والسياسة ، كما إنني أكدت خلال فترات سابقة على أن خراب الدول العربية وخاصة اليمن سببه الأول الأحزاب التي تتخذ من الدين ستارا لسياستها وتستقطب أعضائها من خلال المواعظ والخطب وقال الله وقال الرسول.
أختلف مع الإخوان والإصلاح وحماس وحزب الله وكل من هم على نفس الشاكلة طالما وأن هدفهم تعكير الحياة السياسة داخل حدودهم المحلية وفرض السيطرة الفكرية والسياسة وأحيانا العسكرية في دول عربية أخرى .. لكنني مع ما تقوم به حماس اليوم  بكل ما أوتيت من فهم وقناعة وقومية عربية وماض محمل بالذكريات السيئة لكل ما حدث  في فلسطين وجنوب لبنان ومصر منذ حرب ٤٨ وإلى يومنا هذا.
حماس اليوم تدافع عن أرضها ، تطالب بحقها وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضهم من المغتصب الصهيوني .. أمر حتمي مشروع لكل فلسطيني يعبث الكيان الصهيوني بأرضه الطاهرة المقدسة.
إستشهاد القيادات داخل المنطقة الملتهبة في غزة شرف حقيقي لا يقدر بثمن ، دفاعهم عن قضيتهم ليس ذنبا وإستشهادهم منحة ربانية لن ينالها إلا من أخلص في عهده وأرتضى لنفسه الشهادة.
من لا يحسن فهم ومعنى الكرامة والحرية والإخلاص لا يجوز له الفتوى ونشر سيئات تفكيره وجحود عروبته وضياع أولويات دينه .. ديننا علمنا بأن نكون سندا لبعضنا البعض ومع الأسف هناك من  أشعل مواقع وسائل التواصل بعد إستشهاد  هنيئة ونصر الله وبعده السنوار بما يؤكد لنا بأن الخيانة عند البعض أصبحت  غاية في حين كنا نعتقد أنها وسيلة يجني من خلالها ما لذ له وطاب.
إستشهاد السنوار الموثق عبر فيديوهات العدو جعل منه رمزا لا تفنى قدسيته ، لم يتنازل عن قضيته ، ولم يلجأ لمكان آمن خارج غزة ، ولم يفكر بحجم مسؤوليته السياسية والعسكرية ولم يترك الميدان بغية لأمان زائف وشو سياسي كاذب .. تمسك بإيمان قضيته منذ بداية شبابه وحتى رحيله بعد أن أكرمه الله بالشهادة .

بسم الله الرحمن الرحيم 
 {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} صدق الله العظيم .

السنوار في جنات الخلد حي يرزق ونحن أموات على قيد الحياة.